هيئة تحرير الشام تُباغت قوات الأسد بهجمات دموية

المرصد السوري لحقوق الإنسان يؤكد مقتل ستة عسكريين سوريين بينهم ضابطان في هجمات شنتها هيئة تحرير الشام.

 بيروت - قُتل ستة عناصر من قوات النظام السوري الأحد في هجمات على مواقعهم في شمال غرب البلاد، آخر معقل رئيسي للمعارضة المسلحة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأورد المرصد أن هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها نفذت ثلاثة هجمات أوقعت "ستة قتلى للنظام بينهم ضابطان، إضافة إلى إصابة عنصرين آخرين".

وأضافت المنظمة التي تتخذ مقرا في بريطانيا وتعتمد على شبكة واسعة من المصادر داخل سوريا، أن الهجمات استهدفت مواقع للنظام في محافظة اللاذقية.

وتسيطر هيئة تحرير الشام التي كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة، على مساحات شاسعة من محافظة إدلب ومناطق متأخمة في محافظات اللاذقية وحماة وحلب.

ولم تبلغ وسائل الإعلام الرسمية السورية عن الهجمات على الفور، لكن الهجوم يعتبر نادرا في توقيته ويبدو رسالة من الجماعة الإسلامية المتطرفة بأنها لا تزال قادرة على إلحاق الأذى بالقوات السورية النظامية على الرغم من انحسار نفوذها واستعادة النظام السوري السيطرة على معظم المناطق التي كانت خاضعة للمعارضة المسلحة.

وفقدت العارضة المسلحة بما فيها تلك المتطرفة الدعم الخارجي مع معاناتها من التشتت واختلاف الأجندات، في الوقت الذي تتجه فيه تركيا بقوة إلى مصالحة مع دمشق بعد أكثر من 10 سنوات وهو مسار من شأنه أن يشكل انعطافة حاسمة في العلاقات التركية السورية قد ينتهي معه الدعم التركي للفصائل السورية المتمردة.

وترتبط جبهة تحرير الشام التي تحاول في الفترة الأخيرة أن تغير فكرة الناس عنها وبأنها تنظيم إسلامي معتدل في مناطق سيطرتها بحثا عن منفذ لا يبقيها خارج مسار التغيرات في الموقف التركي، بصلات مع تركيا وتتوجس من أن تتخلى عنها ضمن صفقة مع النظام السوري.

وتتعرض قوات النظام السوري من حين إلى آخر لهجمات مباغتة من تنظيم الدولة الإسلامية الذي توارت بقياه في البادية السورية ويتعرض لهجمات جوية من قبل الطيران الحربي السوري والروسي.

واندلعت الحرب في سوريا عام 2011 بعد قمع تظاهرات سلمية مناهضة للحكومة، وتطورت إلى نزاع مسلح شاركت فيه قوى أجنبية.

وبدعم روسي وإيراني، استعادت حكومة الرئيس بشار الأسد الكثير من الأراضي التي سيطرت عليها المعارضة في وقت مبكر من النزاع.

ومنذ عام 2020، صمد في شمال غرب سوريا إلى حد كبير اتفاق لوقف إطلاق النار توسطت فيه موسكو حليفة دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة، رغم نشوب اشتباكات دوريا.

وتسببت الحرب المستمرة منذ 12 عاما في مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد الملايين.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت بمقتل ثلاثة من أفراد أسرة واحدة، جميعهم مدنيون، وإصابة ستة آخرين في قصف نفذته طائرات حربية روسية على أطراف مدينة إدلب. كما أفاد الأحد باستهداف ضربات قاعدة قريبة لهيئة تحرير الشام، مؤكدا أن عناصر التنظيم أخلوا الموقع قبل أسابيع.