واشنطن تجلي أكثر من ألف من رعاياها مع تكثيف إسرائيل غاراتها على لبنان

الولايات المتحدة قد تلجأ إلى الخيار الأصعب والأخطر وهو الإجلاء عن طريق البحر إذا تدهور الوضع في لبنان وتعرض مطار بيروت للقصف.

واشنطن - قالت جولي أيديه القنصل العام الأميركي في إسطنبول اليوم الخميس إن أكثر من ألف من مواطني الولايات المتحدة وأفراد عائلاتهم فروا من لبنان الذي مزقته الحرب وذلك على متن رحلات جوية مستأجرة في الأسبوع الماضي ووصلوا إلى تركيا للإقامة المؤقتة.

ومع تصعيد إسرائيل هجومها البري والجوي على جماعة حزب الله اللبنانية في الأسابيع القليلة الماضية، اعتمدت الولايات المتحدة وعدد من الدول في الوقت الحالي على الرحلات الجوية التجارية والتي تحجزها الحكومة لإجلاء مواطنيها، لا سيما عبر تركيا.

وقالت أيديه في مقابلة في إسطنبول "إنها الطريقة الأسرع والأكثر أمانا لإبعاد الأميركيين عن الأذى... الوضع الأمني متحرك، ومن ثم، نخطط منذ أشهر لكل الطوارئ. ونظرا لأن مطار بيروت مفتوح وما زال يعمل فإن تركيزنا ينصب على تيسير رحلات المغادرة جوا".

وقال مسؤول أميركي آخر إن عشر رحلات جوية مستأجرة من أصل 12 رحلة جوية أميركية من بيروت وصلت إلى إسطنبول وعلى متنها 1025 مواطنا وأفراد أسرهم المباشرين منذ الثاني من أكتوبر/تشرين الأول.

وقال أشخاص في مقابلات أُجريت بالمطار إنهم أُصيبوا بالصدمة بسبب التفجيرات وخافوا على حياتهم. وقالت نادين الشاب عن ابنتها الرضيعة التي كانت تحملها بين يديها "الوضع ليس آمنا بالنسبة لها هناك"، مضيفة أنها ستسافر بعد ذلك إلى ميشيغان.

وبموجب اتفاق مع أنقرة، يتعين على المسافرين الأميركيين، وأيضا القادمين على متن رحلات جوية مستأجرة من بعض الدول الغربية الأخرى، مغادرة تركيا في غضون 72 ساعة من وصولهم.

وبالإضافة إلى الرحلات المتجهة إلى إسطنبول، وصلت إلى فرانكفورت والدوحة من بيروت رحلتان أميركيتان أخريان مستأجرتان في الأيام القليلة الماضية، وتتوقع السلطات استمرار مثل هذه الرحلات لنقل آلاف الأميركيين الذين ما زالوا في لبنان.

وقد تلجأ واشنطن، الحليف الرئيسي لإسرائيل في الصراع الذي يتوسع بالشرق الأوسط، إلى الخيار الأصعب والأخطر وهو الإجلاء عن طريق البحر إذا تدهور الوضع في لبنان وتعرض مطار بيروت للخطر. وقالت واشنطن إنها نشرت قوات إضافية في قبرص تحسبا لذلك.

وعملت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، مع الولايات المتحدة و20 دولة أخرى على الاستعداد لإجلاء بحري محتمل. وهذا الأسبوع، أجلت أنقرة نحو ألف من مواطنيها عبر سفينتي إنزال تابعتين للبحرية.

وقال دبلوماسيون إنه في عملية إجلاء بحرية رسمية، ستعمل الدول الأجنبية مع السلطات التركية والقبرصية لتنسيق حركة السفن واستخدام الموانئ القريبة في البحر المتوسط وما زالت عشرات الرحلات تغادر مطار بيروت يوميا.

وقالت أيديه إن الولايات المتحدة وفرت أيضا أكثر من 4500 مقعد لمواطنيها على متن رحلات تجارية من لبنان في الأسابيع القليلة الماضية وإن مقاعد كثيرة ظلت شاغرة.

وأضافت المسؤولة التي أشرفت أيضا على عمليات إجلاء بحري من لبنان في عام 2006 كجزء من البعثة الأميركية هناك أن الهدف ليس شغل كل المقاعد بل أن "نمنح الناس خيارا، كي يجدوا مخرجا... إذا أرادوا المغادرة لأنهم يعتبرون الوضع غير محتمل".