وساطة مصرية تخفف التصعيد على حدود غزة وإسرائيل

مع تراجع الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين، الرئيس المصري يدعو الفلسطينيين الى تهدئة المظاهرات وإسرائيل إلى التعامل بحرص مع ردود الافعال المشروعة في غزة.
السيسي: تداعيات حذرنا منها ونراها الآن
حماس تنفي التعرض لضغوط مصرية بهدف انهاء الاحتجاج

القاهرة – أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الاربعاء ان مصر على اتصال بالجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لوقف التصعيد وذلك مع هدوء نسبي على الحدود خلال اليومين الماضيين وبعد زيارة رئيس حماس اسماعيل هنية للقاهرة.

ودعا السيسي اسرائيل والفلسطينيين الى الامتناع عن اتخاذ خطوات اضافية قد تؤدي الى سقوط مزيد من القتلى الفلسطينيين، في اعقاب مقتل عشرات الفلسطينيين الذين كانوا يحتجون على نقل السفارة الاميركية الى القدس.

وقال السيسي "قلنا ان هذا الامر ستكون له تداعيات سلبية على الرأي العام العربي والإسلامي وسيؤدي الى شيء من عدم الرضا والاستقرار، وستكون له تداعيات على القضية الفلسطينية وهذا هو الذي نراه الان".

واضاف "نحن على اتصال مع الجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني لكي يتوقف نزيف الدم. اتمنى ان تصل الرسالة لإخواننا الفلسطينيين، ألا وهي انه يجب الا يؤدي التعبير والاحتجاج على هذا القرار الى إجراءات تؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا".

وقال "على الجانب الآخر أرجو ان يتفهم الإسرائيليون ان ردود أفعال الفلسطينيين تجاه هذا الموضوع ردود افعال مشروعة وان يتم التعامل معها في إطار من الحرص الشديد على أرواح الفلسطينيين".

واثار سقوط العدد الكبير من القتلى الفلسطينيين موجة استنكار عالمية، وعمدت بعض الدول الى استدعاء سفراء اسرائيل لديها تعبيرا عن احتجاجها، ودعا الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش والاتحاد الاوروبي الى اجراء تحقيق مستقل.

 

مظاهرات أقل

وتراجعت حدة الاحتجاجات الفلسطينية على حدود قطاع غزة مع إسرائيل خلال اليومين الماضيين وسط تقارير عن تدخل مسؤولين مصريين لاستعادة الهدوء بعد مقتل عشرات الفلسطينيين بنيران إسرائيلية.

وقال مسعفون في غزة إن فلسطينيين قتلا بالرصاص خلال احتجاجات وقعت يوم الثلاثاء على الحدود التي يبلغ طولها 51 كيلومترا. ويوم الاثنين، قتلت القوات الإسرائيلية 60 فلسطينيا في احتجاج أكبر بكثير تزامن مع نقل الولايات المتحدة لسفارتها في إسرائيل إلى القدس.

وكان هذا أكبر عدد من القتلى الفلسطينيين يسقط في يوم واحد منذ سنوات، وأثار الأمر أزمة سياسية. وسحبت السلطة الفلسطينية، التي تقول إن واشنطن تخلت عن دورها كوسيط محايد في الصراع الممتد منذ 70 عاما، ممثلها في واشنطن. وطردت تركيا وإسرائيل سفير كل منهما في الأخرى.

وجاءت أنباء الوساطة المصرية في أعقاب قيام إسماعيل هنية زعيم حركة حماس بزيارة قصيرة إلى مصر يوم الأحد التمس خلالها وساطتها بين الحركة والإسرائيليين والفصائل الفلسطينية الأخرى.

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية يزور مصر
ساعات في مصر

وقال وزير المخابرات الإسرائيلي إسرائيل كاتس إن قياديا في المخابرات المصرية، لم يذكر اسمه، أوضح لهنية "بصورة قاطعة" أن مصر لن يمكنها المساعدة إذا استمرت حماس في إذكاء الاحتجاجات وردت إسرائيل بإجراءات أعنف.

ونفى رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار أن تكون مصر قد مارست ضغوطا على حماس لإنهاء الاحتجاجات وقال إن هنية بحث ما يمكن أن تفعله القاهرة لتخفيف المصاعب في غزة.

وفي مخيم احتجاج شرقي مدينة غزة، حثت فصائل فلسطينية بينها حماس وحركة الجهاد الإسلامي الناس على المشاركة في مظاهرات حاشدة يوم الجمعة.

لكن بدء شهر رمضان الخميس، قد يحد من حجم المظاهرات. وقالت الفصائل إن مسألة الصيام ستوضع في الحسبان لكن المسيرات ستستمر حتى أوائل يونيو/حزيران.

ويقول منظمو الاحتجاجات في غزة إنها فعاليات مدنية لافتين إلى عدم وقوع إصابات في صفوف الإسرائيليين مقارنة بسقوط 107 قتلى فلسطينيين وآلاف الجرحى. وتعترض إسرائيل على ذلك وتقول إن بعض من سقطوا قتلى كانوا يطلقون النار على جنودها.

والأربعاء، قال البردويل المسؤول في حماس بقطاع غزة، لقناة تلفزيونية فلسطينية إن من بين 62 شخصا قتلوا يومي الاثنين والثلاثاء هناك 50 من أعضاء حماس و12 من الجماهير.

خمسون من أعضاء حماس قتلوا في يومين

وسارع مسؤولون إسرائيليون باستغلال تلك التصريحات. وكتب المتحدث العسكري اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس على تويتر "صدقوا ما قاله. لم يكن احتجاجا سلميا".

وكان العنف على الحدود منحسرا بشكل ملحوظ الأربعاء، وقال الجيش الإسرائيلي إن دبابة استهدفت موقعين لحماس في جنوب قطاع غزة بعد تعرض قوات لنيران. ولم يعلن أي جانب عن سقوط قتلى أو جرحى.

وتسيطر حماس على غزة منذ 2007 وخاضت ثلاث حروب مع إسرائيل خلال العقد الماضي. وتنفي الحركة حق إسرائيل في الوجود.

ويعيش مليونا نسمة في القطاع معظمهم من أبناء وأحفاد اللاجئين الذين فروا أو طردوا من منازلهم في إسرائيل وقت قيامها، وهم يعانون مما يصفه البنك الدولي بأنه واحد من أعلى معدلات البطالة في العالم ويقول إن الحصار يجعل من المستحيل إعادة إعمار القطاع.

وفي القدس، حذت غواتيمالا حذو الولايات المتحدة وافتتحت سفارتها في المدينة أمس الأربعاء. ومن المقرر أن تقدم باراغواي على نفس الخطوة الأسبوع المقبل.

لكن معظم الدول تبقي على سفاراتها في تل أبيب وتقول إن وضع المدينة المقدسة يجب أن يتحدد في محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وتوقفت هذه المحادثات عام 2014.

ويسعى الفلسطينيون لأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة يريدون تأسيسها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها، بما فيها الشطر الشرقي الذي احتلته في حرب 1967، عاصمة لها.