هل تنهار تويتر قريبا بسبب أعطال تقنية؟

التكهنات حول المنصة في عصر مالكها الجديد تصب في توقع الأسوأ بعد طرد آلاف الموظفين وتسلم ماسك زمام الادارة.

واشنطن – في ظل اطلاق المالك الجديد لتويتر حملة لتسريح الموظفين ووسط ادارة متذبذة، انتقلت عدوى الشكوك حول مستقبل المنصة من المعلنين الى المستخدمين مع توقعات متزايدة بانهيار المنصة بسبب مشاكل تقنية.

وأبلغ بالفعل العديد من المستخدمين عن علامات على أن النظام الأساسي ينهار في الوقت الحالي -من خلل بالصفحات الرئيسية إلى فشل في تسجيل الدخول- في حين يحث الباحثون بشدةٍ المستخدمين على تحميل أو أرشفة تغريداتهم في حالة انهيار موقع تويتر تماماً. 

ونقل موقع "بزنزس إنسايدر" عن خبراء ومصادر داخل تويتر قولهم إنهم أصبحوا يعتقدون أن الانهيار بات مرجحا بعد توقف عدد كبير من المهندسين عن العمل وتسريح أكثر من نصف الموظفين.

ولفت الموقع إلى أن مواقع كبيرة مثل تويتر لا تتوقف تلقائيا ببساطة في مواجهة المشكلات التي لا يمكن إصلاحها بسرعة.

وأضاف: "مع وجود عدد أكبر من المستخدمين من أي وقت مضى وقلة عدد الموظفين بشكل كبير نتيجة التسريح الجماعي والاستقالة الجماعية في غضون ثلاثة أسابيع فقط من امتلاك ماسك للشركة يبدو أن مشكلات فنية خطيرة لا بد أن تحدث".

مشكلات فنية خطيرة لا بد أن تحدث

وأوضح أن فرقا كاملة في تويتر توقفت عن العمل فعليا بعد تسريح حوالي 3500 شخص في وقت سابق من الشهر الجاري واستقالة ما يقدر بنحو 2000 شخص الخميس، استجابةً لإنذار الملياردير الذي يطالب بعمل "شاق للغاية".

وصرح مسؤول تنفيذي سابق في تويتر على دراية بأنظمتها التقنية، أنه مع ذلك، فإن الفشل الكارثي المفاجئ لتويتر أمر "غير مرجح" الآن.

ولفت المسؤول إلى أنه حتى إذا فقدت تويتر جميع الموظفين، فسيظل الموقع موجودًا على الإنترنت، على الأقل لبعض الوقت، لأنه يعمل إلى حد كبير من خلال الأوامر البعيدة التي تم إعدادها للاستمرار بشكل مستقل.

وأضاف: "السيناريو الأكثر ترجيحا هو حدوث خلل كبير في بعض الميزات لعدد من المستخدمين أو جميعهم".

واعتبر أن ميزات مثل إعادة النشر أو إعادة التغريد يمكن أن تتعطل أو تتوقف عن العمل بسبب بعض المشكلات غير المتوقعة.

السيناريو الأكثر ترجيحا هو حدوث خلل كبير في بعض الميزات

وأضاف: "سيتم اكتشاف هذه المشكلات في وقت متأخر... وسيكون من غير الواضح ما الذي سبب المشكلة ومن غير الواضح كيفية إصلاحها عندما لا يكون لديك أي من الأشخاص الذين يمكنهم إصلاحه".

وأشار المسؤول  السابق إلى أن السيناريو المحتمل الآخر هو أن موقع تويتر لن يشهد إخفاقًا كبيرًا واحدًا، لكن المشكلات الصغيرة أو الثغرات ستتراكم، مبينا أنه "ربما تتوقف الإشعارات عن العمل أو تظهر التغريدات في وقت متأخر".

 وبين: "حتى المشكلات الصغيرة ستستغرق وقتًا طويلاً لإصلاحها، بالنظر إلى قلة عدد الأشخاص الذين يعملون في تويتر الآن".

