وزير إسرائيلي يعتبر قطر عدوا لا وسيطا في أزمة الرهائن
القدس - أعرب وزيرا المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن الداخلي إيتامار بن غفير (من اليمين الديني المتشدد) العضوان في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي عن اعتراضهما على توجيهات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إرسال وفد برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنياع إلى قطر لدفع بصفقة محتملة لإطلاق سراح رهائن، معتبران أن الدوحة دولة عدو تدعم حماس وتتبنى مواقفها في مفاوضات الهدنة.
وقال سموتريتش "إن استمرار قطر في المشاركة في المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن خطأ فادح"، فيما قال بن غفير الذي عارض أيضا الصفقة السابقة التي شهدت إطلاق سراح 80 امرأة وطفلا إسرائيليا من الأسر، "إن إرسال فريق التفاوض لم يتم بموافقة جميع أعضاء مجلس الوزراء وبالتالي أعارضه".
وتابع وزير المالية المتشدد "أشعر بأسف شديد لقرار رئيس الوزراء بالموافقة على زيارة رئيس الموساد للتفاوض مع قطر.. قطر دولة عدوة تدعم حماس وتدعم مواقفها في المفاوضات. هدفها هو منعنا من تدمير حماس، قطر تمتلك قناة الجزيرة التي تلحق ضررا كبيرا بصورة إسرائيل العالمية وتقوض كفاحنا الوجودي. لا يمكن أن يأتي أي خير من تورطها".
وأضاف "علينا رفضها بشكل قاطع. الطريقة الوحيدة لإعادة الرهائن إلى ديارهم هي من خلال استسلام حماس والذي يتحقق من خلال مواصلة الضغط العسكري الذي يمارسه جنودنا الأبطال حاليا في شمال غزة".
وقال بن غفير "في هذه المرحلة الحرجة من المواجهة بين إسرائيل وحماس وخاصة بعد القضاء على السنوار، لا ينبغي لنا أن نمنح حماس أي مساحة للتنفس. يجب أن نواصل العمل من أجل هزيمتها. هذه هي الطريقة الأضمن والأكثر أمانا لتحقيق النصر وإعادة الرهائن إلى الوطن وليس من خلال الصفقات التي ستسمح لحماس بإعادة تجميع صفوفها وإعادة بناء قدراتها العسكرية وإيذاء جنودنا مرة أخرى".
واختتم حديثه بالثناء على نتنياهو والجيش الإسرائيلي وقوات الأمن الإسرائيلية على ما وصفه بـ"الاتجاه الإيجابي الذي أظهروه خلال الشهرين الماضيين". وقال "تتصرف إسرائيل بعدوانية وتواجه العدو على جبهات متعددة وأحثهم على مواصلة هذا المسار حتى تحقيق النصر الكامل".
ويتوجّه رئيس الموساد بعد غد الأحد إلى الدوحة للبحث في استئناف المفاوضات الرامية للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، بينما ناقش وفد من حماس في القاهرة الخميس سبل وقف إطلاق النار في القطاع حيث أوقعت عملية عسكرية إسرائيلية في غضون ثلاثة أسابيع 770 قتيلا فلسطينيا، وفقا للدفاع المدني المحلّي.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إن ديفيد برنياع سيتوجه إلى الدوحة "للقاء رئيس السي آي إيه (وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية) بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري"، مضيفا أنّ "الأطراف سيناقشون مختلف الخيارات لاستئناف المفاوضات بشأن الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس".
وذكرت قناة 'القاهرة الإخبارية' القريبة من الاستخبارات المصرية، أن "وفدا أمنيا مصريا وعسكريا رفيع المستوى التقى رئيس الموساد ووفدا من الشاباك"، مضيفا أن "اللقاء يأتي في إطار الجهود المصرية المكثفة لعودة المفاوضات ووقف إطلاق النار وتحقيق الاستقرار بالمنطقة".
وقال مسؤول في حماس إنّ وفدا من الحركة ناقش في القاهرة الخميس مع مسؤولين مصريين اقتراحات لوقف النار، مؤكدا "جاهزية" الحركة لوقف القتال إذا التزمت إسرائيل وقف النار والانسحاب من القطاع وعودة النازحين وإبرام صفقة تبادل.
وفي القدس قال منتدى عائلات الرهائن المحتجزين في غزة "نطلب أن يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي فريق المفاوضين كل السلطة للتوصل إلى هذا الاتفاق. الوقت ينفد بالنسبة إلى الرهائن"، مطالبا "القادة الدوليين بممارسة أكبر قدر من الضغط على حماس لتقبل بهذا الاتفاق وتضع حدا للكارثة الإنسانية".
ويأتي الإعلان عن استئناف المفاوضات فيما تخوض إسرائيل حربا على جبهة مزدوجة: ضد حماس في غزة وضد حزب الله في لبنان.
وأتت هذه التطورات بعيد إعراب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارة للدوحة عن توقعاته بأن يجتمع المفاوضون في الأيام المقبلة في الدوحة بهدف التوصل إلى هدنة في غزة التي تشهد حربا اندلعت إثر هجوم نفذته حركة حماس في إسرائيل في السابع من أكتوبر من العام الماضي.
وأعلنت قطر عن اجتماع مرتقب مع المفاوضين الأميركيين والإسرائيليين في الدوحة. وأوضح رئيس وزرائها الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن الاتصالات تجددت مع حماس بعد مقتل رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار في عملية إسرائيلية جنوب قطاع غزة في 16 أكتوبر/تشرين الأول.
وجرت آخر جولة مفاوضات لإرساء هدنة في غزة في أغسطس/اب، وباءت بالفشل على غرار سابقاتها.
وقبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية الأميركية، ترى واشنطن في مقتل السنوار الذي كانت تعتبره عقبة أمام المفاوضات، فرصة لإنهاء الحرب رغم المخاوف من هجوم إسرائيلي على إيران ردا على إطلاقها صواريخ في الأول من أكتوبر/تشرين الأول.
أشلاء أطفال
وبعد أكثر من عام على بدء الحرب، يشنّ الجيش الإسرائيلي منذ 6 أكتوبر/تشرين الأول هجوما جديدا على شمال قطاع غزة خلف 770 قتيلا خلال 19 يوما، حسب الدفاع المدني.
وخلال قمة مجموعة بريكس في مدينة قازان الروسية، اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس إسرائيل بالتخطيط "لإفراغ" غزة من سكانها و"خاصة الآن في شمال القطاع".
وفي وسط القطاع، قُتل 17 شخصا على الأقل في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات، حسبما أعلن الدفاع المدني الخميس.
وفي لبنان، استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الخميس، بُعيد إنذار الجيش الإسرائيلي سكان مبان في عدد من أحياء هذا المعقل الرئيسي لحزب الله بوجوب إخلاء مساكنهم.
كما استهدفت ضربات إسرائيلية منطقتَي صور وبنت جبيل في الجنوب الخميس، حسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية التي أفادت أيضا بوقوع غارة بطائرة مسيّرة استهدفت سيارة على الطريق الرئيس بين العاصمة ومنطقة البقاع (شرق)، وبوقوع معارك في قريتَي عيتا الشعب ورامية الحدوديّتَين.