موريتانيا: تسمين البنت ضروري لزواجها!

وجهة نظر موريتانية: الاسمن هي الاجمل!

نواكشوط - حذر أول مسح ديمغرافي حول الاوضاع الصحية في موريتانيا من خطورة "الآثار السلبية" المترتبة على ظاهرة التسمين القسري للبنات التي لازالت تنتشر بشكل اكبر في أوساط فئة العرب من المجتمع الموريتاني.
ويذكر أن ظاهرة التسمين القسري للبنات تبدأ بين سن السادسة إلى الحادية عشرة وترمي الى تسمين البنت من خلال اجبارهن على تناول كميات كبيرة من الطعام، مما يعتقد العامة أنه يعني اكسابهن جمالا وجاذبية، ويدل على أنهن ينحدرن من وسط اجتماعي مقتدر، حسب ما آلت اليه النتائج النهائية لهذا المسح الديمغرافي الذي نشر السبت في العاصمة الموريتانية.
ولفت المسح الذي شارك في انجازه المكتب الوطني للاحصاء الحكومي ووزارة الصحة الموريتانية وساهم في تمويله البنك الدولي ومنظمة الامم المتحدة لرعاية الطفولة وصندوق الامم المتحدة للسكان أن واحدة من كل خمس بنات في موريتانيا خضعت لعملية تسمين قسري أو بصدد التسمين حاليا.
ووفقا للدراسة فإن 38 بالمائة من البنات تم تسمينهن قسرا في مدة تراوحت بين 12 و 24 شهرا. ورأت 40 بالمائة من النساء ممن شملتهن الدراسة أن التسمين القسري يتيح للمرأة "جمالا اكبر وحظوظا اكبر في الزواج والجاذبية" وقالت 27 في المائة أنه "يضفي مكانة اجتماعية مميزة على المرأة".
وبالمقابل رأت 45 بالمائة من النساء خصوصا داخل الوسط الحضري أن التسمين القسري يضر بالصحة في حين قالت 35 في المائة أنه يعيق حركة المرأة ونشاطها.
يذكر ان هذه الظاهرة لا تزال منتشرة في اوساط المجتمع العربي الموريتاني أكثر من الزنوج، حيث تعتبر في نظر اغلبية الرجال معيارا لجمال المرأة وعاملا يؤهلها للاستعداد للزواج في سن مبكرة خصوصا مع اكتساب البنت لبدانة غير عادية. وقد شملت هذه الدراسة 6.500 شخص في جميع مناطق البلاد تتراوح اعمارهم بين 15 و 59 عاما.
واظهر هذا المسح الديمغرافي الاول من نوعه في موريتانيا أن نسبة 46 بالمائة من سكان موريتانيا تقل اعمارهم عن 15 عاما وأن النساء أكثر عددا من الرجال حيث يوجد 100 امرأة لكل 92 رجلا. ويبلغ عدد سكان موريتانيا أكثر من مليونين وخمسمائة ألف نسمة بحسب آخر احصاء اجري عام 2000 ونشرت نتائجه في اغسطس/آب الماضي.