نقاد أردنيون يناقشون "أثر الثورة العربية الكبرى في الشعر الأردني"

الضمور يوضح أن فكرة الكتاب جاءت بعد مضي مائة عام لانطلاقة الثورة العربية الكبرى بوصفها أول محاولة وحدوية للأمة العربية في العصر الحديث.
أثر الثورة العربية الكبرى في الشعر تجاوز التصوير والصياغة اللغوية إلى محاولة التغيير والبعث.
الثورة أغنت الجانب العاطفي الانفعالي عند الشعراء

عمان ـ استضافت دائرة المكتبة الوطنية - وضمن نشاط كتاب الاسبوع والذي تقيمه مساء كل أحد - الأستاذ الدكتور عماد الضمور للحديث عن كتابه" أثر الثورة العربية الكبرى في الشعر الأردني المعاصر"، وقدم قراءة نقدية للكتاب الأستاذ الدكتور عبدالباسط الزيود وأدار الحوار الدكتور باسم الزعبي. 
 قال الزيود إن الكتاب جاء بعد مضي زمن طويل على انطلاقة الثورة، والتفت لما لم يلتفت له كثير من الباحثين، ويعد قيمة مضافة نقديا وأدبيا، كما تبرز قيمة الكتاب في المنهج المحكم في المعالجة وتنويع أدوات المقاربة ما بين نفسية ووجدانية وتاريخية وسياسية وتفكيكية، مضيفاً بأن الكتاب جاء في مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول. 
وقد درس الباحث في تمهيده موضوع الثورة فكراً وهدفاً وصيرورة . وعرض فصول الكتاب ففي الفصل الأول تتبع الحركة الشعرية من تأسيس إمارة شرق الأردن 1921 إلى 1946 في بعديه الجذور والامتداد متحدثاً عن هموم الشعراء في هذه المرحلة ومضامين شعرهم من جانبين: القومي والوطني، وقد خص الباحث هذه الفترة بالعناية لأهميتها في بلورة مشروع الثورة شعرياً وفكرياً. 
أما الفصل الثاني فقد تناول الباحث الثورة مضموناً في الشعر الأردني عبر تتبع أفكارها وأهدافها وتنوع غايات الشعراء حيث تمكن من لم شمل المضامين وتأطيرها تحت عناوين دالة. وفي الفصل الثالث تمكن الباحث من دراسة اللغة الشعرية . وأشار إلى أن الباحث درس الصورة الشعرية التي عدّها روح الشعر ومبناه وهي التي تحمل الدلالة لتعطيها تجلياً شكلياً للبصر، وقد رسم الشعراء من خلالها صوراً فريدة ورائعة البناء والتركيب.
وقال د. الضمور إن فكرة الكتاب قد جاءت بعد مضي مائة عام لانطلاقة الثورة العربية الكبرى بوصفها أول محاولة وحدوية للأمة العربية في العصر الحديث، مبينا أن الثورة العربية الكبرى لم تكن حدثاً عادياً في حياة الأمة، بل هي نقطة تحول في تاريخها الحديث ووهجاً واضحاً مصدره الرسالة التي تحملها ونضال قادتها من أجل الامة العربية، فهي تحمل شرعية الرسالة وعظمة الإنجاز وتعكس آفاقاً مستقبلية قابلة للامتداد الفكري والحضاري.
وبيّن أن كتابه يقع في مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة عالج فيها التمهيد فكر الثورة العربية الكبرى وأهدافها، فضلاً عن مبادئها التي قامت عليها، وعرض فصول كتابه وما شمله كل فصل من مضامين ودراسات، مشيرا إلى أن الثورة العربية الكبرى في الشعر الأردني هي حفظ للقصيدة رؤيتها القومية ووهجها العروبي ومن الناحية الفنية ظهرت في شكل واضح في القصائد العمودية مما عزّز أثر الثورة في الحفاظ على نهج وبناء القصيدة التقليدية في الأردن.  
وأشار إلى أن أثر الثورة العربية الكبرى في الشعر قد تجاوز التصوير والصياغة اللغوية إلى محاولة التغيير والبعث، فقد أغنت الثورة الجانب العاطفي الانفعالي عند الشعراء لذا اتسمت لغة الشعراء بالعنفوان والخطابية أحياناً، كما أن الثورة العربية الكبرى بأحداثها العظيمة وموروثها الفكري الخصب أغنت حركة الشعر في الأردن بمضامين شعرية ذات طبيعة تحريرية عكست على مستوى البناء الفني للنص الشعري .