ورطة الشيعي (5)

يتعالج كبار مراجع الشيعة في لندن في حين يُترك مقلدوهم للمرض والوعود بالخلاص.
عزيزي الشيعي، يا من ظُلِمت وظلَمت نفسك، كُن مواطنًا هو خير لك وركز على حقوقك
ورطة الشيعي الأنكى إنه يدافع عن السيد المرجع وعن حق رجال الحوزة الكبار بتلقي أفضل الخدمات الطبية

في نصه النقدي اللاذع، والصائب، والفاتح ذراعيه لاسترجاع الصلة بالواقع، واقع الناس ممن ترفعت عن التواصل معهم السيدة فلسفة، يقول ميشال أونفري: "يجب على الفلسفة أن تعود الى الشارع وتخرج إلى الناس حيث تنتمي، وحيث كانت تنتمي في العصور القديمة. لاحظ كيف تزدحم أعمال افلاطون بالناس، السمّاكين، الاسكافيين، المومسات المارات الخ. الفلسفة لا تخص مشرعين يقرأون الكتب المعينة ويتفلسفون خلال وقت دوامهم".

وكذلك الثقافة، والتعليم، ومؤسسات العلم، والمراكز التخصصية؛ من واجبها النزول الى الشارع والاحتكاك بالناس والعمل في الميدان لرفع مستويات الوعي والمعرفة لعوام الجماهير، وإلا فإن ترك العوام لمخالب وأنياب الدولة الجائرة وبغياب دور إيجابي للفقيه أودى بمصالح المواطنين وأرواحهم، وعقولهم، ولكن؛ هل من دور يُرتجى من الفقيه يُقوّم حياة الناس وينفعهم بما يصلح توافقًا مع متطلبات العصر؟

لأضرب لكم مثلًا دون إعداد وترتيب وتخطيط:

مستشفى الكندي في العاصمة بغداد، هل عند الفقيه علم ومعلومات حول هذا المشفى وكيف تتعامل مع المراجعين من المرضى؟

مثال آخر، على شكل سؤال، بلا ترتيب وكثير تفكّر:

هل يحق لأي شيعي عراقي تلقي الرعاية الطبية من مستشفى الكفيل حاله حال السيد المرجع؟

ستُبيّن أجوبة الاسئلة الآنفة ورطة اغلبية الشيعة، وقائمة الورطة تطول، وتطول.

ولكن، ورطة الشيعي الأنكى إنه سيدافع عن السيد المرجع وعن مستشفى الكفيل وعن حق رجال الحوزة الكبار بتلقي أفضل الخدمات الطبية وأنه، أي الشيعي، لا يرتقي لمستوى آيات الله العظمى ولا يصل بمستواه لشسع نعل أي واحد منهم، وسيشهد ويؤكد شهادته بهذا التفضيل الذي ينتقص من قيمته كإنسان وكرامته كمواطن.

لحظة الألم، ولتتعايش ذهنيًا مع ألم لا يُطاق يلم بك فجأة في ساعة متأخرة من الليل، وبضغط ازرار قليلة على جهازك النقال تهرع أليك بعد دقائق سيارة اسعاف مجهزة بأحدث التقنيات وكادر متمرس تجري لك الإسعافات الأولية وخاصة تسكين الألم ومن ثم تنقلك الى المشفى فتجده بناية حديثة بأجهزة متطورة وكوادر غاية في الإنسانية والخبرة، وأرجوك، عزيزي الشيعي الفقير أو الساكن في المناطق البائسة، أن تخصص الدقائق التالية للإستغراق في هذا الموقف المُتخيّل.

عزيزي الشيعي المَغْبُون، هل تشبعت بتلك الدقائق التي استشعرت من المؤسسة الصحية رعاية وحنو وحسن تطبيب، أما الآن فأدعوك للرجوع لواقعك، فلا الدولة ولا المرجعية ستُصلح واقعك الصحي الخرب والبائس، والجائر.

