هيئة تحرير الشام تسعى لوأد تقارب بين تركيا والنظام السوري

التنظيم المتطرف الذي كان مقربا من تركيا يحاول من خلال هجوم أوقع 12 جنديا سوريا العودة مجددا للواجهة في خضم توجه أنقرة للمصالحة مع دمشق.

دمشق - قتل 12 عنصرا من قوات النظام السوري الأربعاء جراء هجوم انتحاري نفّذته هيئة تحرير الشام في شمال غرب البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، في حصيلة قتلى هي الأعلى في المنطقة منذ العام الماضي فيما يأتي الهجوم الدموي لاحباط جهود للتقارب بين تركيا والنظام السوري برعاية من موسكو.

ويحاول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تطبيع العلاقات مع دمشق معبرا عن استعداده للقاء الرئيس السوري بشار الاسد فيما تؤكد السلطات السورية ان عودة العلاقات وتنظيم لقاء بين الرئيسين مرتبط بخروج القوات التركية من الاراضي السورية ووقف دعم الجماعات المسلحة في شمال البلاد فيما يعتقد أن هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى باتت تستشعر تأثير سياسات التقارب على وجودها ونفوذها في المستقبل القريب والمتوسط.
وقال المرصد "قُتل 12 عنصرا من قوات النظام بينهم ضابط، نتيجة عملية انغماسية نفذتها قوات خاصة من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) على مواقع تابعة لقوات النظام في ريف اللاذقية الشمالي" المجاور لمحافظة إدلب.

وتعد حصيلة القتلى الأعلى في صفوف قوات النظام في المنطقة منذ أيلول/سبتمبر الماضي.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن الهجوم يأتي في إطار "تصعيد بدأته هيئة تحرير الشام منذ مطلع الأسبوع، وتخلّلته هجمات على مواقع لقوات النظام على جبهات عدة"، من دون أن تتضح خلفياته.
وتسيطر هيئة تحرير الشام مع فصائل معارضة أقل نفوذا على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة. وتؤوي المنطقة أكثر من خمسة ملايين نسمة، الجزء الأكبر منهم نازحون، بحسب الأمم المتحدة.
ويسري في إدلب ومحيطها منذ السادس من آذار/مارس 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته كل من موسكو، الداعمة لدمشق، وأنقرة، الداعمة للفصائل، وقد أعقب هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر.
وتشهد المنطقة بين الحين والآخر قصفاً متبادلاً تشنّه أطراف عدة، كما تتعرض لغارات من جانب دمشق وموسكو. لكنّ وقف إطلاق النار لا يزال صامداً إلى حدّ كبير.
والشهر الماضي نشر كل من الجيشين الروسي والتركي دوريات مشتركة في شمال شرق سوريا وذلك وفق بنود مذكرة التفاهم الروسية التركية فيما يأتي ذلك وسط توتر غير مسبوق في عدد من المناطق بين مجموعات مسلحة وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الغرب وكذلك جهود لتقريب وجهات النظر بين أنقرة ودمشق.
كما قُتل الشهر الماضي عشرة أشخاص بينهم أربعة مقاتلين على الأقلّ من الجيش الوطني السوري الذي يضم فصائل موالية لتركيا في انفجار شاحنة مفخخة الأربعاء عند حاجز تفتيش في مدينة أعزاز في شمال حلب ما يشير لتوتر كبير في المناطق الخاضعة للنفوذ التركي.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.