واشنطن تتجاهل مبادرة إيران الجديدة لإحياء الاتفاق النووي

الخارجية الأميركية لا تزال تنتظر ردا بنّاء من طهران رغم تصريحات امير عبداللهيان عن استلام واشنطن المقترح الايراني.

واشنطن - قالت الولايات المتحدة الثلاثاء إنها تنتظر ردا بناء من إيران، بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، لكن طهران قالت انها سبق وارسلت ردها وقبلت به الولايات المتحدة.
واعتبارا من نيسان/أبريل 2021، بدأت إيران والأطراف المنضوية في الاتفاق، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا تهدف الى إحيائه. وحققت المباحثات تقدما جعل المعنيين قريبين من انجاز تفاهم، الا أنها علّقت اعتبارا من آذار/مارس مع تبقّي نقاط تباين بين طهران وواشنطن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس "ننتظر ردا بناء من الإيرانيين، ردا يتخلى عن قضايا غير جوهرية لا صلة لها" بالاتفاق في اشارة إلى مطالبة طهران بإسقاط الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية.
وفي عام 2018، انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق، الذي وافقت بموجبه إيران على كبح برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، مما دفع إيران إلى البدء في انتهاك بنوده بعد نحو عام.
وكان برايس يرد خلال إفادة صحفية على أسئلة عن تصريح وزير الخارجية الإيراني  حسين أمير عبداللهيان بأن طهران قدمت اقتراحا جديدا بشأن إحياء الاتفاق، لكن المتحدث لم يتطرق إلى ذلك بالتفصيل.
وقال أمير عبداللهيان "نعتقد أن المفاوضات والدبلوماسية هما السبيل الأفضل لانجاز الاتفاق"، وذلك خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري في طهران.
وأشار الى أنه قبل صدور قرار الوكالة الدولية، قام الجانب الإيراني بطرح "مبادرة جديدة" على الولايات المتحدة عبر الاتحاد الأوروبي، قبلت بها واشنطن لكنها أصرت على المضي في مشروع القرار، من دون أن يقدّم تفاصيل إضافية.
وأصدر مجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة قرارا الأسبوع الماضي، يدعو طهران للتعاون مع الوكالة بعد تقرير للأخيرة انتقد غياب الأجوبة الإيرانية الكافية في قضية العثور على آثار لمواد نووية في مواقع لم يصرّح عنها سابقا.
وقال المتحدث الاميركي "لم نشهد أي اتصال موضوعي من جانب إيران، لكننا منفتحون على أي مبادرة من شأنها أن تسمح لنا بإنجاز وتنفيذ الاتفاق الذي تفاوضنا عليه في فيينا على الفور من أجل العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي، والتخلي عن القضايا التي تتجاوز الاتفاق".
ونفى متحدث آخر باسم وزارة الخارجية، طلب عدم الكشف عن هويته، تلقي الولايات المتحدة أي اقتراح جاد من طهران.
ورفضت إيران إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن بشأن إحياء الاتفاق، وتنقل الرسائل بشكل رئيسي عبر دبلوماسيين أوروبيين.
وقال برايس ان إيران "يجب أن تسقط الطلبات التي لا علاقة لها" بالبرنامج النووي، وهو أمر من شأنه أن "يساهم بسرعة كبيرة في إبرام" صفقة لإحياء اتفاق 2015. وحذر من أنه "إذا لم تقم إيران بذلك، ستجعل هذا الحل الدبلوماسي مستبعدا بشكل أكبر".
وبدا إحياء الاتفاق وشيكا في مارس/آذار، لكن المحادثات تعثرت بسبب مطالب روسية في اللحظة الأخيرة وأخرى إيرانية بإلغاء إدراج الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.
وأوضحت إدارة الرئيس جو بايدن أنه لا خطط لديها لرفع اسم الحرس الثوري الإيراني من القائمة، وهي خطوة ستكون ذات تأثير عملي محدود على الأرجح لكنها ستغضب الكثير من المشرعين الأميركيين.