نصير شمة يفتتح معرضه الثاني في القاهرة

الموسيقار العراقي يستعرض أكثر من أربعين عملا فنيا جسد من خلالها تجربته.

بغداد - تحت عنوان "ربع تون"، يفتتح الموسيقار العراقي نصير شمة، الثلاثاء، معرضه التشكيلي الجديد بغاليري الباب بدار الأوبرا المصرية التابع لقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة.

وقال شمة في تدوينة نشرها على حسابه بإنستغرام "أعود إلى مصر التي عشت فيها أعواما طويلة من حياتي وأسّست خلالها أول بيت للعود بمعرض جديد للفن التشكيلي" يقام في الحادي والعشرين من يناير/كانون الثاني الجاري بدار الأوبرا المصرية.

ويضم المعرض الشخصي الثاني لنصير شمة أكثر من أربعين عملا فنيا جسد من خلالها الفنان العراقي تجربته، فاللوحات المتنوعة تحتوي على آلات العود والمقامات.

وأطلق شمة معرضه التشكيلي الأول بعنوان "رؤية وحياة: أربعون عاما من الألوان" الذي جمع فيه أكثر من ستين عملاً فنياً بمواد لخامات متعددة، أنجزها الفنان خلال السنوات الماضية، وافتتح المعرض بغاليري الاتحاد بالعاصمة أبوظبي في الحادي عشر من فبراير/شباط إلى غاية الثامن من مارس/آذار 2024.

ويعد المعرض الذي يضم مجموعة من الأعمال متوسطة وصغيرة الحجم، امتداد لتجربة فنية عمرها أكثر من ثلاثة عقود بدأت ثم عادت بقوة. وكان شمة شارك سابقا في معارض جماعية مرموقة، منها "أبوظبي آرت" لعامين متتاليين ومعرض شخصي في كالري الاتحاد في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ويعبّر عن سعادته بالعودة إلى مصر من خلال هذا المعرض التشكيلي الذي يمثل خطوة جديدة في مسيرته الإبداعية، وفق ما نشره نصير بموقعه الإلكتروني نقلا عن بوابة الأهرام.

ويرى شمة أن كل لوحة جسر إلى فضاء يتجاوز الحدود الفيزيائية، حيث يصبح التنوع وحدة متناغمة، وحيث الفن يعبر عن أعمق أسرار الوجود.. إنه انعكاس لتلك اللحظة التي تتسع فيها الروح لتحتضن الكون كله، حيث لا مسافة بين ما هو قريب وبعيد.

وحول بدايات تجربته التشكيلية، كان نصير شمة قال في تصريح سابق لـ"العرب" "تجربتي المتواضعة في الرسم بدأت عام 1989 تحديدا بعد حادث وقع لي، فكان أن لجأت للألوان لأخرج نفسي من ظلال من تأثير الحادث وآثاره التي ألمت بي، حيث ظللت فترة طويلة غير قادر على ممارسة الموسيقى. من هنا كان أن لجأت إلى الألوان، وبحكم تعلمي للرسم أسوة بكل التلاميذ الصغار والمراهقين انطلاقا من المدارس الابتدائية ومرورا بالمدارس الإعدادية والثانوية، حيث ظلت معي من هذه الفترة المبكرة اهتمامات خاصة بالمسرح والفن التشكيلي بالإضافة إلى الموسيقى التي كانت هي الأساس".

وأضاف "بدأت الرسم بتجربة كانت خاصة وظلت خاصة لمدة عامين، بعدها وضعت ما أنجزت من لوحات في مكتبي. وأثناء زيارة فنانين أصدقاء كانوا يتساءلون باهتمام عن اللوحات ومصدرها وفنانها، اضطررت إلى الإعلان عن أن هذه الأعمال هي لي وأنها مجرد رغبة وأنني لا أريد دخول المجال، ولكني أريد فقط أن أعبر عما يشغلني من خلال الرسم ولا أستطيع التعبير عنها موسيقيا أو أحيانا أريد تحويل الموسيقى نفسها إلى لون".

وبدأ نصير شمه باكرا تكوين علاقة تحاور ما بين الشعر والموسيقى، وكانت له الكثير من الأعمال في مجال قراءة الشعر موسيقيا، كما كان له ولع حقيقي بالفنون التشكيلية، فقد عمل على محاولة قراءة الفنون التشكيلية موسيقيا، ودراسة تأثير الموسيقى على الرسامين وكان له في ذلك عدة تجارب.

وحصل شمة على العديد من الجوائز التقديرية والتكريمية وقدم العديد من العروض الموسيقية في العديد من دول العالم، ويستعد لإحياء حفل في بغداد دعما لمشروع بغداد عاصمة السياحة العربية.

وعن هذا الحفل، قال شمة لوكالة الأنباء العراقية (واع) "نحضر الآن لحفل كبير جدا سيقام قبل شهر رمضان في بغداد سيكون داعما لفكرة بغداد عاصمة السياحة العربية"، مؤكدا أنه "سيكون حفلا كبيرا وحدثا عالميا للتشجيع على السياحة".

وأشار إلى أنه كذلك "سيشارك بحفل في البحرين الشهر القادم لتقديم عرض جديد هناك، بعدها سيكون لديه حفل في لندن، ومن ثم في الرياض مجددا".

وحول بيت العود، لفت إلى أن "بيت العود اليوم يعيش جهودا لأكثر من 25 عاما، حيث بدأت تتأسس ثقافة العود، والتي كانت بحاجة لأكثر من عقدين من الزمن، حتى تصبح متواجدة بقوة وبأعمار متنوعة من 6 إلى 60 عاما، وبجنسيات مختلفة".

وتابع أن "بيوت العود أصبحت ثقافة الآن، وموجودة في البيت الأول وهو الأم في القاهرة والبيت الثاني في أبوظبي والبيوت الأخرى في الإسكندرية وبغداد والخرطوم والرياض، حيث بدأت تنتشر هذه البيوت، ومعها ينتشر الفنانين والموهوبين وتفتح آفاقا للشباب".