هجوم موسكو الارهابي يرفع درجة التأهب الأمني في فرنسا

اتخاذ القرار تم في ضوء إعلان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هجوم موسكو والتهديدات التي تلقي بظلالها على فرنسا.

باريس - أعلن رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال، إن الحكومة الفرنسية رفعت تحذيرها من "الإرهاب" إلى أعلى مستوياته بعد الهجوم في موسكو.

وأضاف في منشور على موقع أكس، الأحد عقب اجتماع للرئيس إيمانويل ماكرون مع كبار مسؤولي الأمن والدفاع إن القرار، الذي يأتي قبل أشهر من استضافة باريس لدورة الألعاب الأولمبية، اتُخذ "في ضوء إعلان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هجوم (موسكو) والتهديدات التي تلقي بظلالها على بلادنا".

ويتألف نظام التحذير من "الإرهاب" في فرنسا من ثلاثة مستويات، ويُفعّل المستوى الأعلى في أعقاب وقوع هجوم في فرنسا أو في الخارج أو عندما يعتبر التهديد وشيكا.

ويسمح القرار باتخاذ تدابير أمنية استثنائية مثل تكثيف الدوريات للقوات المسلحة في الأماكن العامة ومنها محطات القطارات والمطارات والمواقع الدينية.

وأوضحت رئاسة الوزراء الفرنسية أن "تبني هجوم موسكو أتى من تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان. وهذا التنظيم يهدد فرنسا وهو ضالع في العديد من خطط الهجوم المحبطة مؤخرا في العديد من الدول الأوروبية، من بينها ألمانيا وفرنسا".

وأضافت أن "رئيس الوزراء طلب من الأمين العام للدفاع والأمن الوطني العامل تحت سلطته، عقد اجتماع  الاثنين يجمع كافة الأجهزة الأمنية المعنية برفع مستوى التأهب الأمني".

وقبل أربعة أشهر من دورة الألعاب الأولمبية في باريس (26 تموز/يوليو - 11 آب/أغسطس)، ترأس ماكرون الأحد مجلس الدفاع في قصر الإليزيه حول "هجوم موسكو وتداعياته".

وأدى الهجوم الذي وقع الجمعة في قاعة "كروكوس سيتي هول" قرب موسكو إلى مقتل ما لا يقل عن 137 شخصا وإصابة 182 آخرين، وفق أحدث حصيلة. ويواصل المحققون تفتيش أنقاض المبنى الذي يضم قاعة الحفلات الموسيقية ودمره حريق هائل أشعله المهاجمون.

وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم، لكن موسكو لم تحمل التنظيم المسؤولية حتى الآن.

وهذا الهجوم هو الأكثر دموية في روسيا منذ عشرين عاما، وأكثر هجمات تنظيم الدولة الإسلامية فتكا في أوروبا.

ويبدو أن تأثير التهديدات لا يقتصر على روسيا فقط، إذ تلقت مؤسسات تعليمية في شمال فرنسا مساء الجمعة وصباح السبت رسائل تهدد بشن هجمات عليها بُثت من خلال اختراق مساحات عملها الرقمية، وفق مصادر في الشرطة والإدارة.

وأشارت رسالة إلى أهالي تلاميذ في إحدى المدارس في ليل "الاثنين ستنفجر 122 مؤسسة". كذلك هدّدت الرسالة بمهاجمة قناة "سي نيوز" التلفزيونية التي يملكها الملياردير فنسنت بولوريه.

وفي أكاديمية "أميان" المجاورة "تم اختراق حسابات مساحات العمل الرقمية التابعة لمؤسسات عديدة الليلة الماضية"، حسبما قالت إدارة الأكاديمية، من دون أن تتمكن من تحديد عدد المؤسسات المتضررة.

وعلى غرار الرسالة التي وجهت إلى المدرسة في ليل، فإن الرسالة التي تلقتها مؤسسات أكاديمية أميان "تفيد بوضوح بأن عدداً من المؤسسات" سيُستهدف، حسبما أضافت الإدارة، قائلةً إن التهديد يبدو أنه يتعلق بالعديد من الأقسام والأكاديميات.

وقال مصدر في الشرطة إنه تم تقديم بلاغات عدة من خلال منصة فاروس، التي تسمح بالإبلاغ عن المحتوى غير المشروع على الإنترنت.

وتعرضت نحو خمسين مؤسسة في منطقة باريس، معظمها مدارس ثانوية يومي الأربعاء والخميس، لرسائل تهديد مماثلة على مساحات عملها الرقمية، مصحوبة بمقطع فيديو يظهر قطع رأس.

وقال أتال مساء الخميس عقب اجتماع وزاري بحث أمن المؤسسات التعليمية "يعتقدون أنهم سيظلون مجهولين لكننا نتعقبهم. يعتقدون أنهم آمنون لكننا نعاقبهم". وأضاف "تم بالفعل تقديم العشرات من مرتكبي هذه التهديدات التي وقعت في الأشهر الأخيرة، إلى العدالة".

وسجّلت الحكومة 800 انذار كاذب بوجود قنابل في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني وتكثفت هذه التهديدات بعد الهجوم الجهادي الذي أودى بالمُدرِّس دومينيك برنار في 13 أكتوبر/تشرين الأول في أراس (شمال).

وأثار مقتل دومينيك برنار، الذي تزامن مع مرور ثلاث سنوات على اغتيال أستاذ التاريخ والجغرافيا صمويل باتي في ضواحي باريس على أيدي شاب متطرف، صدمة في صفوف المعلمين.

وأخلت السلطات الفرنسية حينها عددا من المؤسسات التعليمة بالإضافة إلى متحف اللوفر في باريس وقصر فرساي وحتى مطارات.