واشنطن تدعو موسكو للتراجع عن التصعيد في سوريا

وزير الدفاع الأميركي يطالب القيادة العسكرية الروسية بإصدار توجيهات لقواتها للالتزام بقوانين السماء وذلك عقب إسقاط الجيش الروسي لمسيرة أميركية.
مخاوف من تداعيات اية اشتباكات بين الجيشين الروسي والاميركي على الساحة السورية

واشنطن - دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن روسيا اليوم السبت إلى الالتزام بالقوانين التي تحمي المجالات الجوية للدول ووقف "السلوك غير المسؤول"، وذلك عند سؤاله عن الهجمات الروسية على طائرة أميركية مسيرة في سوريا فيما تتصاعد المخاطر من إمكانية حدوث اشتباك بين الجيشين ما ستكون له تداعيات كبيرة.
وقال الجيش الأميركي إن طائرة مسيرة من طراز إم.كيو-9 تعرضت لأضرار "بالغة" عندما أصيبت بمقذوف ناري من طائرة مقاتلة روسية في أثناء تحليقها فوق سوريا الأسبوع الماضي، في أحدث مواجهة قريبة المدى بين الطائرات العسكرية الروسية والأميركية في المنطقة.
وقال أوستن عند سؤاله عن الحادث في مؤتمر صحفي في مدينة برزبين الأسترالية "ندعو القيادة الروسية إلى التأكد من أنها تصدر توجيهات لقواتها للالتزام بقوانين السماء والتأكد من وقف هذا السلوك غير المسؤول".
وأوستن موجود الآن برفقة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أستراليا لحضور الحوار الوزاري الأسترالي-الأميركي السنوي.
وأضاف "سنواظب على التواصل عبر القنوات القائمة للتعبير عن مخاوفنا وسنواصل إشراك القيادة العليا كلما اقتضى الأمر. ولكن مرة أخرى سنواصل العمل كما عملنا دائما في المجالات الجوية، وسنحمي مصالحنا ومواردنا".
وكانت واشنطن حذرت الشهر الجاري موسكو من اتخاذ إجراءات عسكرية ضد قواتها على الأراضي السورية متهما إياها بإعاقة جهود واشنطن لمكافحة تنظيم داعش واستهداف مواقعه في بعض المناطق في شمال سوريا.
وتحدث مسؤول عسكري أميركي إضافة لتقارير عن تنسيق متزايد بين النظام السوري وروسيا وإيران لدفع القوات الأميركية للتخلي عن نقاط تمركزها في شمال سوريا.
وتقود الولايات المتحدة تحالفا ضد تنظيم الدولة الإسلامية ونفذت ضربات جوية في سوريا هذا العام وهي تدعم قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على مناطق شمال البلاد ويمثل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري.
وتمكنت القوات الأميركية من قتل عدد من قيادات التنظيمات الارهابية في سوريا والعراق على راسهم الزعيم الأبرز لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي ابوبكر البغدادي. 
وليست هذه المرة الاولى التي تحدث بعض الاحتكاكات بين الجيش الروسي والاميركي على الساحة السورية لكن هذه الاحداث تصاعدت بعد الاجتياح الروسي لاوكرانيا في شباط/فبراير 2021 وجهود الغرب لعزل موسكو دوليا وردود الفعل الروسية على ذلك.
والشهر الماضي اتهمت القوات الروسية في سوريا الأربعاء الطيارين الأميركيين بارتكاب "انتهاكات جسيمة" للبروتوكولات المراد بها تجنب الصدام بين القوتين العظميين من خلال تفعيل المقاتلات الأميركية لأسلحتها ضد طائراتها فوق سوريا.
وتدخلت روسيا في الحرب الأهلية السورية عام 2015، وقلبت الدفة لصالح الرئيس بشار الأسد. ومنذ ذلك الحين، وسعت موسكو منشآتها العسكرية في البلاد بقاعدة جوية دائمة ولديها أيضا قاعدة بحرية.
وفي مايو/ايار الماضي رفضت مصر طلبا أميركيا بغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية، وفق ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية نقلا عن مسؤولين أميركيين، موضحة أن واشنطن وجهت كذلك دعوات للعراق وتركيا والأردن للحد من تحليق الطائرات الروسية إلى الوجهة السورية.
وذكرت الصحيفة أن مقاتلات روسيا أُجبرت على التحليق 2000 ميل إضافي وما يصل إلى 5 ساعات أخرى للوصول إلى قواعد إستراتيجية في سوريا بعدما أغلقت دول أخرى مجالها الجوي أمامها العام الماضي.