نجاحات كبيرة لمشروع«الكمبيوتر العائلي» في تونس

تونس - بدأت العائلات التونسية في اقتناء حواسيب خاصة مدرجة ضمن المشروع الرئاسي المعروف في تونس بـ"الكمبيوتر العائلي" وهو المشروع الذي يعد بإدخال تونس مرحلة جديدة في مواكبة الثورة التكنولوجية والاتصالية والتحكم في آلياتها بهدف تحقيق مجتمع المعرفة و المعلومات.
وفي العام الماضي أعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن على عن مشروع "الكمبيوتر لكل عائلة" وذلك بهدف مواجهة تحديات العصر وضرورة إكساب المجتمع الوسائل والقدرات الذاتية لمواجهتها.
نشر ثقافة العلم والمعرفة
وبعيد الاعلان عن المشروع الرئاسي انتشرت في البلاد مراكز تعليم الإعلامية للطفولة، وتعددت نوادي الانترنت في مختلف الأحياء الشعبية وغير الشعبية، وفي أعماق الأرياف التي شهدت ظهور حافلات الانترنت وهي تجوبها في مختلف الفصول وأيام العطل والعمل لتمكين أبنائها وبناتها من التعرف على الوسائل العصرية للاتصال والتعلم وكيفية الاستفادة منها، كمراحل تسبق تعميم تلك الوسائل في الارياف.
والواقع أن انتشار كل تلك المراكز والنوادي وغيرها كان مرحلة لاحقة من مراحل تعليم الثقافة الرقمية في البلاد، إذ سبقت كل ذلك إجراءات لتركيز بنية أساسية متقدمة جدا في مجال التكنولوجيا الحديثة واستعمالاتها المتنوعة.
قفزة هامة
وعلى إثر ذلك انتشر استعمال شبكة الانترنت الذي أصبح مستخدموها في تونس يقارب 300 ألف، وتجاوز المشتركون فيها اليوم كثيرا 100 ألف بعد أن كان عددهم لا يتجاوز 400 شخص عام 1991.
وشهدت الانترنيت والثقافة الرقمية انطلاقة حقيقية وذلك عندما تم تخفيض كلفة الاشتراك واستعمال شبكة الشبكات، وبالأخص بفضل تعميمها في الكليات والمعاهد العليا وكل المدارس الثانوية، وتواصل تعميمها في ما لا يقل عن 4500 مدرسة أساسية.
وقد أدى ذلك إلى تطور هام على مستوى التجارة الإلكترونية، وعلى مستوى التقدم التكنولوجي العام، إذ أن مدينة الاتصالات المتخصصة في الاستعمالات التكنولوجية باتت تستقطب وحدها ما لا يقل عن 1000 مهندس تونسي، وتتعامل مع شبكة من الكفاءات العلمية التونسية الموزعين على عدة بلدان منها الولايات المتحدة وبريطانيا وإفريقيا الجنوبية وألمانيا وغيرها.
كمبيوتر لكل عائلة المرحلة العملية
واليوم تدخل تونس طورا جديدا في سياسة نشر الثقافة الرقمية، ثقافة العلم والمعرفة،هذه المرحلة تتسم بتسيير إدماج كل العائلات التونسية في هذا المنهج، وإكسابها القدرة على المساهمة في مسيرة التطور المعرفي العام بالمجتمع وذلك بالاعلان الرئاسي عن مشروع الكمبيوتر العائلي الذي يتم توفيره لكل عائلة بكلفة لا تتعدى 1000 دينار وتمول أساسا عبر الآلية التضامنية.
ومؤخرا أعلن الرئيس بن علي عن انطلاق مشروع الكمبيوتر العائلي بصفة فعلية بعد أن تم اختيار المؤسسات المعنية، وأنواع الحواسيب ومواصفاتها العلمية.
وكما هو مقرر فقد تكفلت آلية التضامن الوطني بتمويل كلفة الاقتناء لفائدة العائلات محدودة ومتوسطة الدخل، ويشمل ذلك الموظفين ورجال التعليم، والأساتذة، والإجراء الذين لا يتجاوز دخلهم أربع مرات الأجر الأدنى، أي حوالي 750 دينارا.
وقد خصصت لهؤلاء وبالنسبة لسنة 2001 ما لا يقل عن 10 آلاف جهاز كمبيوتر عائلي، يتكفل البنك التونسي للتضامن بتسديد كلفتها التي تبلغ 10 ملايين دينار، وبنسبة فائدة لا تتجاوز 5 بالمائة، وتقرر أن لا تتجاوز فترة الاستجابة لملفاتهم 72 ساعة، وعلى أقصى تقدير أسبوع، وهو ما حصل بالفعل حيث وافق البنك التونسي للتضامن على اسناد حوالي 3000 قرض.
أما من تتجاوز مداخيلهم الشهرية القيمة المحددة فبامكانهم الحصول على تمويل من البنوك التجارية وبنسبة فائدة ذات أفضلية، وذلك طبقا لاتفاقية وقعت للغرض، وينتظر أن يتم تسويق مالا يقل عن 50 ألف كمبيوتر سنويا، على أن يتواصل هذا البرنامج الرئاسي على امتداد السنوات المقبلة.