وزير الخارجية الكويتي يزور لبنان لأول مرة منذ أزمة قرداحي

وزير خارجية الكويت يؤكد ان زيارته لبيروت تأتي بالتنسيق مع دول الخليج لدعم الشعب اللبناني وفي إطار جهود دولية لاستعادة العلاقات مع لبنان.
مراقبون يرون بوادر انفراج في العلاقات اللبنانية الخليجية
الشيخ احمد يؤكد ان هناك رغبة متبادلة في أن يستعيد لبنان مجده عبر عدم التدخل في شؤون الخليج
ميقاتي يقول ان العلاقات بين لبنان والإخوة العرب سوف ستستعيد متانتها

بيروت - وصل وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح إلى بيروت، السبت، في أول زيارة لمسؤول خليجي منذ أزمة تصريحات وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي.
وكان في استقبال الوزير الكويتي في مطار بيروت وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب.

وقال وزير خارجية الكويت إنه يزور لبنان لبناء الثقة وإبداء التضامن مع الشعب اللبناني، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تمت بالتنسيق مع دول الخليج العربية الأخرى.
واضاف الشيخ أحمد بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي."الآن نحن في خطوات إجراءات ثقة مع لبنان وهذه لا تأتي بين يوم وليلة".
وتابع وزير خارجية الكويت "ان زيارته لبيروت تأتي في إطار جهود دولية لاستعادة العلاقات مع لبنان" مضيفا "هناك رغبة متبادلة في أن يستعيد لبنان مجده من خلال عدم التدخل في شؤون الخليج".
بدوره قال نجيب ميقاتي، إنه يتطلع إلى توثيق التعاون بن لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى أن العلاقات بين لبنان والإخوة العرب ستستعيد متانتها.
ورحب ميقاتي بزيارة وزير خارجية الكويت "التي تعبر عن مشاعر أخوية وثيقة، وتاريخ طويل من التفاهم والثقة بين لبنان والكويت". وشكر دولة الكويت، أميرا وحكومة وشعبا، على "وقوفها الدائم الى جانب لبنان".
وقال ميقاتي "لقد مثلت العلاقات بين بلدينا نموذجا للاخوة، ونحن نشكر الكويت على ما تقدمه من عون دائم وسند للبنان في كل الأوقات والأحوال، وعلى احتضانها اللبنانيين، ولن ينسى اللبنانيون وقوف الكويت دولة وشعبا الى جانبهم في كل الأوقات العصيبة، وآخرها بعد تفجير مرفأ بيروت، حيث هبت الكويت، بتوجيه أميري، لبلسمة جراح المنكوبين والمساهمة في إعادة إعمار ما تهدم".

ميقاتي يستقبل وزير الخارجية الكويتي
ميقاتي يستقبل وزير الخارجية الكويتي

وفي أكتوبر/تشرين الأول، طردت الكويت والسعودية والبحرين دبلوماسيين لبنانيين وسحبت سفراءها من بيروت في أعقاب تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي تنتقد التدخل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.
وذكر مكتب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في بيان أن الشيخ أحمد سيجتمع مع ميقاتي في المساء.
ودعا مجلس التعاون الخليجي لبنان في ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى منع جماعة حزب الله التي تدعمها إيران من تنفيذ عمليات إرهابية، وإلى تقوية جيشها وضمان أن تظل الأسلحة في أيدي مؤسسات الدولة فحسب.
وقالت مصادر رسمية لبنانية إن من المتوقع أن يجتمع الشيخ أحمد مع الرئيس ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري غدا الأحد وسط توقعات بانفراج في العلاقات اللبنانية الخليجية.
ودعا عون وميقاتي إلى الحوار مع السعودية لحل الأزمة الدبلوماسية التي زادت من حدة انهيار اقتصادي يعاني منه لبنان ودخل عامه الثالث.
والجمعة أعرب الرئيس اللبناني عن أمله في ألا تستعمل بعض الدول ساحة بلاده "لتصفية خلافات أو صراعات إقليمية، وألا تدعم فئات منه على حساب فئات أخرى".
ويسعى عون على ما يبدو إلى الناي عن سياسات حزب الله الذي اضر بعلاقات لبنان مع محيطه العربي وخاصة الدول الخليجية وذلك خدمة للمصالح الإيرانية وتورط في التدخل في عدد من الساحات العربية خاصة سوريا واليمن.
وكان جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر وصهر الرئيس عون قد وجه انتقادات لحزب الله مقرا بفشل تحالف تياه مع الجماعة الموالية لإيران في بناء دولة لبنانية قوية.
وتأتي انتقادات جبران باسيل لحزب الله بسبب تدهور شعبية الحزب في الأوساط المسيحية ونتيجة تدهور علاقات البلد بمحيطه العربي وخاصة الدول الخليجية بما فيها دولة الكويت.
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات النيابية بلبنان في 15 مايو / أيار المقبل، ومن المتوقع أن تحتدم المنافسة مع توسع الغضب الشعبي بسبب الانهيار الاقتصادي والمالي الذي تعاني منه البلاد منذ أكثر من عامين، وتفاقم أوضاع الفقر بدرجة كبيرة.