ولى عهد اشارات المرور ثلاثية الأضواء

واشنطن – يبدو ان الوان الاشارات المرورية التي ترسخت في اذهاننا على انهما اما حمراء او خضراء أو برتقالي سترى قريبا لونا رابعا تمهيدا لدخول لاعب جديد على الطرقات وهو العربات ذاتية القايدة.

مع دخول المزيد من السيارات ذاتية القيادة إلى الطرق حول العالم، يمكن أن تتغير العديد من جوانب القيادة إلى الأبد، بحسب مجلة "بوبيلار ميكانكس" الأميركية المتخصصة في الشؤون العلمية والتقنية.

واللون الأبيض الجديد الذي اقترحه باحثون في جامعة ولاية كارولينا الشمالية سيخصص للمركبات ذاتية القيادة بما يساعدها على تجاوز التقاطعات المزدحمة وفقا لتقنية جديدة،  وتتمثل وظيفته في تنبيه البشر ببساطة "لمتابعة السيارة التي أمامهم".

ويهدف الاقتراح إلى تقليل مستويات الازدحام المروري والاستهلاك الكلي للوقود في المستقبل.

ولن تحتاج السيارات والشاحنات التي تقود نفسها إلى إلقاء نظرة على إشارة المرور البيضاء، لأنها ستتواصل معها لاسلكيا.

والسيارة ذاتية القيادة هي عبارة عن أجهزة كمبيوتر تسير على عجلات، ويمكنها الاتصال بكل من إشارات المرور والسيارات ذاتية القيادة الأخرى القريبة للمساعدة في تخفيف التأخير والتكدس في حركة المرور والاستهلاك الكلي للوقود (الكهرباء) في المستقبل.

وستكون استجابة تلك المركبات لاسلكيا للون الأبيض بمثابة إشارة لسائقي المركبات من البشر كي يتبعوها.

وبحسب مجلة "ساينس آليرت"، يقول المهندس المدني علي حاجبائي: "ستظل الأضواء الحمراء تعني التوقف، وستظل الأضواء الخضراء تعني الانطلاق، والأضواء البيضاء ستطلب من السائقين أن يتبعوا السيارة التي أمامهم ببساطة".

يقول المهندسون من جامعة كارولينا الشمالية إنه في حال تطبيق الفكرة، فيمكن لدى اقتراب عدد كافٍ من المركبات من ملف تقاطع طرق، أن ينشط الضوء الأبيض والذي سيكون إشارة إلى أن المركبات الآلية تنسق حركتها لتسهيل حركة المرور عبر التقاطع بشكل أكثر كفاءة.

وسيجري إبلاغ أي سائق بشري باتباع قيادة السيارة ذاتية القيادة التي أمامه عبر الضوء الأبيض، توقف إذا توقفت، تابع إذا استمرت.

وبمجرد أن ينخفض عدد المركبات ذاتية القيادة عند تقاطع ما إلى ما دون حد معين، فإن إشارات المرور ستعود إلى الخيار الطبيعي الأحمر والبرتقالي والأخضر.

ويقول علي حاجبائي، المؤلف المقابل للورقة وأستاذ مشارك في الهندسة المدنية والإنشائية والبيئية في ولاية كارولاينا الشمالية في بيان صحفي: "إن منح بعض التحكم في تدفق حركة المرور إلى المركبات الذاتية فكرة جديدة نسبيا، تسمى نموذج التحكم في الأجهزة المحمولة".

ويضيف أنه "يمكن استخدام ذلك لتنسيق حركة المرور في أي سيناريو يتعلق بالمركبات. لكننا نعتقد أنه من المهم دمج مفهوم الضوء الأبيض عند التقاطعات لأنه يخبر السائقين البشريين بما يحدث، حتى يعرفوا ما يفترض أن يفعلوه عندما يقتربون من التقاطع".

وخلال التجارب، لاحظ الباحثون أنه بمجرد أن يزيد عدد المركبات ذاتية القيادة في تقاطع ما على 30 بالمئة، تصبح التحسينات المرورية أكثر أهمية.

ويستغرق تطوير كل تقاطع طرق وقتًا ومالًا بالطبع، لكن يعتقد الباحثون أن بعض جوانب فكرة المرحلة البيضاء يمكن تنفيذها بسهولة نسبيا.