انقسامات بين قوى غربية حول الاعتراف بدولة فلسطين
واشنطن - حذرت الولايات المتحدة كلا من فرنسا وبريطانيا من مغبة الاعتراف بقيام دولة فلسطينية في مؤتمر الأمم المتحدة المقبل، فيما يعتقد أن الدولة العبرية تضغط على واشنطن لعرقلة مساعي تنفيذ حل الدولتين.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن "الولايات المتحدة بعثت برسالة تهديد واضحة إلى كل من باريس ولندن من الاعتراف بدولة فلسطينية خلال المؤتمر المزمع انعقاده في الفترة من 17 إلى 20 يونيو/حزيران الجاري".
وكانت السعودية وفرنسا قد دعتا إلى إقامة مؤتمر أممي بهدف الدفع نحو حل الدولتين، فيما تستنكر إسرائيل رغبة باريس في الاعتراف المشروط بدولة فلسطينية.
وفي سياق متصل دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء، إلى العودة إلى فكرة حل الدولتين التي كان قد تحدّث عنها في تصريحات أدلى بها في العام 2009.
وفيما كرر الوزير إدانته "بأشد العبارات قصف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية، والتهجير القسري للسكان والقرارات الأخيرة للحكومة الإسرائيلية بشأن إنشاء مستوطنات جديدة"، أعرب عن قناعته أمام النواب بأنّ هناك بديلا عن "حالة الحرب الدائمة التي تنذر بها القرارات الحالية الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية".
وقال بارو "هناك طريقة أخرى، حلّ آخر. وهذه الطريقة الأخرى يصفها على أفضل وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي في العام 2009". واستذكر أقوال نتنياهو الذي أكد في ذلك الحين أنّه "يجب علينا قول الحقيقة. تعيش في هذا الوطن جالية فلسطينية. لا نريد أن نسيطر عليهم. لا نريد أن نحكم حياتهم. لا نريد أن نفرض عليهم علمنا أو ثقافتنا. في رؤيتي للسلام على أرضنا الصغيرة هذه، يعيش شعبان بحرية جنبا إلى جنب في صداقة واحترام متبادل... لن يهدّد أي منهما أمن الآخر أو وجوده".
والجمعة، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى سنغافورة ضمن جولة آسيوية، إن الاعتراف بدولة فلسطين هو "واجب أخلاقي وضرورة سياسية، وتحدث عن شروط لكي يحدث هذا الاعتراف.
وأضاف أنه من "أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية يتعين تلبية شروط مثل اعترافها بإسرائيل وحقها في العيش بأمان ونزع سلاح حماس وعدم مشاركة الحركة في الحكومة والإفراج عن الأسرى".
وكان ماكرون ذكر الأربعاء الماضي، أن فرنسا ستنظم مؤتمرا حول غزة في نيويورك، بالتعاون مع السعودية، بهدف إعطاء زخم جديد للاعتراف بدولة فلسطينية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، أعلن الرئيس الفرنسي أن بلاده قد تعترف بدولة فلسطين خلال المؤتمر الدولي بشأن "حل الدولتين" الفلسطينية والإسرائيلية.
وكشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أخيرا، محاولات عدد من النواب في حزب "العمال" إقناع رئيس الوزراء كير ستارمر بالانضمام إلى مشروع ماكرون بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
كما دعت أيرلندا والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا الأربعاء الماضي، في بيان مشترك إلى منح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة والاعتراف بدولتها على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وجددت التزامها بحل الدولتين.
وفي 22 مايو/أيار 2024 أعلنت كل من النرويج وإيرلندا وإسبانيا، اعترافها رسميا بدولة فلسطين اعتبارا من 28 من نفس الشهر.
وقبل هذا التطور، اعترفت 8 بلدان أعضاء في الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين، وهي: بلغاريا وبولندا وتشيكيا ورومانيا وسلوفاكيا والمجر وإدارة جنوب قبرص الرومية والسويد.
وفي مايو/أيار 2024، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الاستثنائية العاشرة، لصالح مشروع قرار يدعم طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة.
وتتمتع فلسطين بوضع "دولة غير عضو" لها صفة المراقب بالأمم المتحدة، وحصلت على هذا الوضع بعد قرار اعتمدته الجمعية العامة بأغلبية كبيرة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2012.