هل يفسد الانفتاح على الجمهور أكبر ناد على الأنترنت للأثرياء؟
واشنطن – تشهد شبكة "كلوب هاوس" الاجتماعية الصوتية تصاعدا مطردا في عدد المستخدمين بعيد انفتاحها على الجمهور العريض وصل لبيع دعوات الالتحاق بها بمبالغ خيالية، وهو ما ترافق مع جدل حول خصوصيتها وصل الى المنطقة العربية.
ومؤخرا اعلن المؤسسان بول ديفيسون وروهان سيث في بيان أنهما يرغبان في "فتح كلوب هاوس للعالم بأسره" بعدما اقتصرت في البداية على النخبة.
و"كلوب هاوس" تطبيق دردشة صوتية مخصص للمدعوين فقط، وتم إطلاقه منذ أقل من عام، وانتشر بشكل كبير خلال جائحة فيروس كورونا عندما لم يتمكن الناس من الاجتماع وجهًا لوجه. والمفهوم الذي يقوم عليه بسيط، فبمجرد دعوتك للانضمام، يمكنك بدء المحادثات أو الاستماع إليها في "الغرف" الرقمية، بدءًا من حديث رئيسي من قبل شخص مشهور إلى محادثة داخل مجموعة صغيرة.
وأُطلقت المرحلة الاختبارية لشبكة "كلوب هاوس" في آذار/مارس الفائت بشكل سري، بنسخة تجريبية.
وعملت آنذاك الشبكة بصفة حصرية بأعضاء من مشاهير التقنية في "وادي السيليكون"، ومعهم مشاهير في الفن والإعلام، ونجوم بعض المهن الأخرى، مثل: المحاماة، وعالم الأعمال، والإبداع.
يقتصر التطبيق حتى الآن على هواتف آيفون، لذلك ارتبطت بالمنضمين إليه "شبهة" الطبقية والثراء.
ولهذا السبب أيضا ينتشر التطبيق في دول بعينها دون أخرى.
كان إيلون ماسك رئيس شركتي تسلا لصناعة السيارات الكهربائية وسبيس أكس لتكنولوجيا الفضاء قد كتب تغريدة على حساب الكرملين على موقع تويتر فينهاية الأسبوع يسأل عما إذا كان بوتين يريد الانضمام إليه لإجراء محادثةعلى تطبيق كلوب هاوس الذي يتيح للأشخاص إنشاء مجموعات مناقشة رقمية، وهو الطلب الذي ضاعف الاهتمام بالاهتمام بالتطبيق.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف الاثنين "إنه بلا شك عرض مثير
للاهتمام للغاية، لكننا بحاجة إلى معرفة ما الذي يعنيه.. ما الذي يقترحه"، ما يعني ان بوتين لا يستبعد الفكرة.
وتعد حرية اختيار المواضيع والمشاركة فيها داخل النادي شبه مطلقة.
ويتوقع كثير من المستخدمين أن تكون غرف النقاش هذه "مساحات آمنة" يمكنهم أن يعبروا فيها عن آرائهم، دون توثيق يدينهم أو يفتح عليهم باب التنمر والتهديد والشتم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، لكن الامور لا تجري دائما كما هو مخطط لها.
وانتشرت بالفعل على يوتوب محادثات مسربة من "كلوب هاوس" كان مشاهير أحد أطرافها، تم تسجيلها عبر تقنية لقطات الشاشة، اذ لا يسمح التطبيق بتسجيل المحادثات ويمحوها كليا حال انتهائها.
ومع تنامي شعبية التطبيق، انخرط مستخدمون كثر من المنطقة العربية غالبيتهم من دول الخليج لغرف الدردشة الصوتية.
وفي السعودية المحافظة اجتماعيا، تباينت أراء المستخدمين حول "كلوب هاوس" بين رافض وداع لحظره وبين مرحب.
وانطلق الجدل قبل أيام مع تعبير بعض المستخدمين للتطبيق عن استيائهم من المواضيع التي تناقشها سعوديات في غرف كلوب هاوس.
وعلى تويتر طالب بعض الغاضبين مما سمعوه في التطبيق الجديد بحظره في المملكة لما له من "تأثير سلبي على نساء شباب المملكة وقيمهم الدينية والمجتمعية".
فيما رأى أخرون ضرورة الإبقاء على التطبيق والمشاركة فيه بأكبر قدر ممكن لضمان "الدفاع عن المملكة وقيمها".
من جهة اخرى اقرت فئة من المغردين بمساوئ "كوب هاوس"، لكنها دعت الى استغلاله بشكل جيد كمساحة للنقاش وتبادل الأراء.
وفيما يتواصل الجدل في السعودية، كانت دول اخرى بينها الصين أكثر حزما وسرعة في التحرك لمحاصرة نافذة نفاش قد تشكل صداعا لأنظمة معادية لحرية التعبير.
وقبل أسبوعين، حظرت الصين التطبيق غير الخاضع للرقابة والذي جذب مستخدمي الإنترنت الصينيين لمناقشة المواضيع المحظورة بحرية بما فيها الاحتجاز الجماعي للأويغور والاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية في هونغ كونغ ومفهوم استقلال تايوان.
وفي كل الأحول، مازال التطبيق في بدايته، والاكيد ان مطوريه يعملون حثيثا على تحصينه ضد السلوكيات المنتشرة في بقية وسائل التواصل الاجتماعي، لتفادي تحوله الى نسخة مصغرة من فيسبوك او تويتر حيث يتنتشر خطاب الكراهية التنمر كالهشيم في النار رغم محاولات السيطرة عليه.