يا وكيل خامنئي.. لا تطوع العقل العراقي للعمالة!

ما تحدث به وكيل مرشد الثورة الإيرانية في العراق عبارة عن محاولة للاستمرار بتطويع العقل الشيعي نحو الطاعة المذهبية على حساب الوطنية فالرجل يعرف جيداً بأن هناك من يقبل يد خامنئي من القادة والسياسيين وهذه الفئة لا شك في ولائها ولا جدال في ذلك.

بقلم: نبراس الحسيني

لم يفاجأ غالبية الإعلاميين او الخبراء السياسيين او المختصين بموقف ممثل السيد الخامنئي في العراق مجتبى الحسيني وارائه بموقف الحكومة العراقية من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على طهران. فالموقف الذي أكدت عليه حكومة العبادي راع جوانب مهمة تتمثل بمصلحة الشعب العراقي اولا واخيرا، وهذا جوهر وفحوى ما أعلنه السيد العبادي من تعاطفه مع الشعب الايراني ورفضه للحصار بمقابله ضرورة الالتزام بالعقوبات الأمريكية فيما يخص العملة وتداولها.

فليس من المعقول ان تضحي الحكومة العراقية بمصالحها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وتدخل طرفا في صراع لا ناقة لنا فيه ولا جمل، صراعا قد يؤذي العراق واقتصاده في وقت نحن احوج فيه الى الاصدقاء والدعم الدولي.

لم يكن من وليد الصدفة ان نستمع للأصوات النشاز التي ترفع هنا وهناك والتي تنتقد موقف حكومة بغداد، فهناك الكثير من العازفين على اوتار التومان او الذين باعوا وطنهم بدنيا غيرهم.

لا تهمني التصريحات التي اطلقها بعض اذناب السفارات، ولكن ما يهمني تلك الكلمات الفارغة التي تحدث بها المدعو مجتبى الحسيني ممثل السيد الخامنئي في العراق والتي لا تنم سوى عن حقد وغل اتجاه العراق الذي تحمل طيلة تلك السنوات اعباءات سياسيات طهران في المنطقة.

للامانة فإننا نجل الاحترام للعمامة متى ما كانت تبتعد عن السياسية اولا وتقترب من الحفاظ على مصالح البلد.

ما تحدث به الحسيني عبارة عن محاولة للاستمرار بتطويع العقل الشيعي نحو العمالة، فالرجل يعرف جيدا بان هناك من يقبل يد المرشد من القادة والسياسيين وهذه الفئة لا شك في عمالتها ولا جدال في ذلك.

لأن هذه العمائم وممن هم على شاكلتها لعبت ولفترة طويلة على أعصاب وعقول الشباب العراقي وطوعته لصالح قضايا تتعلق بالمصالح الايرانية، فتراها اليوم تنتفض عندما تشاهد موقفا وطنيا عراقيا يرعى فيها مصلحة بلدنا، فطوال سنوات التي سبقت 2014 كان العراق مجرد تابع خاضع للسياسات الإيرانية ، بل وكانت مصالح البلد تضرب وامواله تهدر في سبيل مصالح طهران .. ورح ضحيت تلك السياسيات الغبية الالاف من الشهداء وقدمنا قرابين في سوريا لا تعد او تحصى.

لكن الموقف الان تغيير فمصلحة الوطن تبقى فوق كل شيء وعلينا ان نمييز بين العاطفة والميول، وبين الوطن ومصالحه. أما قضية تطويع العقل العراقي نحو قبول اراء المعممين فهذه مشكلة وطامة كبرى ينبغي الالتفات إليها.

ما يهمنا الآن مصلحة البلد وربما فان حكومة بغداد قد نجحت في هذا الاختبار او في التعامل والتعاطي مع مفردات الازمة بين واشنطن وطهران.