مكتب للأونروا في تركيا يعزز الدور التركي في الشرق الأوسط

الرئيس التركي يحث الدول الإسلامية على تقديم مزيد من الدعم للوكالة الأممية بعد أن حظرتها إسرائيل.

أنقرة -أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ستفتح مكتبا في أنقرة، وحث الدول الإسلامية على تقديم مزيد من الدعم للوكالة بعد أن حظرتها إسرائيل، فيما تعزز هذه الخطوة دور أنقرة كلاعب رئيسي في القضايا الإنسانية والإقليمية، خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط.

وحظرت إسرائيل الأونروا العام الماضي قائلة إنها وظفت أعضاء من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل الذي أشعل فتيل حرب غزة.

وتصف تركيا الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة بأنها "إبادة جماعية" وقرار حظر الأونروا بأنه انتهاك للقانون الدولي، لا سيما مع تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع الفلسطيني الذي تحول إلى أنقاض وتشرد سكانه الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة.

ولطالما استثمر أردوغان الحرب الإسرائيلية على غزة مدفوعا برغبته في اقتناص فرصة للعب دور الوسيط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن هذه المحاولات لم تسفر عن نتائج ملموسة.

وتواجه الأونروا أزمة مالية حادة، وافتتاح مكتب في أنقرة قد يساعد في تأمين المزيد من التمويل من تركيا ومن دول أخرى، خاصة بعد التبرعات السخية التي قدمتها أنقرة في السنوات الماضية.

وفي الضغوط التي تواجهها الوكالة الأممية ووقف تمويل بعض الدول، فإن افتتاح مكاتب جديدة في دول داعمة يظهر مرونة الأونروا في البحث عن سبل جديدة لمواصلة عملها الحيوي.

وفي كلمة ألقاها أمام وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، قال أردوغان إن فتح مكتب للأونروا في أنقرة سيعزز دعم تركيا للوكالة.

وأضاف "يجب ألا نسمح بأن تشل إسرائيل الأونروا، التي تؤدي دورا لا يمكن تعويضه فيما يتعلق برعاية اللاجئين الفلسطينيين. نتوقع من منظمتنا ومن كل دولة عضو أن تقدم الدعم المالي والمعنوي للأونروا لإحباط ألاعيب إسرائيل".

وقال مصدر دبلوماسي تركي إن من المتوقع أن يوقع وزير الخارجية هاكان فيدان وفيليب لازاريني المفوض العام للأونروا على اتفاق بشأن إنشاء المكتب على هامش اجتماع المنظمة في إسطنبول.

ومنحت تركيا الأونروا 10 ملايين دولار سنويا بين عامي 2023 و2025. وفي 2024، حولت أيضا مليوني دولار وأرسلت ثلاثة ملايين أخرى من إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد).

وأسندت إسرائيل مسؤولية توزيع جزء كبير من المساعدات التي تسمح بدخولها إلى غزة إلى هيئة جديدة مدعومة من الولايات المتحدة، وهي مؤسسة غزة الإنسانية التي تدير ثلاثة مواقع في مناطق تراقبها القوات الإسرائيلية.

ورفضت الأمم المتحدة عمليات مؤسسة غزة الإنسانية، قائلة إن عملها في التوزيع غير كاف وخطير وينتهك مبادئ الحياد الإنساني.

وفي السابق، تولت مهمة توزيع المساعدات على سكان غزة وكالات الأمم المتحدة في الأساس مثل الأونروا التي يعمل بها آلاف الموظفين في مئات المواقع في أنحاء القطاع.