نصرالله يُشيد بـ"طوفان الأحرار" متناسيا خسائر قواته

الأمين العام لحزب الله يصف ما يجري في فلسطين والمنطقة والعالم بـ"طوفان أحرار"، معبرا عن أمله في أن يكبر ويزداد ويقوى مع الوقت.

بيروت - أشاد أمين عام حزب الله حسن نصرالله اليوم الأربعاء بما أسماه "الصمود الفلسطيني" في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وبـ"الجبهات المساندة له" سواء في لبنان أو العراق أو اليمن، واصفا ذلك بـ"طوفان أحرار" يأمل في أن يكبر مع الوقت، فيما يبدو أن نصرالله يسعى إلى التغطية على خذلان حزبه لحركة حماس، متناسيا خسائر قواته التي ناهزت الـ270 قتيلا.

وقال نصر الله في كلمة متلفزة خلال فعالية منبر القدس بمناسبة "يوم القدس العالمي" "ما يجري في فلسطين والمنطقة والعالم هو طوفان أحرار نأمل أن يكبر ويزداد ويقوى مع الوقت". واستنكر عدم تجاوب إسرائيل مع أي قرارات أو مناشدات دولية لوقف "العدوان" على غزة.
وقال "العدو لا يصغي إلى أي قرارات صادرة عن مجلس الأمن ولا إلى مناشدات من دول العالم، ولا يهتم لرأي عالمي أو لقوانين".
وأكد في هذا الصدد على "أهمية الثبات والصمود ومواصلة العمل واليقين بأنّ النصر آت"، معتبرًا أن "هذا يرتبط بغزة وكل الجبهات المساندة والمشاركة لها"، في إشارة إلى جماعة الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان وفصائل مسلحة في العراق.
وأشار إلى أن هذه الجبهات "تقدم التضحيات" و"تتحمل أيضًا التهديدات والضغوط"، لكنها مع ذلك "تواصل العمل ولا تُخلي الساحة".
كما شكر نصرالله إيران على دعمها لهذه الجبهات قائلا إن "ذلك "يعرضها للكثير من التهديدات والضغوط ونرى هذا في العلن وفي غير العلن".
وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها ومن حين إلى آخر تشن تل أبيب غارات جوية على ما تقول إنها أهداف إيرانية في سوريا.

وحافظ حزب الله اللبناني طيلة الفترة الماضية على قواعد الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي، رغم أنه خسر أبرز قياداته العسكرية كما اقتربت حصيلة قتلاه من 270 قتيلا ما أثار استياء واسعا في صفوف أنصار الحزب المدجج بالسلاح والذي لطالما تباهى بقدرته على استهداف العمق الإسرائيلي.
وتشن إسرائيل منذ نحو 6 أشهر حربا على قطاع غزة بدعم أميركي خلفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء وكارثة إنسانية ودمارا هائلا ما أدى لمثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية"، فيما أعلنت بعض الأطراف المحسوبة على ما تسميه طهران بـ"محور المقاومة"، الذي يتصدى لإسرائيل في المنطقة، تقديم الدعم لأهالي غزة في مواجهة هذا العدوان.
وشمل ذلك اشتباكات هجمات تشنها جماعة الحوثي على ما تقول إنها سفن شحن تابعة لإسرائيل والجهات الداعمة لها في البحرين الأحمر والعربي وإعلانات من فصائل مسلحة عراقية إطلاق صواريخ على بلدات إسرائيلية.
وفي سياق منفصل ارتفعت حصيلة ضحايا الضربة التي نُسبت إلى إسرائيل واستهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق إلى 16 قتيلًا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "ارتفعت حصيلة الخسائر البشرية إلى 16 هم ثمانية إيرانيين وخمسة سوريين ولبناني واحد ينتمي إلى حزب الله كلهم مقاتلون، بالإضافة إلى مدنيَين اثنين".

وأوضح أن المدنيَين هما "سيدة وابنها كانا يقطنان في الطابق الرابع من البناء المستهدف المؤلف من أربعة طوابق، والذي تستأجر السفارة أول طابقين منه بينما الثالث يعد منزلاً للسفير الإيراني" حسين أكبري الذي نجا من الضربة.

وكان المرصد قد أفاد الثلاثاء عن بلوغ عدد القتلى جراء الضربة 14 شخصًا، فيما نعى حزب الله عنصرًا قُتل فيها وفق مصدر مقرّب.

ودمّر قصف جوي نسبه مسؤولون سوريون وإيرانيون إلى إسرائيل مقرّ القنصلية الإيرانية في دمشق الإثنين، ما تسبّب بمقتل قياديَين أحدهما أكبر مسؤول عسكري إيراني في سوريا وعناصر في الحرس الثوري الإيراني.

وأفاد الحرس الثوري الإيراني قأنّ سبعة من عناصره بينهم العميد محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حاجي رحيمي، قُتلوا في الضربة.

وكان زاهدي (63 عامًا) يشغل منصب قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان وفلسطين، وفق المرصد. وأقامت السفارة الإيرانية في دمشق اليوم الأربعاء مراسم عزاء.

وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، لكن أيضاً مواقع للجيش السوري.

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفها بمحاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

من جهتهم، عمد حلفاء إيران في المنطقة من لبنان إلى العراق وصولًا إلى اليمن، مهاجمة أهداف إسرائيلية أو أميركية لدعم حماس. غير أنهم امتنعوا عن القيام بأعمال واسعة النطاق، فيما أكّدت طهران أنها لا تريد حرباً إقليمية لكن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أكّد الثلاثاء أن الاستهداف الجبان لقنصلية بلاده في دمشق "لن يمرّ دون رد".