هشام فلاح: الوثائقي أداة لفهم العالم وتحفيز التفكير النقدي

المدير العام للمهرجان 'فيدادوك' يؤكد أنّ الدورة الحالية تسعى لترسيخ الوثائقي كأداة لفهم القضايا الإنسانية والاجتماعية الراهنة، مع تركيز خاص على الشباب والمرأة في البرمجة.

يواصل مهرجان أكادير الدولي للفيلم الوثائقي "فيدادوك" في دورته السادسة عشرة، حضوره النوعي كواحد من أهم التظاهرات السينمائية الوثائقية في المنطقة، من خلال برمجة غنية تجمع بين الروح الإنسانية والانفتاح على قضايا العصر، ولمعرفة تفاصيل هذه الدورة،

وكان لموقع "ميدل ايست اونلاين" حوار مع هشام فلاح، المدير العام للمهرجان، الذي تحدث عن رهانات البرمجة وأهداف المهرجان وأهمية الانفتاح على فئة الشباب، وفيما يلي نصه:

ما الذي يميز دورة هذا العام من مهرجان "فيدادوك"؟

الدورة الحالية تواصل ترسيخ "فيدادوك" كمنصة فريدة للاحتفاء بالإنتاجات الوثائقية التي تعالج قضايا إنسانية واجتماعية. ونحرص على تقديم برمجة ثرية ومتنوعة تجمع بين المواضيع المعاصرة والواقعين العربي والإفريقي، لنُشرك الجمهور في تجربة سينمائية تُحفز التفكير وتوسع المدارك.

ما المعايير التي توجهكم في اختيار الأشرطة الوثائقية المعروضة؟

نحن نركز على الأعمال التي تتناول قضايا حية وراهنة بلغة سينمائية واقعية، ونُشجع الإنتاجات التي تطرح أسئلة جوهرية وتُعبّر عن رؤى مختلفة. فالمهرجان فضاء للنقاش والتفكير، ونهدف من خلاله إلى الإسهام في بناء وعي نقدي حول القضايا التي تحاكي شغف الإنسان.

هل هناك فئات جماهيرية تستهدفونها بشكل خاص؟

نعم، نولي أهمية كبرى لفئة الشباب، إذ نسعى إلى إشراكهم من خلال العروض المفتوحة والورشات المواكبة، ونعتقد أن الفيلم الوثائقي أداة فعالة للتوعية والتحسيس خاصة لدى الجيل الجديد الذي يعيش تحولات متسارعة ويحتاج إلى مرجعيات معرفية وفنية.

كيف توازنون بين البعد الفني والرسالة الاجتماعية للأفلام المعروضة؟

هذا هو التحدي الأساسي في برمجتنا، كوننا ننتقي أفلامًا تنتمي لعائلات وثائقية مختلفة، لكن يجمعها همّ مشترك

كيف نجعل من السينما الوثائقية وسيلة لفهم العالم وتحفيز التفكير النقدي؟

نحن نؤمن أن الفن لا ينفصل عن مجتمعه، ولذلك نحرص على الجمع بين القيمة الفنية والبعد الرسالي للأعمال المختارة.

ما موقع المرأة في برمجة هذا العام؟

الحضور النسائي كان لافتًا، سواء على مستوى المواضيع أو المُخرجات. حرصنا على أن تكون هذه الدورة مساحة للتعبير النسائي، وتأكيدًا على أهمية المساواة في الفضاء الثقافي والفني، وهذا جزء من التزامنا بقيم التنوع والانفتاح.

هل هناك اهتمام بالطلبة والمبدعين الشباب؟

بالتأكيد. خصصنا برمجة موازية موجهة لطلبة الجامعات والمبدعين الشباب، كما فتحنا المجال أمامهم للتفاعل مع صناع الأفلام من خلال ورشات تكوينية ولقاءات مباشرة. نريد أن يكون "فيدادوك" مدرسة لتكوين الجيل المقبل من الوثائقيين.

هل لديكم شراكات لتعزيز هذا الدور التكويني؟

نعم، نعمل مع شركاء محليين ودوليين على دعم المشاريع السينمائية الوثائقية في مختلف مراحلها، فالهدف هو خلق دينامية مستدامة تسمح بتطوير الفيلم الوثائقي من حيث الإنتاج والتوزيع، وربط المبدعين بشبكات الدعم والإنتاج.

كيف ترون موقع "فيدادوك" اليوم داخل المشهد السينمائي المغربي والإفريقي؟

"فيدادوك" أصبح مؤسسة ثقافية متكاملة، مدرسة مفتوحة لصناعة الفيلم الوثائقي، ومنصة لنقاشات تسائل الحاضر وتفتح آفاق المستقبل. فنحن فخورون بهذه المكانة، ونسعى دائمًا إلى الارتقاء بها أكثر.

 ما الرسالة التي يوجهها المهرجان من خلال هذه الدورة؟

 السينما الوثائقية وسيلة لفهم الذات والعالم، ونحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى لمواجهة تعقيدات الواقع، والاحتفاء بقيم الإنسانية، والتفكير في حلول مشتركة لما يطرحه الحاضر من أسئلة صعبة.