ملف حقوق الإنسان يثير حفيظة ألمانيا ضد تركيا

انتقادات ألمانية للحكم على المعارض عثمان كافالا المناصر للأرمن والأكراد بالسجن المؤبد.
تشاووش أوغلو يخضع لاستفزاز نظيرته الألمانية
إسطنبول (تركيا)

دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، نظيرها التركي مولود تشاوش أوغلو، إلى ضرورة "احترام تركيا قرارات مجلس أوروبا بشأن حقوق الإنسان. ونقلت وكالة فرانس برس من أجواء الاجتماع الذي جرى الجمعة في إسطنبول بين وزيريْ خارجية تركيا وألمانيا أن بيربوك شددت على أن "قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن عثمان كافالا، يجب أن يطبق".
وبرز المعارض عثمان كافالا الذي يحمل الجنسية الفرنسية والمحكوم عليه بالسجن المؤبد، كمدافع عن القضية الأرمنية والقضية الكردية.
وأثارت مشاركته عام 2015 في إحياء الذكرى المئوية للإبادة الجماعية للأرمن في إسطنبول سخط السلطات التركية وخاصة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يتهمه بتمويل الإرهابيين. وهي تهمة يصر كافالا على إنكارها 
ولا تزال السلطات التركية ترفض الاعتراف بالمجازر التي وقعت ضد الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى على أنها "إبادة".
وتقوم وزيرة الخارجية الألمانية المنتمية إلى حزب الخضر بأول زيارة لها إلى تركيا وتزور أنقرة السبت.
وقدمت بيربوك إلى تركيا من أثينا، حيث دعت تركيا من هناك إلى احترام السيادة اليونانية على جزر بحر إيجه.
 ورد تشاوش أوغلو قائلا إن "على ألمانيا أن تتخذ موقفا أكثر توازنا بالنسبة لبحر إيجة وشرق البحر المتوسط، وألا تدخل لعبة الاستفزازات والدعاية اليونانية والقبرصية.

أنقرة تتهم كافالا بتمويل التظاهرات الكبرى لعام 2013 والضلوع في محاولة انقلاب عام 2016

ودعا  مجلس أوروبا مرارا أنقرة إلى "الإفراج الفوري عن عثمان كافالا، عقب صدور حكم من المحكمة الأوروبية. وهدد أنقرة بإجراءات عقابية إذا لم يتم الإفراج عن كافالا خلال فترة استمرار محاكمته.
وأثارت تصريحات بيربوك جدلا مع نظيرها التركي الذي تساءل محتجا "لماذا تشجع ألمانيا جميع البلدان على استبعاد تركيا من مجلس أوروبا".
وأضاف أن "هناك بلدانا لا تمتثل لقرارات هيئة حقوق الإنسان الأوروبية وهي اليونان وفرنسا والنرويج وألمانيا". 
وتابع قائلا "لماذا لا تذكرون اليونان وتذكرون تركيا فقط"، مضيفا "لماذا تذكرون كافالا؟.. لأنكم استخدمتموه".
وتتهم السلطات التركية رجل الأعمال كافالا الذي تلقبه الصحافة التركية بـ"الملياردير الأحمر" رجل الأعمال بتمويل التظاهرات الكبرى المناهضة للحكومة، في العام 2013.
واندلعت في أيار/ مايو 2013 مظاهرات عارمة في عدة مدن تركية انطلقت من ميدان تقسيم بإسطنبول احتجاجا على اقتلاع أشجار من الميدان وإعادة إنشاء ثكنة عسكرية غثمانية.
وسرعان ما قابلت حكومة أردوغان الذي كان رئيس حكومة آنذاك، الاحتجاجات بالقمع البوليسي الشديد الأمر الذي أثار انتقادات حقوقية دولية واسعة.
وبعد 4 أعوام من الاعتقال دون محاكمة، حُكم على عثمان كافالا، في نيسان/أبريل، بالسجن المؤبد دون إمكانية تخفيف العقوبة.
ووُجهت لكافالا تهمة الإرهاب والتآمر في محاولة الانقلاب عام 2016.
وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية من شن "هجوم" تصفه أنقرة بـ"الوقائي“ شمال سوريا، موضحة أن ذلك سيزيد من معاناة السكان المدنيين.
وأشارت إلى أن "لتركيا الحق في الدفاع عن نفسها، لكن عليها مهاجمة المجرمين فقط"، مبدية تفهمها "للهجمات الإرهابية  التي تواجهها تركيامن حزب العمال الكردستاني منذ أعوام".
وبينما تهدد أنقرة منذ شهرين بشن عملية عسكرية للحفاظ على حدودها الجنوبية، حذر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي الرئيس التركي من مغبة شن هجوم شمال سوريا بدعوى أن ذلك "سيضر بأمن المنطقة برمتها".