نسخة صينية من الشمس تتفوّق على الأصل

بكين تنجح في تشغيل مفاعل نووي لمدة 17 دقيقة بدرجة حرارة قياسية تقترب من 5 أضعاف الحرارة السائدة في قلب الشمس الحقيقية.

بكين – نجحت الصين قبل نهاية العام 2021 في بناء شمس اصطناعية بدرجة حرارة قياسية يقترب من 5 أضعاف من الحرارة السائدة في قلب الشمس الحقيقية.

ووفق تقرير لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوس" السبت الماضي، وصل مفاعل نووي يسمى HL-2M Tokamak  طورته الصين ويعمل منذ أيلول/سبتمبر 2021، لمدة 17 دقيقة الى حرارة 70 مليون درجة مئوية.

وتستخدم الآلة، أكبر جهاز بحثي تجريبي للاندماج النووي وأكثرها تقدما في الصين، مجالا مغناطيسيا قويا لدمج البلازما الساخنة.

وهو مصمم لتكرار عملية الاندماج النووي التي تحدث بشكل طبيعي في الشمس والنجوم لتوفير طاقة نظيفة غير محدودة تقريبا.

واستغرق بناء المفاعل أكثر من 14 عاما ويمكنه نظريا الوصول إلى درجات حرارة تزيد عن 200 مليون درجة، أي 13 مرة أكثر من الشمس.

يمكن لهذا المفاعل أن يؤمن احتياجات الصين الحالية من الطاقة مع تطوير طاقة مستدامة.

ومن خلال محاكاة تفاعل الاندماج النووي الذي يمد الشمس الحقيقية بالطاقة، يأمل العلماء في خلق "طاقة نظيفة غير محدودة".

وأجرى الباحثون مؤخراً اختبارات إضافية على المفاعل جعلت نظام التسخين الخاص به أكثر كفاءة و"استدامة" من أي وقت مضى.

وقال الباحث المسؤول عن التجربة الأخيرة كونغ شيانزو إن "العملية الأخيرة تضع أساساً علمياً وتجريبياً قوياً لتشغيل مفاعل الاندماج".

وأنفقت الصين بالفعل حوالي 840 مليون يورو على المشروع.

وبلغت "شمسها الاصطناعية" في أيار/مايو الماضي 120 مليون درجة مئوية لمدة 101 ثانية، ثم 160 مليون درجة مئوية لمدة 20 ثانية. الهدف الرئيسي الآن هو الحفاظ على درجة الحرارة فوق 100 مليون درجة لفترة طويلة.

وتمتلك كوريا الجنوبية أيضا "شمسها الاصطناعية" الخاصة بها، والتي تعمل عند 100 مليون درجة مئوية لمدة 20 ثانية.

ويعد الاندماج "الكأس المقدسة" للطاقة وهو ما يمد شمسنا بالطاقة التي تحترق عند حوالي 15 مليون درجة مئوية.

فهو يدمج النوى الذرية لإنتاج كميات هائلة من الطاقة، عكس عملية الانشطار المستخدمة في الأسلحة الذرية ومحطات الطاقة النووية، التي تقسمها إلى أجزاء.

وعلى عكس الانشطار، لا ينتج الاندماج أي غازات دفيئة وينطوي على مخاطر أقل للحوادث أو سرقة المواد الذرية.

لكن تحقيق الاندماج أمر صعب للغاية ومكلف للغاية، حيث تقدر التكلفة الإجمالية للمفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي بـ 22.5 مليار دولار.