وقف نار محتمل في لبنان يضاعف الضغوط العسكرية على غزة

حزب الله كان يصرّ على أنه لن يوافق على هدنة قبل انتهاء الحرب في غزة لكنه تخلى عن هذا الشرط.

غزة - يشعر أهالي غزة بالحيف والخذلان مع اقتراب الإعلان عن وقف لإطلاق النار في لبنان ويرون أنهم تركوا وحيدين في الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ أكثر من عام، بينما تعدّ الهدنة المنتظرة ضربة موجعة لحركة حماس التي راهنت على أن يؤدي توسيع الصراع إلى لبنان إلى تكثيف الضغط على الدولة العبرية للتوصل إلى اتفاق هدنة على الجبهتين، لكن يبدو أن الجماعة المدعومة من إيران تخلت عن هذا الشرط لالتقاط أنفاسها. 

منبوذون في العراء وخائفون يترقبون، هكذا يشعر الفلسطينيون في غزة، وهم أيضا يخشون أن تصب إسرائيل كامل قوتها العسكرية على القطاع بعد ظهور احتمال لإرساء هدنة في لبنان دون بارقة في الأفق تبشر بالتوصل إلى اتفاق مماثل مع حركة حماس في القطاع.

وقال عبدالغني، وهو أب لخمسة أطفال اكتفى بذكر اسمه الأول، "هذا بيظهر أنه غزة يتيمة دون أي دعم ولا رحمة من قبل العالم الظالم"، مضيفا "أنا بأشعر بالغضب تجاه العالم اللي فشل في أنه يعمل حل للمشكلة في المنطقتين سوا... يمكن أنه يكون في صفقة جاية لغزة، بقول يمكن".

وسيشكل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله دون التوصل إلى اتفاق في غزة ضربة موجعة لحماس التي تشبث قادتها بأمل أن يؤدي توسع الحرب إلى لبنان إلى الضغط على الدولة العبرية للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار.

وكان حزب الله يصر على أنه لن يوافق على هدنة قبل انتهاء الحرب في غزة ولكنه تخلى عن هذا الشرط وهي ليست المرة الأولى التي يخذل فيها الحزب المدعوم من إيران حركة حماس، إذ أشارت تقارير سابقة إلى أن الطرفين اتفقا قبل تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" على شن حرب شاملة من الجنوب والشمال، لكن الجماعة اللبنانية تراجعت بعد ذلك خشية هجمات إسرائيلية وأميركية.

وربط الأمين العام لحزب الله الراحل حسن نصر الله في العديد من خطبه وقف الهجمات على الأراضي الإسرائيلية بإنهاء الحرب على قطاع غزة، رغم أنه تجنب الانخراط بشكل مباشر في الصراع.

وقال تامر البرعي، وهو رجل أعمال من مدينة غزة نزح عن منزله مثل أغلب سكان غزة "إحنا خايفين لأنه الجيش الآن راح يكون له مطلق الحرية في غزة وسمعنا قيادات في الجيش الاسرائيلي بتقول انه بعد استتباب الهدوء في لبنان القوات الاسرائيلية راح يتم إعادتها لتواصل العمل في غزة"

وأضاف "كان عنا (لدينا) أمل كبير أنه حزب الله يظل صامدا حتى النهاية لكن يبدو أنه ما قدروش، لبنان بتدمر والدولة بتنهار والقصف الاسرائيلي توسع لما بعد الضاحية الجنوبية".

وقد يترك الاتفاق مع لبنان بعض قادة حزب الله في مواقعهم بعد أن قتلت إسرائيل زعيم الجماعة المسلحة المخضرم حسن نصر الله وخليفته، لكن الدولة العبرية تعهدت بالقضاء التام على حماس.

وقالت زكية رزق (56 عاما) وهي أم لستة أطفال "بيكفي، بيكفي، إحنا تعبنا، قديش كمان (كم أيضا) لازم يموت لتوقف الحرب؟ الحرب في غزة لازم توقف، الناس عمالة بتنباد (تتعرض للإبادة) وبيتم تجويعهم وقصفهم كل يوم".

وبدأت جماعة حزب الله المدعومة من إيران في إطلاق الصواريخ على إسرائيل تضامنا مع حماس بعد أن هاجمت الحركة الفلسطينية إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أدى إلى اندلاع حرب غزة.

وتصاعدت أعمال القتال في لبنان بشدة الشهرين الماضيين مع تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية وإرسالها قوات برية إلى الجنوب، بينما واصل حزب الله إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية.

وإسرائيل مستعدة الآن فيما يبدو للموافقة على خطة أميركية لوقف إطلاق النار مع حزب الله حين تجتمع حكومتها اليوم الثلاثاء، كما أعرب عبدالله بو حبيب وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عن أمله في التوصل إلى هدنة بحلول ليل الثلاثاء.

وتنصب الجهود الدبلوماسية على لبنان ولذا خاب أمل الفلسطينيين في المجتمع الدولي بعد 14 شهرا من الصراع الذي دمر قطاع غزة وأسفر عن مقتل أكثر من 44 ألف شخص.