اذن، عزيزي الشيعي، يا من ظُلِمت وظلَمت نفسك، كُن مواطنًا هو خير لك ولكرامتك وحياتك واحتياجاتك وعائلتك وركز على حقوقك كمواطن فكثرة الإلحاح والمطالبة تُقربّك من حقوقك المنهوبة والممنوعة عنك، أقلها فكر بأولادك ومستقبلهم ولا تتمادى بجعلهم عرضة لخطر الفقر والأمية والتخلف وسوء الخدمات الصحية لمجرد إنك تفضّل المعالجة بتربة الحسين وزيارة شريفة بنت الحسن والتوسل بموسى الكاظم، بينما العمائم التي جرّتك لمثل هكذا اعتقادات تلجأ لأفضل المستشفيات الأوربية أن ألم بها مرض تاركة تربة الحسين وشريفة بنت الحسن وموسى الكاظم وكل الأنبياء والأوصياء والأئمة والمقدسين من المتقدمين والمتأخرين.

عزيزي الشيعي المغلوب على أمره وعقله، هاك بعض المعلومات:

"عندما جاء المرجع الديني الكبير الشيخ محمد اسحاق الفياض الى لندن لتبديل البطارية الموجودة في قلبه، سأله أحد الفضلاء في مؤسسة الإمام الخوئي، عن سر تسميته للسيد أبو القاسم الخوئي بـ ’أستاذ المراجع‘،......، فعاد رجل الدين وسأله إذ كان الإمام الخوئي أستاذ المراجع ماذا تقول عن السيد السيستاني؟

فأجاب الشيخ الفياض: السيد السيستاني سيد المراجع.

نقلا عن موقع شبكة أهل البيت (عليهم السلام).

عن صفحة فيس: الحاج علي رومي السويدي/ تاريخ النشر: 15-9-2017".

انظر، المرجع الفياض لا يستبدل البطارية الموجودة في القلب في ضريح علي أو الحسين أو الكاظم، هو يذهب للندن لإجراء ذلك، ولاحظ كذلك أن مؤسسة لآل الخوئي في لندن، وأرجو منك أن تلاحظ التوهم الجمعي عند طبقة الفقهاء إذ يعتقدون إنهم مُخلصَون انقياء فضلاء في اعلى درجات الفضيلة!

ومثلما فعل المرجع محمد اسحاق الفياض فعل السيد السيستاني، والحالة المرضية ايضًا تتعلق بالقلب:

"بسم الله الرحمن الرحيم

ألمّ بسماحة السيد السيستاني - دام ظله - مؤخراً وعكة قلبية وقد استدعي فريق من أخصائي القلب العراقيين إلى النجف الأشرف للتشخيص والمعالجة.

ووفقاً لما ارتآه الفريق الطبي فقد تقرّر متابعة الاجراءات الطبية اللازمة في إحدى المستشفيات المتخصصة في المملكة المتحدة، وقد وصل إليها سماحته في مساء هذا اليوم.

نرجو من المؤمنين الكرام أن لا ينسوا سماحته من صالح الدعاء في مظان الإجابة كما لا ينساهم إن شاء الله تعالى.

19/ج2/1425هـ

6/8/2004

مكتب السيد السيستاني (دام ظله)

النجف الأشرف".

مع أن حتى خدمة الإسعاف الفوري لا تتوفر لعوام الشيعة.

عزيزي الشيعي، إذا كنت ممن يرفض هذا القول ويُدافع عن الأسياد ولا يسمح بذكر هذه المعلومات ولا يريد من أحد التطرق الى حقوقه واسترجاعها فأنت لا تستحق أن الطعام والسكن والرعاية الصحية والمعيشية ويشمل ذلك اولادك وزوجتك بسببك، وإليك أنت، بالخصوص، اتوجه بسؤال: لماذا تحتقر نفسك؟ أين عنك التعليم والعلم والثقافة والمواطنة يا مسلوب العقل والكرامة والجسد.