هل ستؤجل بلاسخارت الإنتخابات في العراق؟

المحصلة أن الانتخابات لن تغير من الواقع العراقي ما لم تحدث ثورة شاملة طال معها انتظار ذلك التغيير المنشود.

يبدو أن الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في العراق نهاية العام الحالي والتي تتأرجح بين التأجيل والتعجيل باتت تشغل جينين بلاسخارت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة وتعتبرها من أولويات عمل البعثة الأممية بدل الاهتمام بأمور أكثر نفعاً للعراقيين وأكبر جدوى من الاهتمام بانتخابات لا يهتم العراقيون بنتائجها أو حتى مخرجات صناديقها بدليل شكاوى مفوضية الانتخابات التي تُعلن جهاراً عن عزوف الناخبين من الذين يحق لهم ممارسة حقهم الانتخابي عن تحديث بياناتهم الشخصية التي تؤهلهم للاقتراع.

زيارة المبعوثة الأممية إلى طهران واللقاء الذي جمعها مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان كان محورها موضوع انتخابات مجالس المحافظات وإمكانية تغيير موعدها، وما تسرب أن بلاسخارت طلبت من الجانب الإيراني ممارسة نفوذها السياسي للضغط على بعض الأطراف في الإطار التنسيقي التي تُصر على إجراء الانتخابات المحلية في موعدها المقرر.

زيارة بلاسخارت كانت فرصة للطلب من الجانب الإيراني الضغط على رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي للموافقة على تأجيل موعد الانتخابات.

حضور التيار الصدري في المشهد السياسي دائماً ما يشغل مخيلة المطالبين بتأجيل الانتخابات، حيث يرى البعض أن مشاركة الصدريين ستفضي إلى مزيد من الشرعية والاستقرار على نتائج الانتخابات ويجنّب العملية السياسية مزيداً من الغضب والنفور خصوصاً بعد إصرار مقتدى الصدر على عدم المشاركة وإمكانية إقناعه من خلال تأجيل الانتخابات إلى الشهر الرابع من العام القادم.

إجراء الانتخابات في موعدها تحت إصرار ائتلاف المالكي يعني مزيدا من التأزم والإرباك بعد أن اتضح حجم القاعدة الجماهيرية لتيار مقتدى الصدر والذي بعزوفه عن إعطاء الأصوات لغير المرشحين عن التيار الصدري سيفقد نسبة كبيرة من المشاركة ويضع الانتخابات في مأزق الشرعية.

استقراء الواقع السياسي الداخل في قعور الفوضى يشير إلى جدلية تأجيل الانتخابات المحلية إلى العام القادم وإمكانية دمجها مع الانتخابات البرلمانية التي يراها البعض فرصة لمشاركة جميع الأطراف السياسية ومحاولة لإرضاء الشارع العراقي الناقم من المشهد السياسي القاتم الذي يُخيّم على الواقع العراقي.

دخول بلاسخات على خط تأجيل الانتخابات بزيارتها لإيران وربما رغبة الإدارة الأميركية عبر سفيرتها في العراق إلينا رومانوسكي في التأجيل سيضع الأطراف السياسية أمام واقع مفروض يرغمهم على التأجيل خصوصا مع وجود الضغط الإيراني الداعم للقرار.

سواء جرت الانتخابات في موعدها أم تأجلت فإن ذلك التغيير لم يعد يدخل في حسابات المواطن العراقي الذي باتت تشغله هموم انقطاع التيار الكهربائي في صيف لاهب وانعدام مياه الشرب ولهيب الأسعار بسبب ارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار، لتكون المحصلة أن الانتخابات لن تغير من الواقع العراقي ما لم تحدث الثورة الشاملة التي طال انتظار ذلك التغيير المنشود.