نصر الله لا يستعجل الرد الإيراني على ضربة القنصلية

حسن نصر الله يحذّر إسرائيل من أن حزب الله لم يستخدم بعد سلاحه الأساسي.

بيروت - اعتبر أمين عام حزب الله حسن نصر الله اليوم الجمعة الهجوم الإسرائيلي على البعثة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق قبل أيام حدثًا مفصليًا له ما بعده، مؤكدًا أن ردّ طهران "آتٍ لا محالة".
وأضاف "نستطيع أن نستنتج من كلام المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أن الرد الإيراني على هذا الهجوم آت لا محالة".
ولفت في هذا الصدد إلى أن "كيان العدو إسرائيل بدأ باتخاذ تدابير خوفا من الرد الإيراني" وطلب من مناصريه أن لا يستعجلوا الرد الإيراني، موضحًا أن "توقيته ومكانه وحجمه هو في يدّ القادة الإيرانيين".

وفي 1 أبريل/نيسان أعلنت إيران تعرض القسم القنصلي في سفارتها بالعاصمة السورية لهجوم صاروخي إسرائيلي، فيما أفاد الحرس الثوري الإيراني بمقتل 7 من أعضائه، بينهم القيادي البارز، محمد رضا زاهدي.
وبينما نفى الجيش الإسرائيلي استهداف مبنى السفارة الإيرانية زعم أنه قصف مبنى مجاورا لها "كان بمثابة المقر العسكري للحرس الثوري".
ورد نصر الله في كلمته المتلفزة أيضًا على التهديدات المتكررة من سياسيين إسرائيليين بشن حرب شاملة على لبنان حال وسع الحزب هجماته ضد إسرائيل وقال إن "المقاومة في لبنان لا تخشى حربًا ولا تخاف وإنما أدارت معركتها حتى الآن ضمن رؤية وإستراتيجية".
وأكد أن "المقاومة في لبنان على أتم الاستعداد والجهوزية معنويًا ونفسيًا وعسكريًا وبشريًا لأي حرب سيندم فيها العدو لو أطلقها على لبنان".
وفي هذا الصدد، حذر نصر الله إسرائيل من أن حزب الله لم يستخدم بعد "سلاحه الأساسي"، دون الكشف عن طبيعة هذا السلاح.
وأضاف مخاطبًا الإسرائيليين "إذا أرادوا الحرب نقول لهم: يا هلا ويا مرحبًا"، معتبرًا أن "المعركة في جنوب لبنان، التي نقدّم فيها خيرة شبابنا، منطلقها أخلاقي جهادي إخلاصي ولن نتردّد فيها ".
وتطرق نصر الله إلى ما اعتبره مأزقًا وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه فيه بشن حرب شاملة على قطاع غزة، وهجمات على لبنان.
وقال "بعد 6 أشهر من بدء الحرب على غزة عجز نتنياهو عن القضاء على حركة حماس أو استعادة الأسرى المحتجزين في القطاع إلا بالمفاوضات"، واعتبر أن نتنياهو وحكومته لا يمتلكان "تصورا لليوم التالي لانتهاء الحرب في غزة".
وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول تبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة وحزب الله وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وأعلن الحزب المدعوم من إيران وحليفته حركة أمل مقتل خمسة من عناصرهما الجمعة في ضربات إسرائيلية في جنوب لبنان، قرب الحدود مع إسرائيل.

وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية مقتل ثلاثة أشخاص في ضربة إسرائيلية لمركز لأمل في جديدة مرجعيون في جنوب لبنان، على بعد 10 كلم من الحدود، كما قتل شخصان في ضربة في منطقة عيتا الشعب الحدودية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن مقاتلاته شنّت غارة على "مبنى عسكري لحركة أمل" تواجد بداخله عدد من مقاتليها في مرجعيون في جنوب لبنان ولفت إلى أنه "خلال الحرب قامت حركة أمل بالعمل ضد إسرائيل وخطّطت أيضا في هذه الأيام لتنفيذ هجوم آخر ضد إسرائيل".

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيل أفيخاي أدرعي على منصة أكس أن طائرات حربية تابعة لسلاح الجو أغارت على بنى تحتية لحزب الله بينها "مبنى عسكري" في منطقة عيتا الشعب.

وتعد إسرائيل نفسها لهجوم انتقامي محتمل وألغت إجازات جميع الوحدات القتالية وأمرت بتعبئة مزيد من القوات لوحدات الدفاع الجوي.

وقال وزير الدفاع يوآف غالانت إن إسرائيل تهاجم الأعداء أينما قررت أن تهاجم وذلك خلال حديثه مع قوات إسرائيلية في قاعدة جوية اليوم الجمعة.

وأضاف "قد يكون في دمشق وقد يكون في بيروت". وتابع "تضرر العدو بشدة في جميع الأماكن ولذلك يبحث عن سبل للرد. نحن مستعدون بدفاعات متعددة المستويات".

وتتجنب إيران حتى الآن الدخول في مواجهة مباشرة وتدعم في الوقت نفسه سلسلة من الهجمات على أهداف إسرائيلية وأميركية يشنها حلفاؤها في لبنان وسوريا واليمن والعراق.

ويقول دبلوماسيون ومحللون إن النخبة الدينية في إيران لا تريد حربا شاملة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة قد تعرض إحكامها على السلطة للخطر وإنها تفضل مواصلة استخدام وكلائها لتنفيذ هجمات تكتيكية منتقاه على أعدائها.