"وسائد الليل" مختارات إلى الفرنسية

قصائد حسين درويش تنوعت بين وجدانية وتأملية ومعايشات يومية لتفاصيل الحياة التي تحيط بالشاعر وبالمشاهدات التسجيلية لمفردات بسيطة.
ديوان "قبل الحرب، بعد الحرب" فاز بجائزة يوسف الخال الشعرية 1992
القصائد متقاربة من حيث المحتوى والتوجه

صدرت حديثاً باللغة الفرنسية مجموعة مختارة من القصائد للشاعر السوري حسين درويش بعنوان "وسائد الليل" Les Oreillers de la nuit"" ضمت مجموعة من النصوص التي ترجمها إلى الفرنسية محمد السعدي، من الدواوين التي صدرت للشاعر خلال ثلاثين سنة مضت، وقد جاءت المجموعة بـ 80 صفحة من القطع المتوسط حيث عملت هيئة الشارقة للكتاب على إصدار المجموعة ضمن فعاليات معرض باريس الدولي للكتاب 2018.
تنوعت قصائد الديوان بين وجدانية وتأملية ومعايشات يومية لتفاصيل الحياة التي تحيط بالشاعر وبالمشاهدات التسجيلية لمفردات بسيطة تفرد بها مجموعة شعراء الثمانينيات في سوريا، حيث تنتمي تجربة حسين درويش إلى ذلك الجيل الشعري الذي وضع بصمة مميزة على القصيدة المعاصرة برؤيا جديدة وحساسية استثنائيه ميزته شعرياً عن تجارب عربية مشابهة.
وقد اختار الشاعر قصائده للترجمة من دواوين "قبل الحرب .. بعد الحرب، حديقة الغرباء، شامة ليل" وجميعها صادر عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت والتي صدرت ضمن مساحة زمنية متباعدة نسبياً لكنها متقاربة من حيث المحتوى والتوجه. يذكر أن ديوان "قبل الحرب، بعد الحرب" قد فاز بجائزة يوسف الخال الشعرية التي كانت تمنحها مجلة الناقد عام 1992 في لندن.
وقال الشاعر حسين درويش عن "وسائد الليل" Les Oreillers de la nuit"": لقد تم اختيار القصائد بعناية لتناسب قارئ الفرنسية، حيث إن كثيراً من النصوص تمنح القارئ مساحة من التأمل لما تختزنه من طاقة وجدانية كبيرة، يمكن التقاطها في أي لغة أخرى، وتلك خصوصية القصيدة التي أكتبها، فهي قابلة للعيش في ثقافات مختلفة، ويمكنها أن تتنفس عبر رئة قارئ الشعر أينما كان.
وعن المغزى الفلسفي لاختيار عنوان "وسائد الليل" Les Oreillers de la nuit"" أوضح درويش قائلاً: "الليل قصيدة سرية طويلة، فيها عالم من الخصوصية، حيث نتقاسم الوسائد مع من نحب، وحيث تتسع مساحة الأسرار، وتكثر الكلمات الخافتة، فكأنما العالم صامت يصغي إلى لغة الوسائد، لغة يعرفها العشاق جيداً".