مهرجان الظفرة يزهو بتراث الإمارات


المهرجان يقدم باقة من المشغولات اليدوية والمعروضات والأكلات التراثية ويحتفي بالفنون الشعبية، ويراهن على البيئة والتنمية المستدامة.
السوق الشعبي .. إبداع متميز وعراقة حاضرة
التراث الفني الإماراتي من خلال عروض ' الأصايل الحربية'
انطلاق منافسات مزاينة التمور
'أدنوك' تسلط الضوء على إرث الشيخ زايد

أبوظبي - يواصل "مهرجان الظفرة" في نسخته الثانية عشرة فعالياته التراثية المتنوعة والمستمرة حتى الأول من يناير/كانون الثاني 2019.
ويقام المهرجان تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي.
عراقة الماضي وإبداع الحاضر ورائحة التاريخ تفوح كل عام من خلال السوق الشعبي المقام ضمن فعاليات المهرجان ليحكي للزوار والمشاركين تاريخ الإمارات، ويبرز حضارتها التي سيتناقلها الأبناء من الآباء والأجداد، يروون قصص نجاح مختلفة، سطرتها ونقلت تفاصيلها مبدعات السوق الشعبي الذي يعكس مرحلة مهمة من تاريخ الظفرة. 
يستقبل السوق الزوار من مواطنين ومقيمين وسياح، قدموا إليه للاستمتاع بما يعرضه من مشغولات يدوية ومعروضات تراثية.
وتتنوع المعروضات المقدمة للجمهور داخل السوق الشعبي الذي يضم مجموعة من المتاجر لتقديم أبرز الأكلات والحلويات الشعبية التي عرفها أبناء المنطقة قديماً.
وتقوم مجموعة من ربات البيوت أشهى الأطباق الإماراتية، إضافة إلى عدد من المتاجر التي توفر الأواني المنزلية ذات الرسومات والمنقوشات اليدوية.
 ويقدم قسم أخر عبوات الأعشاب الطبية التي تدخل في مجال الطب الشعبي، وصناعة العطور وبهارات الطهي والقهوة والبخور، والإكسسوارات، والملابس وصناعة التلي والسدو وسعف وخوص النخيل، وتطوير الملابس التقليدية من حياكة حديثة بأقمشة كانت تستخدم بالماضي، ومستلزمات الرحلات الصيفية والشتوية والمنتجات التراثية، بالإضافة إلى تواجد العديد من أجنحة المؤسسات المشاركة والداعمة للمهرجان.
وبات السوق الشعبي واحداً من المعالم الأساسية التي يحرص زوار المهرجان على زيارتها للاطلاع على التراث الإماراتي الأصيل بما يحتويه من مشغولات يدوية وحرفية وأغراض قديمة. إلى جانب كونه يروي تاريخ هذا البلد العريق، موضحاً دور كل من المرأة والرجل في تشكيل حياته الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
ويستمتع الزوار والسياح العرب والأجانب بالاطلاع على روائع الفلكلور الإماراتي من خلال العروض المبدعة للفنون الشعبية وبخاصة فني الرزفة والعيالة التي يتم تقديمها في باحة سوق الظفرة، بهدف إبراز الثقافة والتراث والتقاليد الأصيلة لدولة الإمارات، وتعزيز التقارب والتواصل بين الثقافات والشعوب من خلال الموسيقى والفنون والإبداع بإتقان عالٍ، لترسم في مجملها لوحة فنية رائعة، تعطي صورة حقيقية وواقعية للتراث الإماراتي، بما يحمله من كنوز وتراث موسيقي محلي.
وتحرص اللجنة المنظمة للمهرجان على تنويع الفعاليات المقدمة لزوار السوق الشعبي، بما يلبي طموحاتهم واحتياجاتهم من برامج توعوية وتثقيفية وأنشطة ترفيهية.
ويؤكد عبيد خلفان المزروعي، مدير الفعاليات التراثية في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، على الاهتمام الكبير الذي يوليه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة لتنمية وتطوير منطقة الظفرة لا سيما البرامج والفعاليات التراثية. موضحاً أن هذا الاهتمام ساهم في جعل المنطقة نقطة جذب سياحي واقتصادي وثقافي على مستوى عالمي.
