موجة عنف دامية تهز مجددا أفغانستان

الهجمات تأتي في وقت تحاول فيه مدينة غزنة بوسط البلاد التعافي من القتال العنيف الذي استمر لمدة خمسة أيام وتسلط الضوء أيضا على حجم الضغوط الشديدة التي تمارسها طالبان على قوات الأمن المحلية.

طالبان تبحث هدنة خلال عيد الاضحى
مستقبل أي عملية سلام في أفغانستان ليس واضحا حتى الآن
عنف دموي لا يهدأ في أفغانستان
عشرات القتلى في أحدث هجمات تستهدف قوات الجيش والشرطة الأفغانية

كابول - أودى هجوم لحركة طالبان على موقع عسكري أفغاني بحياة ما يصل إلى 44 من أفراد الجيش والشرطة اليوم الأربعاء في حين أدى تفجير انتحاري في كابول إلى مقتل 48 شخصا على الأقل مع استمرار موجة العنف الدامي في أنحاء أفغانستان.

وقال مسؤولون محليون في إقليم بغلان الشمالي إن ما لا يقل عن تسعة من أفراد الشرطة و35 جنديا قتلوا في الهجوم الذي وقع في وقت مبكر من اليوم الأربعاء وهو الأحدث في سلسلة هجمات أسقطت عشرات القتلى في صفوف قوات الأمن في أنحاء البلاد.

وفي وقت لاحق بدد هجوم انتحاري على مركز تعليمي في منطقة أغلب سكانها من الشيعة غربي كابول الهدوء النسبي الذي شهدته العاصمة الأفغانية على مدى أسابيع. وتسبب الهجوم في مقتل 48 شخصا على الأقل وإصابة 67.

وتأتي الهجمات في وقت تحاول فيه مدينة غزنة بوسط البلاد التعافي من القتال العنيف الذي استمر لمدة خمسة أيام وتسلط الضوء أيضا على حجم الضغوط الشديدة التي تمارسها طالبان على قوات الأمن المحلية.

ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن تفجير كابول، لكن الهجوم يحمل بصمات تنظيم الدولة الإسلامية الذي نفذ هجمات سابقة كثيرة على أهداف للشيعة. وأصدرت حركة طالبان بيانا تنفي فيه مسؤوليتها.

ودعت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان إلى وقف القتال وقالت إن ما يقدر بنحو 150 مدنيا قتلوا في غزنة حيث اكتظ مستشفى المدينة بالجرحى وانقطعت إمدادات المياه والكهرباء.

وقال تاداميتشي ياماموتو كبير مسؤولي الأمم المتحدة في أفغانستان في بيان "تلقي المعاناة الإنسانية الشديدة بسبب القتال في غزنة الضوء على الحاجة الملحة لإنهاء الحرب في أفغانستان".

وقالت حركة طالبان التي بدأت هجومها على غزنة في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة الماضي وحاربت القوات الأفغانية المدعومة بضربات جوية أميركية في وسط المدينة لمدة أيام، إن مقاتليها انسحبوا لمنع وقوع المزيد من الضرر على سكان المدينة.

وقال قيادي في الحركة في مكالمة هاتفية رافضا الكشف عن اسمه "كانوا يواجهون نقصا شديدا في الطعام ومياه الشرب مع انقطاع الكهرباء أيضا عن المدينة قبل يومين".

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تقدم الملابس والأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم أو بالحقن الوريدي لعلاج المصابين إلى جانب مولدات الكهرباء والمياه النظيفة لنحو 18 ألف شخص.

وألقى هجوم غزنة، أحد أكثر هجمات طالبان الفتاكة منذ سنوات، بظلاله على الآمال في إجراء محادثات سلام بعد أن انتعشت جراء هدنة غير مسبوقة خلال عيد الفطر في يونيو/حزيران واجتماع الشهر الماضي بين مسؤولين من طالبان ودبلوماسي أميركي كبير.

وقال قياديان كبيران في طالبان هذا الأسبوع إن الحركة تبحث إعلان وقف لإطلاق النار خلال عيد الأضحى الذي يحل الأسبوع المقبل، لكن مستقبل أي عملية سلام ليس واضحا حتى الآن.

ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في 20 أكتوبر/تشرين الأول تتوقع الحكومة وقوع المزيد من الهجمات في كابول والمدن الأخرى وعلى الرغم من ذلك فإن نطاق العنف أحدث صدمة للحكومة التي تواجه انتقادات حادة بسبب طريقة معالجتها للحرب الدائرة في البلاد.

وفي إقليم زابل بجنوب أفغانستان اشتبك مقاتلو طالبان مع جنود الثلاثاء مما دفع الحكومة لإرسال تعزيزات من أقاليم مجاورة لاستعادة السيطرة على نقطتي تفتيش.

وقال حاجي عطا جان حق بيان عضو مجلس الإقليم، إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 11 جنديا وشرطيا واحدا في حين أصيب ثلاثة جنود.

وفي واقعة منفصلة قال مسؤولون في إقليم لغمان بشرق البلاد، إن ست فتيات لا تتجاوز أعمارهن عشر سنوات قُتلن لدى عبثهن بقذيفة مورتر عثرن عليها وانفجرت على نحو مفاجئ اليوم الأربعاء.