مهمة خاطفة غير موفقة لبيرات البيرق في الكويت

الكويت ترفض تقديم قروض لدعم الليرة التركية بمبالغ تصل الى 1.6 مليار دولار طلبها وزير المالية التركي في مطار الكويت.

الكويت – ذكرت مصادر سياسية الاثنين ان الكويت رفضت تقديم اية قروض لأنقرة خلال زيارة خاطفة قام بها وزير المالية التركي بيرات البيرق في وقت يشهد فيه الاقتصاد التركي هزة بسبب تداعيات هبوط الليرة.
وخسرت العملة التركية ما يزيد على 40 بالمئة من قيمتها العام الحالي لكنها هبطت الى مستويات قياسية خلال الايام الأخيرة بفعل التوتر مع واشنطن والسياسات الاقتصادية للرئيس رجب طيب اروغان.
وقالت المصادر ان البيرق، وهو صهر اردوغان ويتمتع بنفوذ واسع، التقى مع نظيره الكويتي نايف الحجرف في اجتماع قصير لم يتجاوز 40 دقيقة عقده في مطار الكويت. وطلب البيرق من الكويت تقديم يد العون لإنقاذ الليرة التركية.
وأوضحت وزارة المالية الكويتية في بيان أن الاجتماع بين الوزيرين تطرق الى اطلاع الإدارة المالية في الكويت على آخر التطورات الاقتصادية في تركيا لاسيما أن للكويت استثمارات عديدة في تركيا.

الكويت رفضت تقديم القرض نظرا لاتجاهات الوضع الاقتصادي في تركيا نحو الانحدار يوما بعد يوم
 

 وقالت المصادر إنّ البيرق طلب من نظيره تقديم دعم مالي يقدر بـ500 مليون دينار كويتي أي ما يصل إلى 1.6 مليار دولار أميركي من أجل دعم وإنقاذ الليرة التركية.
وأكدت المصادر ان الكويت رفضت تقديم هذا المبلغ نظرا للتوقعات التي تشير الى ان الوضع الاقتصادي في تركيا يتجه نحو الانحدار يوما بعد يوم. 
وبعد فشل المحاولة في الكويت أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين اتصالًا هاتفيًا مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في محاولة لحثه على تقديم الدعم المالي العاجل للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية.
وقال مكتب الاتصالات الحكومي في قطر الأحد الماضي إن "تركيا حليف يمكننا وضع الثقة به. لدينا ثقة كاملة في قوة الاقتصاد التركي وستستمر استثماراتنا في تركيا كالمعتاد".
ووجه الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رسالة إلى من أسماهم بالشامتين من تدهور الوضع الاقتصادي لتركيا. وكتب على حسابه في تويتر "أنا متأكد أن تركيا ستخرج من هذا الوضع بقوة قد يأخذ ذلك وقتا ولكنّ هناك إرادة وعملا. قد لا أتفق مع بعض سياسات تركيا ولكن تركيا المسلمة القريبة لنا لا تستحق منا هذا العداء غير المبرر ولمصلحة من"؟

ليس أكثر من التعاطف لدى حمد بن جاسم
ليس أكثر من التعاطف لدى حمد بن جاسم

ويقول متابعون إن تغريدات الشيخ حمد بن جاسم ليست أكثر من تسجيل موقف لاسترضاء تركيا كنوع من ردّ الجميل تجاه موقفها الداعم للدوحة في خلافها مع رباعي المقاطعة لافتين إلى أن قطر تعرف جيدا أن الولايات المتحدة لن تسمح لها بأكثر من تسجيل "تعاطف كلامي" مع أنقرة.
ومن الواضح أن الوضع السياسي لتركيا هو ما يقلق قطر خصوصا أن الرئيس التركي أردوغان مستمر في التصعيد ما قد يدفع الولايات المتحدة إلى توسيع دائرة عقوباتها إلى أبعد من الرسوم على الفولاذ والصلب وأنها قد تستهدف لاحقا الجهاز المصرفي في تركيا ما يجعل هامش المناورة القطري محدودا في دعم أردوغان.
وقال مصرفي خليجي لصحيفة فاينانشال تايمز "من المرجح أن تكون قطر واحدة من أوائل الدول التي تتطلع إليها تركيا للحصول على الدعم".