وأضاف المزروعي أن السوق الشعبي يمثل ملتقى للثقافات المتنوعة التي تتوافد على موقع السوق، للاستمتاع بما يقدمه من برامج وأنشطة وفعاليات تراثية متنوعة إلى جانب المشغولات اليدوية والمعروضات التراثية.
فرقة الأصايل الحربية
تستقبل فرقة الأصايل الحربية للفنون الشعبية بعروضها الفنية الممتعة زوار مهرجان الظفرة، لتقدم لهم الفقرات الفنية الممتعة في إطار رؤية المهرجان المتمحورة حول ابراز روائع التراث الفني الإماراتي العريق، والتعريف بالعمل الثقافي والفني الخاص بالإمارات في فنون الحربية والرزفة وغيرها.
يقول يوسف المزروعي من فرقة الأصايل الحربية: "نحن نتشرف بمشاركتنا في فعاليات مهرجان الظفرة، المهرجان التراثي الجميل الذي يمثل انعكاساً لحرص القائمين عليه، وسعيهم إلى إحيائه والحفاظ عليه".

ويتابع: "هذه مشاركتنا الأولى في مهرجان الظفرة، ونطمح إلى تقديم الصورة الأمثل والفن الأفضل لدينا، من خلال الفقرات التراثية الإماراتية من فنون الرزفة والحربية واليولة، والشعر والشلات، وتعريف الأجيال الجديدة بتراث الأجداد والآباء، وهي مهمة وطنية نلتزم بها كوننا ورثنا هذه الفنون الأصيلة عن أجدادنا، ونحمل أمانة حفظها للأجيال القادمة".
وعن تفاعل الجمهور واستمتاعه بعروض الفنون التراثية الإماراتية يقول المزروعي: "الجمهور بجميع فئاته العمرية من المواطنين والمقيمين والزوار يتفاعل مع الرزفة والحربية واليولة التي تُبرز الصورة الأصيلة للهوية الإماراتية وعراقة تاريخنا وموروثنا الشعبي".
والحربية والرزفة واليولة فنون شعبية تراثية إماراتية في الأداء والإنشاد، ففن الرزفة الشعبي يجمع بين الأداء والشعر الأصيل من التراث الشفاهي للإمارات، ويُؤَدَّى في الاحتفالات والمناسبات الوطنية والاجتماعية، ويمزج بين الشعر والرقص واليولة التي تنتشر غالباً في الأعراس والمناسبات والمهرجانات الشعبية. ويُسمى الشخص الذي يؤديها باليويل، وتتطلب لياقة بدنية ورشاقة لتأديتها، وغالباً ما تكون هذه الفنون في الأماكن المفتوحة والهواء الطلق، باستخدام عِصِي الخيزران الرفيعة، والسيوف والخناجر والبنادق.
منافسات مزاينة التمور
بدأت اللجنة المنظمة الثلاثاء في استقبال مشاركات التمور من فئة الدباس التي تحظى بشهرة واسعة في منطقة الظفرة خاصة، حيث عشاق التراث والأصالة المهتمين بزراعة النخيل، للمشاركة في مسابقة مزاينة التمور التي ستم إعلان نتائج الفائزين بها  الأربعاء.
وأوضح عبيد خلفان المزروعي أن اللجنة قد وضعت مجموعة من الشروط الواجب الالتزام بها، والتي تتمحور حول أن يكون التمر من الإنتاج المحلي لدولة الإمارات، ولا تقبل الرُّطب في المسابقة، وأن يكون التمر من إنتاج المزرعة التي تعود ملكيتها للمشارك، مع التأكيد على ضرورة إحضار الأوراق الخاصة بملكية الأرض الزراعية عند التسجيل، وضرورة الالتزام بتسليم العينات.
