هجوم دموي على قسد يعيد التحذير من خطر الخلايا النائمة لداعش

تصاعد هجمات داعش يفرض تعزيز التنسيق الأمني بين قسد والسلطات السورية لا سيما في مناطق تشهد نشاطاً متزايداً للتنظيم.
عودة تنظيم داعش تمثل خطراً مباشراً على حالة الاستقرار الهشة في سوريا

دمشق - تشير الهجمات المتكررة التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية، وآخرها الهجوم الذي أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر من قوات الأمن الكردية في شرق سوريا، إلى أن خلايا التنظيم لا تزال تمثل تهديداً كبيراً، سواء لقوات سوريا الديمقراطية أو للحكومة المركزية في دمشق. ورغم الضربات التي تلقاها التنظيم خلال السنوات الماضية، إلا أن قدرته على تنفيذ عمليات مباغتة تشير إلى مرونة تكتيكية وشبكات دعم محلية لا تزال فاعلة. ويستفيد التنظيم من الطبيعة الجغرافية الوعرة للمناطق الشرقية والفراغ الأمني الذي يخلّفه الصراع المستمر بين مختلف القوى الفاعلة في سوريا.
وأمام هذا التهديد المتنامي، يصبح من الضروري تعزيز التنسيق الأمني بين قوات سوريا الديمقراطية والسلطات السورية في دمشق، لا سيما في المناطق التي تشهد نشاطاً متزايداً للتنظيم. هذا التعاون لا يمكن أن يتم بمعزل عن دعم فاعل من الولايات المتحدة، التي تملك حضوراً عسكرياً واستخباراتياً في المنطقة. فعودة تنظيم داعش تمثل خطراً مباشراً على حالة الاستقرار الهشة في سوريا، وقد يستغل التنظيم أي انقسام أو ضعف في التنسيق لمواصلة هجماته وتوسيع نفوذه. لذا فإن المرحلة المقبلة تتطلب جهداً مشتركاً ومستمراً لمنع التنظيم من إعادة بناء قدراته وتهديد الأمن الإقليمي من جديد.
وأشار بيان صادر عن قوات الأمن الكردية (الأسايش) إلى "تصاعد نشاط خلايا تنظيم داعش"، لافتا الى أن إحدى خلاياه "استهدفت دورية تابعة" لقسم "أمن القوافل والطرق" على طريق الرقة الحسكة.
ومنذ إطاحة الرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الاول، تراجعت وتيرة هجمات التنظيم في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الجديدة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، لكنها ارتفعت في مناطق سيطرة الأكراد. لكن الجهاديين لا يزالون ينشطون في مناطق صحراوية نائية رغم عدم سيطرتهم على أي مناطق.
وأفاد بيان قوات الأمن الكردية انه "تم تفجير لغم أرضي موجّه بسيارة الدورية ما أدى إلى ارتقاء ثلاثة من أعضائنا" مشيرا إلى "وجود لغم ثانٍ في المنطقة، ويقوم خُبراء الألغام والمتفجرات بعمليات تمشيط دقيقة للكشف عنه وتأمين الموقع بالكامل".
وكان التنظيم المتطرف سيطر منذ العام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور، وأعلن إقامة "الخلافة الإسلامية" حتى دحره من العراق عام 2017، ثم من سوريا عام 2019.
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بوقوع هجوم الأحد، قال إن من نفذه "يعتقد انهم من خلايا تنظيم الدولة الإسلامية".

واوضح المرصد أن الهجوم استهدف "سيارة عسكرية تابعة لقوات سوريا الديموقراطية كانت ترافق قافلة لنقل النفط باتجاه مناطق سيطرة حكومة دمشق".
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الخميس أول هجوم له ضد القوات الحكومية السورية الجديدة منذ سقوط الاسد، وفق ما ذكر المرصد السوري وموقع سايت.
ونقل موقع سايت الذي يرصد نشاطات الجهاديين بيانا لتنظيم الدولة الاسلامية أعلن فيه تفجير "عبوة ناسفة زرعها جنود الخلافة مسبقا على آلية للنظام السوري المرتد" في محافظة السويداء الجنوبية.