هل يمكن استباق الانتحار باختبار دم؟

باحثون اميركيون يتوصلون إلى وجود صلة بين التمثيل الغذائي الخلوي والاكتئاب، ويجدون أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والتفكير في الانتحار لديهم مركبات يمكن اكتشافها في دمائهم.

واشنطن – يشكّل استباق حالات الانتحار حلما، ربما يكون ممكنا قريبا من خلال رصد علامات تحذيرية بيولوجية موجودة في الدماء.

وتوصل باحثون في كلية الطب في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو إلى وجود صلة بين التمثيل الغذائي الخلوي والاكتئاب، ووجدوا أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والتفكير في الانتحار لديهم مركبات يمكن اكتشافها في دمائهم، يمكن أن تساعد في تحديد الأفراد الأكثر عرضة لخطر الانتحار.

كما وجد الباحثون وجود اختلافات على أساس الجنس في كيفية تأثير الاكتئاب على استقلاب الخلايا.

وكشفت الدراسة عن أن مجموعة مختارة من الأفراد، ويعانون من اضطراب الاكتئاب الشديد المقاوم للعلاج، لديهم نقص كبير في مستقلبات الدم، مثل الكارنيتين (الذي يلعب دورا في إنتاج الطاقة الخلوية)، و"CoQ10" (الذي يساعد على تحويل الطعام إلى طاقة)، وحمض الفوليك (الذي ينظم عملية التمثيل الغذائي)، والتعبير الجيني، والسيترولين (الذي يساعد في إزالة السموم مثل الأمونيا)، وفيتامين د (الذي يرتبط بامتصاص الكالسيوم)، واللوتين، الذي يشتبه في خصائصه المضادة للالتهابات.

كما اكتشف الباحثون أن المؤشرات الحيوية مثل حمض اللاكتيك، وعامل نمو الخلايا الليفية 21، المرتبط بإجهاد الميتوكوندريا، مرتفعة بين أولئك الذين لديهم أفكار انتحارية.

وفي الدراسة الجديدة، قاس الباحثون ما لا يقل عن 448 مستقلبا للدم، للعثور على ما يزيد قليلا عن حفنة منها، كانت ذات صلة بالاكتئاب والتفكير في الانتحار.

لا يعتبر أي من هذه المستقلبات بمثابة رصاصة سحرية يمكنها التغلب على اكتئاب شخص ما

ويمكن أن تساعد نتائج الدراسة في تخصيص رعاية الصحة العقلية، وربما تحديد أهداف جديدة للأدوية المستقبلية.

ويوضح الطبيب والعالم، روبرت نافيوكس، من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، المشارك في الدراسة: "لا يعتبر أي من هذه المستقلبات بمثابة رصاصة سحرية يمكنها التغلب على اكتئاب شخص ما بشكل كامل، ومع ذلك، فإن نتائجنا تخبرنا أنه قد تكون هناك أشياء يمكننا القيام بها لدفع عملية التمثيل الغذائي في الاتجاه الصحيح لمساعدة المرضى على الاستجابة بشكل أفضل للعلاج، وفي سياق الانتحار، قد يكون هذا كافيا لمنع الناس من تجاوز هذه العتبة".

وتؤثر الظاهرة على حياة الملايين كل عام، حيث أنهى أكثر من 700 ألف شخص حياتهم بشكل مأساوي في العام 2023.

وأصبح الانتحار الآن السبب الرئيسي العاشر للوفاة، مع زيادة بنسبة 35% في معدلات الانتحار من عام 1999 إلى عام 2018، ويؤدي هذا الواقع المثير للقلق إلى خسارة تقدر بنحو 70 مليار دولار سنويا بسبب النفقات الطبية.