وفيما يخصّ مواصفات التمور تحدّث المزروعي عن الالتزام بعدة شروط في مقدمتها: عدم احتواء المشاركة الواحدة على أكثر من صنف واحد في العبوة الواحدة، وأن يكون التمر خالياً من الإصابات الحشرية أو من وجود الحشرات الميتة وبويضاتها ويرقاتها ومخلفاتها، مع ضرورة خلوه من العيوب، وأن يكون حجمه مناسباً ومقبولاً، وعدم وجود رائحة أو طعم غير طبيعي أو شوائب معدنية أو رملية، ومن الطبيعي ألا يحتوي المنتج على ثمار غير مكتملة النضج، وأن يكون خالياً من مخلفات المبيدات والأسمدة الكيماوية، إذ سيتم فحص المشاركات الفائزة مخبرياً .
وحرصت اللجنة المنظمة على وضع جوائز قيمة لتشجيع المشاركين على تقديم أفضل المنتجات، وتحقيق الأهداف التي تتطلع إليها إدارة المهرجان. كما تم رصد جوائز نقدية للفائز بالمركز الأول بقيمة 25 ألف درهم، والمركز الثاني 15 ألف درهم، والثالث 10 آلاف درهم، والخامس 5 آلاف درهم.
وتبقى الحكاية التراثية الأبرز في المهرجان هي مزاينة الإبل وتطوير برامج المسابقة وآلياتها
بهدف الحفاظ على السلالات الأصيلة من الأصايل والمجاهيم، والتعريف بالثقافة البدوية وتفعيل السياحة التراثية، وإيجاد سوق تجارية لشراء وبيع الإبل، عمد "مهرجان الظفرة" هذا العام إلى تطوير البرامج والآليات الخاصة بالمشاركات، والتي تأمل إدارته بأن يصب في مصلحة المسابقة ويحقق الأهداف المنشودة منها.
وقررت اللجنة المنظمة للمهرجان تمكين المشاركين من فك أي حظر مسبق سواء عليه أو على المطية، وذلك وفق شروط محددة، منها: دفع غرامة 10 آلاف درهم لفك حظر المطية، وتتم مضاعفة القيمة في حالة التكرار، وكذلك فك حظر المشارك في حال وجود أكثر من حالتين لديه بقيمة 15 ألف درهم، وتُضاعف القيمة في حالة التكرار.
وأكدت اللجنة أن قرارات اللجنة الطبية ستكون إلزامية وغير قابلة للطعن أو الاحتجاج. وفي هذا الإطار حرصت اللجنة المنظمة على تشكيل لجنة من جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية ولجنة التحكيم، حيث تضمّ عدداً من الأطباء المُتخصّصين، ليتم فحص الإبل المشاركة من مجاهيم ومحليات، عن طريق صور الأشعة وأخذ عينات الدم، وذلك حرصاً من المُنظمين على تحقيق أعلى درجات  النزاهة وتجنب أي عبث في المطايا المشاركة.
و"مزاينة الإبل"، تشهد كلّ عام مشاركات محلية وخليجية واسعة. ويُشارك ملاك الإبل في الدورة الحالية في أشواط المزاينة البالغ عددها 76 شوطاً. وقد خصصت اللجنة المنظمة لهذه الأشواط جوائز قيمة، تجاوزت قيمتها الإجمالية الـ38 مليون درهم، والموزعة على 590 جائزة.
وأشاد عدد من المشاركين بقرار اللجنة المنظمة، مؤكدين أنه يصب في صالح الملاك والمشاركين. ومن بين المشاركين سالم المنصوري الذي يؤكد أهمية قرار اللجنة المنظمة بتمكين المشاركين من فك أي حظر مسبق سواءاً عليه أو على المطية، وذلك وفق شروط محددة.
وقال سالم "يتيح القرار الفرصة أمام عدد كبير من ملاك الإبل بالمشاركة في المهرجان، وبالتالي سيساهم في زيادة أعداد المشاركين وتحفيز المنافسة وتحقيق الفائدة المرجوة للجميع".
وأثنى المشارك من السعودية حمد المري على القرار الخاص بتشكيل لجنة من جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية ولجنة التحكيم لفحص الإبل المشاركة.
وقال حمد "يمنح القرار المسابقة مصداقية تعودنا عليها في مشاركاتنا السنوية السابقة، حيث سنحرص دائماً أن نكون أول المشاركين في حدث هو الأهم على الساحة المحلية والخليجية".
