هيئة عمليات مشتركة لتوحيد المكونات العسكرية اليمنية في مواجهة الحوثيين

العليمي يكثف المساعي الدبلوماسية في الرياض لمحاولة إيجاد حل للأزمة اليمنية واطلاع الأمم المتحدة على الخروقات الحوثية في مختلف الجبهات.

صنعاء – دشن وزير الدفاع اليمني محسن الداعري عمل هيئة العمليات المشتركة في العاصمة المؤقتة عدن، لتكون همزة الوصل بين قيادة وزارة الدفاع والمكونات العسكرية لتوحيد الجهود وخدمة المعركة في مواجهة الحوثيين.

ويجري العمل مؤخرا على تهيئة الجيش اليمني ليكون أكثر استعداداً وقدرة وتدريباً، حيث تم استئناف الكليات العسكرية والعمل على تجهيزات هندسية ومواقع محصنة، لمواجهة التحركات الحوثية المكثفة إذ تقوم بأعمال عدائية متواصلة من خلال الاستمرار في زراعة الألغام، وحشد مختلف القوات وأنواع الأسلحة على امتداد الجبهات وخطوط التماس.

كما يقوم الحوثيين بتهريب الأسلحة والمعدات عبر الموانئ البحرية في مناطق سيطرتهم؛ وهي الحديدة والصليف ورأس عيسى واللحية، إلى جانب الاستمرار في تجنيد الأطفال وإقامة الدورات الطائفية، وإرسال الخلايا الإرهابية للمناطق المحررة.

وقال الداعري الأربعاء، أن القيادات العسكرية أمام مهام وطنية كبيرة لبناء المؤسسة العسكرية من خلال نقل التجارب والخبرات للشباب في الميدان وتكثيف برامج التدريب والتأهيل في المعاهد والكليات العسكرية ومراكز التدريب.

وأشار إلى أن القوات المسلحة واجهت مصاعب كبيرة نتيجة للأوضاع السياسية التي تمر بها البلاد وأن قيادة الوزارة اليوم تسعى جاهدة لإعادة مكانة للقوات المسلحة التي تمثل السياج المنيع لحماية الوطن وامنه واستقراره، وفق ماذكرت وكالة سبأ الحكومية.

وحث وزير الدفاع القيادات العسكرية على بذل المزيد من العمل المشترك والاستعداد لانعقاد المؤتمر العام للقوات المسلحة الذي يهدف الى تقييم نتائج عمل الأعوام الماضية والوقوف أمامها، والإعداد والتحضير للعام التدريبي 2024م بالاستفادة من التقييم بما يعزز الجوانب الايجابية في مختلف المجالات.

وفي أواخر إبريل/ نيسان الماضي، أُنشئت هيئة العمليات المشتركة، وحُدّد مقرها في العاصمة المؤقتة عدن بقرار من رئيس مجلس القيادة الرئاسي في البلاد رشاد العليمي، على أن تكون تحت إشراف من وزير الدفاع المكلّف بتحديد مكوناتها وأهدافها ومهامها ولائحتها التنظيمية.

وبالتوازي مع الإجراءات العسكرية، تتكثف المساعي الدبلوماسية لمحاولة إيجاد حل للأزمة اليمنية والتوصل إلى السلام في البلاد التي أنهكتها، حيث يجري العليمي سلسلة لقاءات في الرياض اطلع خلالها القيادات السعودية على آخر التطورات في اليمن.

 

وخلال لقاء العليمي مساء الأربعاء وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، أكدت السعودية أنها تشجع الأطراف اليمنية على التوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام لإنهاء الأزمة المستمرة في البلاد منذ نحو تسع سنوات.

وبحث الجانبان آخر التطورات والمستجدات في الشأن اليمني والجهود المشتركة لدعم مسار السلام في اليمن.

ومنذ أشهر يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل نحو تسعة سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، وقوات الحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات ومدن بينها صنعاء منذ 2014. لكن العمليات العدائية والاستفزازات العسكرية الحوثية لم تتوقف.

وأبلغ العليمي الأمم المتحدة عن خروقات جماعة أنصار الله الحوثية في مختلف الجبهات. وخلال لقاءه المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج، وضعه "أمام انتهاكات المليشيات الحوثية للحقوق والحريات العامة، وتحشيدها وخروقاتها المستمرة على مختلف الجبهات، بما في ذلك هجماتها الأخيرة العابرة الحدود". وطالب "بالضغط على المليشيات الحوثية من أجل تغليب مصلحة الشعب اليمني على مصالح قادتها وداعميها، والتعاطي الجاد مع الجهود الجارية لتجديد الهدنة، لما فيه تخفيف المعاناة الإنسانية، وإحياء الأمل باستعادة الأمن والاستقرار في البلاد".

وتتكثف منذ فترة مساعٍ إقليمية ودولية لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفدين سعودي وعماني إلى صنعاء، وجولات خليجية للمبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ والأممي هانس غروندبرغ.

واطلع العليمي جروندبرج على إحاطة بشأن اتصالاته الأخيرة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، والمساعي الرامية لتجديد الهدنة، واستئناف عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة. وكان عقد مباحثات أخرى مع المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينج، تناولت سبل إحياء عملية السلام في البلاد. والانطلاق بالمفاوضات لطي سنوات الحرب التي خلفت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.

وأشاد العليمي بـ"مواقف المملكة إلى جانب الشعب اليمني، بما في ذلك مبادراتها وجهودها المستمرة لتجديد الهدنة وإطلاق عملية سياسية شاملة تحت رعاية الامم المتحدة"، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية.