وزراء خارجية 9 دول عربية ينددون بانتهاك إسرائيل للقانون الدولي

الوزراء يستنكرون العقاب الجماعي في غزة، مؤكدين أن غياب الحل السياسي للصراع أدى إلى تكرار أعمال العنف والمعاناة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وشعوب المنطقة.

دبي - استنكر وزراء خارجية الإمارات والأردن والبحرين والسعودية وسلطنة عمان وقطر والكويت ومصر والمغرب اليوم الخميس استهداف المدنيين والانتهاكات الصارخة للقانون الدولي في قطاع غزة الذي يتعرض للقصف الإسرائيلي.

وأشار بيان الوزراء إلى أن حق الدفاع عن النفس لا يسوّغ انتهاك القانون وإغفال حقوق الفلسطينيين، مؤكدين على أن "هذا الحق الذي يكفله ميثاق الأمم المتحدة لا يبرر الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، أو الإغفال المتعمد للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

ونددوا بالتهجير القسري والعقاب الجماعي في غزة وأكدوا أن "غياب الحل السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي أدى إلى تكرار أعمال العنف والمعاناة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وشعوب المنطقة".

وأكد الوزراء على ضرورة "بذل جهود سريعة وحقيقية وجماعية لحل الصراع وإنفاذ حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة ومتواصلة الأراضي وقابلة للحياة علي خطوط ما قبل الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

وقال فلسطينيون في غزة إن الغارات الجوية الإسرائيلية دكت المنطقة مرة أخرى ليلا وأفاد سكان يعيشون في وسط القطاع بالقرب من مخيم البريج للاجئين وشرق قرية القرارة بأن المنطقة تعرضت لقصف مكثف بالدبابات طوال الليل.

ووقعت إسرائيل في العام 2020 اتفاقات سلام مع الإمارات والبحرين والمغرب، فيما يرتبط الأردن ومصر مع الدولة العربية بمعاهدتي سلام. 

وتبادل دبلوماسيون عرب وإسرائيليون اليوم الخميس الاتّهامات من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد فشل مجلس الأمن الدولي في اتخاذ أي قرار بشأن الحرب بين الدولة العبرية وحماس.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إنّ إسرائيل "حوّلت غزة إلى جحيم دائم على الأرض"، مشيراً الى أن "هذه الصدمة ستبقى لأجيال وأجيال"، مضيفا "علينا ألا نخذل الشعب الفلسطيني وهو شعب محاصر ومحتلّ ويبدأ يومه بالموت وينهيه بالموت ولياليهم يكتنفها الظلام وليس هناك ضوء إلا ضوء القنابل".

ودعا الصفدي إلى إدانة "قتل كلّ المدنيين بغضّ النظر عن عرقهم وهويتهم ودينهم وجنسيتهم لأنّ هذه هي القيم الإنسانية والأخلاقية وعلى إسرائيل أن تحترم هذه القيم أيضاً".

بدوره خاطب المندوب الفلسطيني الدائم رياض منصور أعضاء الجمعية بالقول "صوّتوا لوقف هذا الجنون، أمامكم فرصة لتقوموا بشيء، لتفعلوا شيئاً، لتعطوا إشارة واضحة، اختاروا العدل لا الانتقام، اختاروا احترام القانون لا أن تمرّروا خرقه، اختاروا السلام لا المزيد من الحروب".

وأضاف "اختاروا لتضعوا نهاية لما يقرب من 3 أسابيع من حرب ازدواجية المعايير لم نشهدها على مدار عقود، صوتوا لاستعادة مصداقية هذا المكان والقواعد التي يجسدها، لا تهدروا هذه الفرصة، الحيوات على المحك وكل الحيوات مقدسة، رجاء انقذوا الحيوات، صوتوا تأييدا لمشروع قرارنا".

وفي ظل الانقسامات بين الدول الكبرى فشل مجلس الأمن أربع مرات في إصدار قرار بشأن الحرب إلا أن المجموعة العربية تأمل بصدور قرار عن الجمعية العامة على رغم أنه لن يكون ملزماً.

وطرح الأردن مشروع قرار لا يزال قيد النقاش ويتوقع أن يطرح للتصويت الجمعة ويركّز النصّ  على الأزمة الانسانية المتصاعدة في قطاع غزة، ويدعو الى "وقف فوري لإطلاق النار" ومساعدات إنسانية من دون معوقات، ويحضّ "كل الأطراف" على "حماية المدنيين" ولا يتطرّق النصّ بشكل مباشر إلى هجوم حركة حماس وهو ما أثار غضب إسرائيل.

وقال المندوب الإسرائيلي جلعاد إردان إنّ "أولئك الذين صاغوا القرار يقولون إنّهم قلقون بشأن السلام، لكنّ القتلة الفاسدين الذين بدأوا هذه الحرب لم يتمّ ذكرهم حتّى" واعتبر في كلمته أمام الجمعية العامة أنّ مشروع القرار "إهانة لذكائكم ومكانه مزبلة التاريخ".

وفي سياق متصل نشرت وزارة الصحة التابعة لحماس اليوم الخميس تقريرا تفصيليا بأسماء أكثر من سبعة آلاف فلسطيني من ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وذلك غداة تشكيك الرئيس الأميركي جو بايدن بالحصيلة المعلنة من قبلها.

وجاء التقرير الصادر عن وزارة الصحّة في القطاع الذي تسيطر عليه الحركة في 212 صفحة وعدّد أسماء 6747 شخصاً مع سنّهم وجنسهم ورقم هويتهم يُضاف إليهم 281 قتيلاً "من مجهولي الهوية".

ويغطّي التقرير الفترة التي تبدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول تاريخ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة على الدولة العبرية وأدّى الى مقتل 1400 شخص في إسرائيل، وفق السلطات وتردّ إسرائيل منذ ذلك الحين بقصف جوي ومدفعي مكثف على القطاع وتواصل الاستعداد لعملية برية محتملة.