موسكو تبعث برسائل إلى أنقرة عبر قصف مكثف على إدلب
إدلب (سوريا) - يكثف الطيران الحربي الروسي قصفه على إدلب لليوم الثاني على التوالي، وخصوصا في مناطق خفض التصعيد، في رسالة إلى أنقرة لتنفيذ الاتفاقات الثنائية التي وقعتها مع موسكو، والقاضية بوضع طريق حلب- اللاذقية والمعروف بطريق "M4"، في الخدمة، ويرافق القصف حركة نزوح كبيرة للمدنيين هروبا من القصف.
ويتواصل التصعيد على العديد من المحاور في حلب بين القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة من جهة وقوات الجيش السوري من جهة أخرى.
وشن الطيران الحربي الروسي غارتين جويتين مزدوجتين بصواريخ شديدة الانفجار استهدفتا مصنع الغزل شرق المنطقة الصناعية على طريق إدلب - سرمين في شرق إدلب.
كما قصفت القوات السورية بقذائف المدفعية الثقيلة، محيط قرى رويحة وبينين بريف إدلب الجنوبي، وقصفت بالصواريخ قرية العصعوص بريف حلب الغربي.
وشنَّت الطائرات الحربية الروسية، منذ صباح الجمعة، 16 ضربة جوية على مناطق متفرقة ضمن منطقة خفض التصعيد المعروفة "بوتين – إردوغان" طالت مناطق مدنية وعسكرية، وأدت إلى مقتل 7 مدنيين. فيما أعلنت مصادر ميدانية لصحيفة "الوطن السورية" المقربة من دمشق، أن وحدات الجيش السوري استهدفت مصادر نيران ما يسمى غرفة عمليات "الفتح المبين"، التي تقودها "هيئة تحرير الشام" ودمرت عتاداً عسكرياً كان بحوزتها وقتلت وجرحت العشرات من الفصائل المعارضة في ريف إدلب.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت، بوفاة جندي سوري متأثراً بجروحه التي أصيب بها الجمعة، في قصف بري نفذته القوات التركية على قرية الشيخ عيسى ضمن مناطق انتشار "قوات سوريا الديمقراطية (قسد)"، والنظام السوري في ريف حلب الشمالي، حيث سقطت قذائف في قرى الشيخ عيسى وحربل وتل رفعت بريف حلب الشمالي.
وهاجمت مسيَّرة تابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، مواقع للقوات السورية في حي الفرقان ومنطقة حلب الجديدة، فيما حاولت القوات السورية التصدي لها بالمضادات الأرضية.
من ناحية أخرى، أفاد المرصد السوري بأن أكثر من 12 قرية تقع على خطوط التماس بريف تل تمر وأبو راسين، شمال غربي الحسكة، باتت خالية من سكانها تماماً، بسبب تعرُّضها للقصف من قبل القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ"الجيش الوطني السوري" الموالي لأنقرة من مواقعها في منطقة نبع السلام.
وقال المرصد إن سكان 60 قرية أخرى على خط أبو راسين، وصولاً إلى تل تمر، يعيشون حالة من الخوف والرعب، بسبب الاستهدافات المستمرة وحالة عدم الاستقرار والقصف المتبادل بين "قسد" والقوات التركية والفصائل الموالية لها على خطوط التماس.
وقال الدفاع المدني السوري في بيان إن شهر أكتوبر/ تشرين الأول شهد تصعيداً للهجمات من قبل قوات النظام وروسيا، إذ تعاملت فرق الدفاع المدني خلال النصف الأول مع 194 هجوماً على 60 مدينة وبلدة في مناطق شمال غربي سورية، وتسببت هذه الهجمات بمقتل 49 مدنياً، بينهم 13 طفلاً و10 نساء، وإصابة 230 مدنياً من بينهم 67 طفلاً و63 امرأة.
ومنذ بداية العام الحالي حتى 15 أكتوبر الجاري تعاملت فرق الدفاع المدني السوري مع 951 هجوماً على مناطق شمال غربي سورية من قبل قوات النظام وروسيا ومناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام و"قوات سوريا الديمقراطية". وتسببت هذه الهجمات بمقتل 112 مدنياً، من بينهم 24 طفلاً و16 امرأة، وإصابة 510 مدنيين، من بينهم 163 طفلاً و77 امرأة.
ولفت الدفاع المدني إلى أن "كارثة إنسانية تلوح بالأفق مع استمرار هجمات النظام وروسيا القاتلة مع اقتراب فصل الشتاء ونزوح جديد لآلاف المدنيين من أرياف إدلب وحماة وحلب".
وعلى صعيد متصل ألقت السلطات التركية القبض على 35 شخصاً، من بينهم 9 شباب ألمان، أثناء مؤتمر عقده فرع الشباب حزب "اليسار الأخضر" التركي المؤبد للأكراد، في شانلي أورفا جنوب شرقي تركيا، ضد التصعيد الأخير من جانب تركيا لهجماتها العسكرية ضد مواقع القوات الكردية في شمال سوريا، على خلفية هجوم استهدف وزارة الداخلية في الأول من أكتوبر تشرين الأول الحالي وتبنَّاه "حزب العمال الكردستاني".
وأكد حزب الشعوب الديمقراطية، الموالي للأكراد المنضوي حالياً تحت حزب اليسار الأخضر، أنه اعتقل 9 شباب ألمان إلى جانب 26 آخرين أتراك، خلال الفعالية التي أُقيمت ليل الخميس - الجمعة. وذكر فرع شباب حزب اليسار الأخضر أن اشتباكات حدثت بين الشرطة التركية والشباب، وتم اعتقال 26 منهم.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية إنها على علم بالأمر، وإن السفارة في أنقرة تجري اتصالاً مع هؤلاء المتضررين، وإنها جاهزة لتقديم أي مساعدة قنصلية.