واعتبر أنه "لن يكون من الصعب عادة عكس هذه الأمور لكن الأمر سيستغرق الآن أيامًا أو أسابيع لمعرفة ذلك بالفعل".

 غياب الصيانة

ونقل "بزنزس إنسايدر" عن موظف سابق على دراية بأنظمة تويتر قوله إن الصيانة المهمة للبيانات والخوادم، والتي تعتبر أساسية لمنع مثل هذه المشكلات، قد لا تكون متوفرة بسبب عدم وجود عدد كافٍ من الموظفين المختصين للتعامل مع عبء العمل.

وذكر الموظف مشيرًا إلى ماسك: "كان لدينا الكثير بالفعل قبل دخوله.. لكن الآن بالتأكيد لا توجد طريقة للتعامل مع كل ذلك".

وتوقع أنه قريبًا "ستنقطع خدمة حرجة كل يومين" على تويتر وتتراكم حتى لا يمكن حل المشكلات بعد الآن فيما سيترك المستخدمون الموقع بسبب التعطل المستمر.

ولفت الموقع إلى أن خبراء التكنولوجيا والهندسة نشروا على تويتر تغريدات بشان أشياء تبدو بسيطة من المحتمل أن تسوء في الأسابيع المقبلة.

وقال أحد مهندسي تويتر الحاليين الخميس إنه أدرك هو وزملاؤه الآخرون المتبقون أنه يتعين عليهم الآن "الحفاظ على تويتر وتعلم كل شيء".

 وأمضى ماسك أغنى شخص في العالم وقتا الخميس، في الاتصال بالمهندسين لمحاولة إقناعهم بالبقاء وفقا للموقع الذي كشف أن ماسك أرسل الجمعة بريدا إلكترونيا يطلب من "أي شخص غادر تويتر ولديه تجربة برمجية أن يقابلني شخصيًا".

 وقال موظف سابق: "إنه يعتقد أنه يستطيع فهم كل الأمور في تويتر بمفرده في يوم واحد.. آمل أن يخبره أحدهم كم هذا مضحك".

هل تحل الأرشفة المشكل؟

وانعكست هذه المخاوف على المستخدمين الذين سارع بعضهم بارشفة تغريداته وبياناته تحسبا للأسوأ.

وغرد عديد المستخدمين في الأيام الأخيرة بأنهم يسعون إلى أرشفة تغريدات أحبائهم الذين ماتوا. 

وكتب أحد المستخدمين: "هل من الممكن تنزيل أرشيف خاص بشخص آخر؟ لا تزال تغريدات أختي تُنشر منذ ست سنوات وأعيد قراءتها عندما أفتقدها". وقال آخر: "توفي أحد أصدقائي المقربين في العام الماضي، وعندما أمضي يوماً سيئاً، ما زلت أذهب وأجده على تويتر وأضحك على تغريداته الساخرة. سيكون من المفجع أن تختفي تغريداته". 

لكن العديد من المنصات لا تجعل حفظ المحتوى أمرا سهلاً في حالة انهيارها، وتويتر ليس استثناءً، كما قال جيسون سكوت، أمين أرشيف النطاق المجاني في أرشيف الإنترنت، والذي عمل على أرشفة أجزاء من تويتر على مدار الأعوام الخمسة عشر الماضية. 

وأضاف سكوت: "يكشف هذا عن مشكلة صعبة على المستويين الثقافي والهندسي وعلى مستوى التكلفة كذلك. معظم الشركات لا تضع في اعتبارها معدل الوفيات الخاصة بها في التعليمات البرمجية أو التصميم الهندسي". 

قد يبدو أرشيف تويتر مختلفاً تماماً عن الإصدار عبر الإنترنت، إذ إن العديد من أدوات تنزيل التغريدات لا تحفظ الوسائط المضمنة معها أو الردود عليها. والحجم الهائل للمشاركات على تويتر يجعل من الصعب أرشفتها بشكل خاص. 

ومنذ أن نشر مؤسس تويتر، جاك دورسي، أول تغريدة في عام 2006، أُنشِئت مليارات المنشورات على موقع المدونات الصغيرة (بمعدل 6 آلاف تغريدة في الدقيقة على مستوى العالم).