وزيرة سابقة تدعو لاستفتاء ثان على انفصال بريطانيا

رئيسة الوزراء البريطانية تواجه المزيد من الضغوط وانتقادات حادة لخطة بريكست وصفتها وزيرة التعليم السابقة بأنها "ضعيفة" فيما يستعد المشككون بالمؤسسات الأوروبية لإسقاطها في البرلمان.

ماي تواجه المزيد من الضغوط والانقسامات في حزبها
وزيرة سابقة ترى حل الأزمة السياسية في "تصويت الشعب"
ساسة بريطانيا يصلون إلى طريق مسدود في ما يخص بريكست

لندن - واجهت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي الاثنين انتقادات حادة على خلفية خطتها لبريكست إذ وصفتها وزيرة سابقة بـ"الضعيفة" ودعت لاستفتاء ثان فيما يستعد المشككون بالمؤسسات الأوروبية لإسقاطها في البرلمان.

وقالت وزيرة التعليم السابقة جاستين غرينينغ المعارضة لبريكست إن خطة ماي تنفيذ قوانين الاتحاد الأوروبي بشأن تجارة السلع دون التمكن من التأثير عليها "أسوأ ما يكون".

ولفتت إلى الانقسامات العميقة في الحكومة والبرلمان في طريق تطبيق ذلك. وقالت غرينينغ إن على الناخبين أن يأخذوا القرار، لتنضم بذلك إلى كبار أعضاء حزب المحافظين الذي تنتمي له ماي المؤيدين لذلك الرأي.

وكتبت في مقالة في صحيفة ذا تايمز "إن الحل الوحيد هو إخراج القرار النهائي حول بريكست من يد السياسيين الواقفين في طريق مسدود، بعيدا عن الصفقات الخلفية، وإعطائه إلى الشعب".

وطالما استبعدت ماي إجراء استفتاء ثان بعد أن صوت البريطانيون في استفتاء على بريكست في 2016، جاءت نتيجته 52 مقابل 48 بالمئة، لكن تأييد غرينينغ الذي أطلق عليه "تصويت الشعب"، سيعطي الحملة زخما كبيرا.

ويعد موقف الوزيرة السابقة ضربة أخرى لخطة ماي المؤيدة لإبقاء علاقات وثيقة مع الاتحاد الأوروبي والتي تعرضت لانتقادات من المحافظين الذين يريدون انفصالا تاما.

واستقال الوزيران بوريس جونسون وديفيد ديفيس احتجاجا على خطة ماي الأسبوع الماضي بعد استقالة عدد من المسؤولين الحكوميين غير الأساسيين، كان آخرهم الاثنين.

وسيكون للمشككين بالاتحاد الأوروبي الفرصة لإظهار قوتهم في مجلس العموم في وقت لاحق الاثنين، خلال تصويت على تعديلات لمشروع قرار يتعلق بنظام جمركي جديد لماي بعد بريكست.

ورفض داونينغ ستريت (مقر الحكومة) التعليق عما إذا سيوافق على بعض التعديلات التي تقدم بها جيكوب ريس-موغ ونواب آخرين من أشد المؤيدين لبريكست، سعيا لجعلهم يتخلون عن تعديل واحد بشكل خاص، قد يؤدي للإطاحة بخطة ماي.

وستختبر ماي في نفس الوقت خطتها مع الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع عندما تستأنف المفاوضات حول بريكست في بروكسل الاثنين.

ودافعت ماي نهاية الأسبوع الماضي عن خطتها كما فعلت اليوم الاثنين مجددا في خطاب في معرض الطيران في فارنبورو، مؤكدة أن خططتها ستحمي تجارة السلع مع الاتحاد الأوروبي وتتجنب حواجز حدودية في ايرلندا.

وقالت إن الخطة ستسمح لبريطانيا بضبط الهجرة وإنهاء صلاحيات المحاكم الأوروبية ووضع سياساتها التجارية الخاصة بها رغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن من شأن الخطة "أن تقضي" على فرص توقيع اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

لكن المشككين في جدوى الاتحاد الأوروبي يعتقدون أن من شأن الخطة إبقاء بريطانيا قريبة جدا من الاتحاد الأوروبي، فيما حذر وزير بريكست السابق ديفيد ديفيس في مقالة في صحيفة فايننشال تايمز الاثنين أنها ستمنع الحكومة "من حرية إدارة اقتصادنا بنفسنا".

وكتب "سيكون من الخطير جدا مغادرة الاتحاد الأوروبي والبقاء خاضعين لقوانين وضعتها مؤسسات لا سلطة لنا على قراراتها".

وحضت ماي في مقالة في صحيفة "ميل اون صنداي" الأحد النواب المشككين بالاتحاد الأوروبي على "مواصلة التركيز على الهدف" محذرة من أن "عدم قيامنا بذلك يجعلنا نخاطر بعدم التوصل إلى بريكست على الإطلاق".

وحذر جيكوب ريس-موغ رئيس "مجموعة الأبحاث الأوروبية" القوية التي تضم نوابا محافظين مشككين بالاتحاد الأوروبي، من أن خطة ماي ستحدث شرخا في حزبها.

وقال لتلفزيون بي.بي.سي إن "النتيجة الحتمية لعملية حساب برلمانية هي أنها (ماي) ستضطر لتغييرها للحفاظ على وحدة الحزب".

ومؤيدو الاتحاد الأوروبي بدورهم غير مرتاحين للخطة وخصوصا هدفها المتعلق بإقامة علاقات أضعف مع الاتحاد الأوروبي في ما يخص قطاع الخدمات المهم.

وتقدمت مجموعة من النواب المنتمين لأحزاب مختلفة بتعديلات لقانون الرسوم (التجارة الحدودية) المعروف أيضا بقانون الجمارك سعيا لاتحاد جمركي جديد مع الاتحاد الأوروبي.

لكن نائبا قال إنهم على الأرجح لن يطرحونها على التصويت الاثنين، بل سينتظرون لمعرفة خطوة المشككين بالاتحاد الأوروبي.

ويمكن أن يلزموا موقفهم الثلاثاء عندما تعرض نفس التعديلات لمشروع تجارة منفصل.