قصص نجاح
مع انطلاقة "مهرجان الظفرة" السنوي، وتسابق الزوار على حضور فعالياته المتنوعة، دشنت مجموعة من طالبات مخيم "البيت متوحد" مبادرة تهدف إلى الحفاظ على ثقافة دولة الإمارات وتقاليدها الأصيلة بين جيل الشباب، وصون العادات القديمة التي تعد إحدى أهم مقومات الحفاظ على الهوية الإماراتية الوطنية.
وقمت الطالبات المبادرة إلى جناح تدوير (مركز أبوظبي لإدارة النفايات)، كجزء من برنامجهم اليومي الخاص بالتراث الثقافي.
واستقبلت فاطمة أحمد الهرمودي، ضابط أول توعية عامة في المركز ونجلاء سالم البلوشي، مرشدة توعية عامة في تدوير، طالبات المخيم، وأدرن معاً حلقة "سؤال وجواب"، حيث تركزت الأسئلة حول الدور الذي تلعبه "تدوير" في خلق مجتمع واعٍ، يسهم في تحول النفايات إلى رافد اقتصادي لإمارة أبوظبي، من خلال بناء وتنفيذ أنظمة وبرامج متكاملة لإدارة النفايات ومكافحة آفات الصحة العامة وفقاً لأرقى المعايير المعتمدة عالمياً، إضافة إلى التركيز بشكل خاص على "محرقة الحيوانات النافقة" و"المطمر الصحي" والسماد وتدوير الإطارات والبلاستيك، وكيفية الحماية من انتشار القوارض والذباب والصراصير والبعوض، ووسائل الاتصال بمراكز الخدمة التابعة للمركز.
وقالت فاطمة أحمد الهرمودي: "لقد كان اللقاء مع الطالبات ممتازاً، حققنا خلاله أهدافنا المتعلقة بالتوعية والتثقيف البيئي، ولامسنا اهتماماً كبيراً من قبل الطالبات اللواتي تتراوح أعمارهن بين الـ 14و18 عاماً، ولديهن فهماً وإدراكاً كبيرين لتأثير النفايات على الطبيعة وعلى حياة الإنسان على الأرض، والدور العالمي المهم الذي تلعبه الإمارات بشكل عام وأبوظبي على وجه الخصوص، للحد من مخاطر النفايات وتدويرها، وذلك من خلال بناء نظام مستدام لإدارة النفايات ومكافحة آفات الصحة العامة، ليصبح من الأنظمة الرائدة عالمياً بحلول عام 2030".
وأكدت الهرمودي على أهمية مشاركة "تدوير" في مهرجان الظفرة السنوي كراعٍ وشريكٍ استراتيجي للدورة الحالية.
وقالت "نسير على خطى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونستمد من أقواله نهجنا ومسيرة حياتنا، فهو القائل: (إن الثروة الحقيقية هي العمل الجاد المخلص الذي يفيد الإنسان ومجتمعه، وأن العمل هو الخالد والباقي، وهو الأساس في قيمة الإنسان والدولة)، ونحن نعمل بجد واجتهاد للحفاظ على المظهر الجمالي والصحي لدولتنا بشكل عام، ولمنطقة الظفرة ومنطقة المهرجان بشكل خاص".
وأشارت نجلاء سالم البلوشي إلى الخدمات المتكاملة التي تقدمها "تدوير" في الدورة الحالية للمهرجان والموزعة على مراحل مهمة قبل وأثناء وبعد انتهاء الدورة الحالية من المهرجان، حيث سيعمل فريق تدوير على استقبال المزيد من طلاب وطالبات مخيم "البيت المتوحد"، لنشر التوعية والثقافة البيئية بينهم، كما سيكثفون جهودهم من أجل مكافحة آفات الصحة العامة مثل الذباب والبعوض والنمل، وكذلك الحيوانات السائبة، وتوفير معدات ومواد آمنة للحد من الآفات داخل المهرجان على مدار 30 يوماً كي يتمتع الزوار والعارضون والمشاركون بأجواء مثالية وصحية.
