منى بدوي تنتقد قصور حركة النشر في مجال أدب الطفل
قالت مني بدوي يعقوب، الكاتبة المصرية المتخصصة في مجال أدب الطفل، إن حركة النشر بمصر والعالم العربي، لا تحقق طموح الكُتّاب، وتعاني من مشاكل عديدة في مقدمتها ارتفاع أسعار خامات الطباعة من ورق وأحبار، الأمر الذي أدى إلى تراجع معدلات النشر، وهي المشكلة التي زاد من تعقيداتها عدم قدرة كثير من الكُتّاب على نشر أعمالهم الأدبية على نفقتهم الخاصة.
لكنها لفتت إلى أن بلدانا عربية تجاوزت تلك الأزمة، وتشهد حالة نشطة في مجال نشر وتوزيع الكتب الموجهة للأطفال واليافعين، مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وأكدت يعقوب في مقابلة حول حاضر ومستقبل أدب الطفل بالعالم العربي، ضرورة قيام المؤسسات المعنية بثقافة الطفل، بتقديم الدعم اللازم لتسهيل حركة النشر والتوزيع، إقامة المزيد من إقامة المعارض وإتاحة فرصة المشاركة بها لدور النشر المختلفة وللكُتّاب والرسّامين أيضا، وتيسير حركة التوزيع محليا ودولياً.
ورأت الكاتبة منى بدوي يعقوب، أنه برغم ما تواجهه حركة نشر وتوزيع الكتب الموجهة للأطفال واليافعين بالعالم العربي، إلا أن هذا الحقل الأدبي يشهد تطوراً لافتاً يتمثل في غزاة الإنتاج، ورقي في جودة ما يُطرح في الأسواق والمكتبات من مطبوعات، وإن كانت الكميات المطروحة ببعض البلدان التي تشهد كثافة سكانية وطنها مصر، تعاني من قلة المعروض بالقياس لعدد الأطفال.
وحول رؤيتها لأهمية حضور التراث في الأدب الموجه للأطفال واليافعين، قالت بأن التراث له حضور القوي فيما يُكتب للأطفال واليافعين، من خلال الاقتباس وإعادة التوظيف، ونوّهت إلى أهمية أن يطلع الصغار على تراثهم من خلال الحكايات الجميلة التي تتناسب وفكرهم، حيث يعمق كل ذلك الانتماء لديهم ويربطهم بتاريخهم خاصة وأن التراث يسهم في تعزيز الهوية الوطنية للشعوب، كما أشارت إلى أن الكثير من الأدباء نجحوا في توظيف الحكايات الشعبية في كتاباتهم بشكل فيه الكثير من الإثارة والتشويق، وذلك بحسب قولها.
وحول رؤيتها للعلاقة بين الكُتّاب والرسّامين والناشرين، قالت "يعقوب" إن تلك العلاقة دون المستوى المأمول، الأمر الذي أدى للجوء الكثير من الكُتّاب بنشر مؤلفاتهم على نفقتهم الخاصة، وأوضحت بأن الخلل في آلية النشر والتوزيع، زادت من سوء العلاقة بين الطرفين، مؤكدة على أهمية إيجاد رؤية تساعد على ازدهار حكة البيع، وحل مشكلات التوزيع، وتضع صيغة للتوافق بين الكُتّاب والناشرين.
وحول رؤيتها لدور الكُتّاب والرسّامين، من جهة، ودور المؤسسات الحكومية المعنية بثقافة الطفل من جهة أخرى، في تحقيق نهضة حقيقية لأدب الطفل ببلدان العالم العربي، قال الكاتبة منى بدوي يعقوب، أنه على الكُتّاب أن يقدموا نصوصاً بلغة سهلة ومبسطة وتتناسب والمراحل العمرية للأطفال الخاطبين بتلك النصوص الأدبية، وأن تحمل تلك النصوص أفكاراً تُثري ثقافة الأطفال واليافعين، وتساعد في اتساع أفقهم ومداركهم.
وتحدثت عن مشكلة قلة المطبوع من الكتب الموجهة للأطفال واليافعين، واشادت ببعض المبادرات التي أطلقتها بعض مجلات الأطفال لتوفير الكتب لقرائها من الأطفال واليافعين، مثل المبادرة التي أطلقتها الدكتورة نهى عباس، رئيسة تحرير مجلة نور الصادرة في القاهرة، لإصدار كتب، وإنتاج مواد فلمية، إضافة إلى السعي لتدشين قناة تليفزيونية تحول المواد المكتوبة إلى مواد مصورة.
وبّرت عن أملها في أن تقوم المؤسسات الحكومية بدور فاعل في حل المشكلات التي تعوق حركة الأدب الموجه للأطفال واليافعين، ودعم إقامة معارض الكتب، وإطلاق المسابقات التي تسهم في تحفيز الكُتّاب والرسّامين على تقديم كتب تساير التطور التكنولوجي المتنامي، وتحقق الحماية لأطفالنا من الثقافات الوافدة، مع دعم الحكومات لسوق الكتب والعمل على توفيرها بسعر يتناسب ودخل كل الأسر غنية كانت أو فقيرة.
وحول رؤيتها لدور المجلات الموجهة للأطفال واليافعين، ومدى قدرتها على القيام برسالتها، قال بأن هذه المجلات تعاني من ارتفاع أسعار خامات الطباعة، وتحتاج للدعم من قبل المؤسسات الحكومية لتستمر في آداء دورها، ورأت بأن الكثير من المجلات نجحت في تجاوز الكثير من العقبات وتقوم بدورها بشكل جيد، مثل فارس ونور وقطر الندي وسمير في مصر، والعربي الصغير وماجد ووسام وبراعم الإيمان في إقطار عربية عدة كالكويت والإمارات والأردن وغيرها.