ملك الأردن يؤدي جولة خارجية في خضم تحديات إقليمية

الملك عبدالله الثاني يزور مصر والجزائر وايطاليا في مواجهة تحديات متعلقة أساسا بالأمن الإقليمي والوضع الاقتصادي خاصة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا وكذلك تداعيات صعود حكومة إسرائيلية يمينية.
مخاوف اردنية من احياء صفقة القرن مع صعود حكومة يمينية بقيادة نتنياهو
ازمة الطاقة وارتفاع اسعار النفط والغاز تدفع ملك الاردن لزيارة الجزائر

عمان - بحث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي السبت العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية في خضم تحديات متعلقة أساسا بالأمن الإقليمي والوضع الاقتصادي خاصة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا وكذلك تداعيات صعود حكومة إسرائيلية يمينية.
والتقى الملك عبدالله  بالسيسي في العاصمة القاهرة ضمن جولة خارجية بدأها في وقت سابق السبت، غير محددة المدة، تشمل أيضا الجزائر وإيطاليا، وفق بيان للديوان الملكي الأردني.
وذكر البيان بأن الزعيمان، "أكدا اعتزازهما بمستوى العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين، والحرص على تعزيزها في شتى المجالات".
وشددا على "مواصلة توسيع التعاون الثنائي بين الأردن ومصر، والثلاثي مع العراق، والبناء على الاتفاقيات المبرمة، تحقيقا للمصالح المشتركة وخدمة للقضايا العربية".

ومؤخرا، بات يُطلق على تحالف الأردن والعراق ومصر اسم "الشام الجديد"، والذي بدأ الحديث عنه عقب عقد مجموعة من القمم بين الدول الثلاث.
كما تناولت مباحثات ملك الأردن والسيسي آخر المستجدات في المنطقة والعالم، إذ تم التأكيد على إدامة التنسيق والتشاور إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، أكد العاهل الأردني والرئيس المصري ضرورة "تقديم الدعم الكامل للفلسطينيين لنيل حقوقهم العادلة والمشروعة، وأهمية تكثيف الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين".
واكد البيان "ان الملك عبدالله سيتوجه من القاهرة إلى الجزائر، حيث يبدأ زيارة دولة بدعوة من الرئيس عبدالمجيد تبون".
وأضاف "يعقد الملك مباحثات مع الرئيس تبون، كما يلتقي عددا من كبار المسؤولين الجزائريين".
وفي روما، سيعقد ملك الأردن مباحثات مع الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، بحسب المصدر ذاته.
ولا شك ان ملف صعود اليمين الإسرائيلي سيكون في جدول أعمال العاهل الأردني مع الرئيسين المصري والجزائري إضافة الى ملفات اقتصادية وأخرى تتعلق بالتهديدات الإيرانية في المنطقة وضرورة حماية الأمن القومي العربي.
وكان الجانبان المصري والاردني اكدا خلال لقاءات سابقة أهمية تسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي "على أساس حل الدولتين.
وعارضت الأردن بشدة خطة السلام الأميركية او ما عرف بصفقة القرن التي روج لها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بدعم من رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو.
وتمنح الخطة السيادة الإسرائيلية على معظم مستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن، وتعد القدس “عاصمة لا تقسم” لإسرائيل.
وتتحدث عن دولة فلسطينية مع عاصمة على مشارف القدس، لكن تقول إن على القيادة الفلسطينية أن تعترف بإسرائيل دولة لليهود وأن توافق على دولة منزوعة السلاح.
ورغم ان الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن غير متحمس للخطة لكن عودة نتنياهو الى رئاسة حكومة يغلب عليها الطابع اليميني المتشدد يقلق كثيرا الجانب الأردني.

ووصل العاهل الاردني الى الجزائر بعد زيارته لمصر حيث كان في استقباله في مطار هواري بومدين الرئيس تبون رفقة مسؤولين سامين في الدولة.

ومن المنتظر ان يثير الملك عبدالله ملف المصالحة الفلسطينية التي ركزت عليها الجزائر خلال القمة العربية الماضية في لقائه بتبون حيث يرى مراقبون أن الأردن تبحث بدورها عن توحيد الصف الفلسطيني وتقوية الجبهة الداخلية في مواجهة تحديات كبيرة فرضتها تشكيل حكومة إسرائيلية يمينية تهدف في الأساس لدعم الاستيطان وهدد عدد من مسؤوليها المتطرفين بطرد العرب.
كما يرى مراقبون ان زيارة ملك الأردن إلى الجزائر بعد مصر تهدف لتقوية التعاون الاقتصادي خاصة وان عمان تأثرت كثيرا بأزمة الطاقة العالمية وبارتفاع أسعار النفط والغاز.
ويعاني الأردن صعوبات اقتصادية جمة بسبب تداعيات الحرب الروسية في اوكرانيا وكذلك تفشي وباء كورونا ما اثر بشكل سلبي على الوضع الاقتصادي في بلد لا يملك كثيرا من الموارد.
ويقول المسؤولون إن متاعب الأردن الاقتصادية زادت مع توقف المنح الخليجية وعدم تلقي تمويل إضافي يذكر من المانحين الغربيين في السنوات القليلة الماضية لمواجهة بطء النمو وارتفاع معدل البطالة.