وتم توزيع الهدايا الرمزية على الطالبات المشاركات في حلقة "سؤال وجواب"، وأعربن عن سعادتهن لزيارة المهرجان وحضور فعالياته المميزة، والاستفادة من الوقت في تعلم كل ما هو مفيد للبيئة والصحة العامة، حيث نشرن صورهن ومجموعة من المقاطع المصورة من جناح "تدوير" على حساباتهن الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، لتعم الفائدة على الجميع.
إرث الشيخ زايد

تسلط شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، الشريك الرئيسي في "مهرجان الظفرة"، من خلال جناح شركتها "أدنوك البرية"، الضوء على إرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إسهاماً منها في الاحتفاء بعام زايد وتعزيز التوعية لدى الجمهور المحلي والإقليمي والدولي، وتعريفه بمسيرة القائد الباني المؤسس ومنجزاته، وتخليد شخصيته ومبادئه وقيمه عالمياً، كمثال لواحد من أعظم الشخصيات القيادية في العالم وأكثرها إلهاماً.
ويتضمن جناح الشركة شاشة عرض تلفزيونية لمواد فيلمية تعريفية بالشيخ زايد ومقولاته الخالدة، ومعرضاً لصوره، تبرز محطات سيرته ومسيرته الوطنية الرائدة، مع التركيز على دوره الرئيسي في منجزات تطوير الدولة ونهضتها الاقتصادية والعمرانية في جميع المجالات، حيث تُظهره الصور في مجلسه داخل بيته، كما في خارجه، في مواقع البناء والعمل، مفتتحاً المنشآت الصناعية والنفطية الكبرى، وحريصاً على تخضير وتشجير المساحات الصحراوية، والاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها، وفي لقاءاته بالمواطنين في مناطق الدولة المتعددة، وحفاوة استقبالهم لقائدهم، وترحيبهم الحار به، والذي تُظهر الصور استقباله لهذا الترحيب بالابتسامة البشوشة والنظرة الإنسانية.
كما توثّق مجموعة الصور الخاصة بأرشيف الشركة، استعراض الشيخ زايد، لحراس المنشآت وزياراته الميدانية وظهوره في المناسبات الوطنية وزياراته الخارجية، وتحكي هذه الصور الكثير عن علاقته الأبوية الأسرية، مع الأبناء والأحفاد من آل نهيان.
ويشتمل جناح شركة أدنوك البرية على مجلس يستهدف تعريف زوار المهرجان بالسنع الإماراتي، وقيم الضيافة والترحيب بالضيوف، وتقديم الفوالة لهم، وهي عادة إماراتية أصيلة مشتقة من مفردة "الفأل الحسن" الذي يستبشر به الإنسان، ويقصد بها الطعام الذي يقدّم للزائر قريباً كان أو غريباً، واستقبال الضيف بالفوالة أو الطعام من تمور وفاكهة وماء وقهوة هو دليل على الكرم الإماراتي ورسوخ عادات الأجداد لدى الأبناء.
مؤسسة الإمارات للطاقة النووية 
تشارك مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بجناحها الخاص ضمن فعاليات مهرجان الظفرة.
ويخصص جناح المؤسسة ركناً خاصاً احتفاءً بعام زايد، حيث يعرض الركن جدارية لمجموعة صور للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في لقاءاته بكبار المسؤولين داخل وخارج الدولة، وخاصة مع ملكة إليزابيث، ملكة بريطانيا، في زيارتها إلى أبوظبي العام 1979، وعمله الوطني في سبيل رفعة الدولة ونجاح تجربة الاتحاد في مرحلة التأسيس، كما تظهره الصور، في جولاته الميدانية في أرجاء الوطن، ولقاءاته بالمواطنين والمسؤولين في ميادين العمل، واهتماماته التراثية وبخاصة بتربية الصقور والعناية بها وهو الصقار الأول وحامي البيئة، حيث يبدو في إحدى الصور وهو يحتضن الورد ويروي النبات ويعاملها معاملة الوالد الحنون، وبخاصة علاقته بالنخلة، الشجرة المباركة، وبالزراعة والأزهار وتخضير الصحراء بشكل عام، وهو القائل: "أعطوني زراعة.. أضمن لكم حضارة".
ويُبرز القائمون على الجناح جهود المؤسسة في تعزيز القدرات البشرية حيث يبلغ عدد موظفي المؤسسة وشركاتها الأربع التابعة أكثر من 2800 ، بنسبة 60% من الإماراتيين، ونسبة 20% من الموظفات الإناث.
ويؤكد القائمون على الجناح قيمة التسامح الراسخة في البيئة المؤسسية حيث يبلغ عدد الجنسيات المختلفة العاملة فيها أكثر من 40 جنسية، ويسلطون الضوء على تعزيز القدرات المهنية الاحترافية حيث يبلغ عدد مشغلي المفاعلات 220 موظفاً، كما يُبرزون الجانب الاستثماري في الشباب من أبناء الوطن حيث أن أكثر من 500 طالباً وطالبة يستفيدون من برنامج المنح الدراسية الخاص بالمؤسسة.
ويكشف الجناح نسبة الإنجاز في أعمال محطات الطاقة النووية في براكة حيث اكتملت الإنشاءات في المحطة الأولى، بينما بلغت نسبة الإنجاز في المحطة الثانية 94%، و86% في المحطة الثالثة، أما المحطة الرابعة فبلغت نسبة الإنجاز فيها 78%.
كما يعرض الجناح مجموعة القيم المؤسسية الست باللغتين العربية والإنكليزية والتي تتلخص في تحمل المسؤولية والعمل الجماعي والسلامة والنزاهة والثقة والتميز.
 حيث تعني المسؤولية إدراك مدى المسؤوليات والصلاحيات الفردية، وتحمل مسؤوليات الأعمال الموكلة وتأديتها على درجة عالية من الجودة في الوقت المناسب مع الحفاظ على السلامة، بينما يتمثل العمل الجماعي في التواصل بشفافية مطلقة مع الثقافات المختلفة وكافة الجهات الأخرى والتعاون معها سعيًا لأفضل النتائج، أما السلامة فتعني جعل سلامة الموظفين والمجتمع والبيئة على رأس الأولويات في كافة الأوقات، والسعي دائمًا لتعزيز سلوكيات السلامة الفردية، وتختص النزاهة بتثمين وتقدير الالتزامات والاتفاقيات، والاستماع لآراء الآخرين وتجاربهم وتقاليدهم واحترامها، وتحمل مسؤولية الأعمال، وعدم القبول بالتمييز أو المضايقة.
 وتؤكد قيمة الثقة على تعزيز الثقة ببرنامج المؤسسة من خلال الالتزام بمعايير قطاع الطاقة النووية وتطبيق القيم والوفاء بالالتزامات والتواصل بشفافية مع الزملاء والشركاء والمجتمع، ويتمثل التميز في السعي لتحقيق النجاح من خلال التحسين المستمر لأداء المشاريع والبرامج والعمليات، مما يؤدي لزيادة الفاعلية والكفاءة من أجل تحقيق نتائج ومستدامة.
كما يقدّم الجناح المُقام باسم المؤسسة وشركتيها التابعتين شركة نواة للطاقة وشركة براكة الأولى، مجسماً ورسما إنشائياً لمشروع محطات براكة النووية التي تقع في منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، وتطل على الخليج العربي وتبعد نحو 53 كيلومترًا إلى الجنوب الغربي من مدينة الرويس، والتي ستوفر مفاعلاتها المتقدمة الأربعة (APR1400) للطاقة النووية نحو ربع احتياجات الدولة من الكهرباء عند التشغيل التام لها.
 وقد بدأت الأعمال الإنشائية في المحطة في يوليو 2012 بعد الحصول على الرخصة الإنشائية من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وشهادة عدم الممانعة من هيئة البيئة.
وسيؤدي المشروع دورًا أساسيًا في تنويع مصادر الطاقة في الدولة وسيوفر كمية كبيرة من الطاقة للمنازل والشركات والمنشآت الحكومية مع تقليلها للبصمة الكربونية في الدولة. 
وبعد التشغيل التام للمحطة، من المتوقع أن تحدّ محطة براكة من الانبعاثات الكربونية في الدولة بواقع 21 مليون طن سنويًا والتي تعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من الطرقات.