يزن أنزور يركز كاميراته في 'الصليب المكسور' على مسيحيي إدلب

الفيلم الوثائقي الجديد لنجدة إسماعيل أنزور يتناول قصة إجلاء مسيحيين من قراهم في إدلب.

دمشق - عرض المخرج السوري المعروف نجدة إسماعيل أنزور فيلمه الوثائقي الجديد "الصليب المكسور" في دار الأوبرا بدمشق الأسبوع الماضي.

ويتناول الفيلم قصة إجلاء زهاء 50 ألف مسيحي من قراهم في إدلب شمال غرب سوريا على يد جماعات مسلحة عام 2012.

وقال المخرج نجدة أنزور في تصريح للوكالة العربية السورية للأنباء (سانا): لا يوجد ما هو أقسى وأشد مرارةً من اقتلاع إنسان من أرضه وبيته وبيئته وذاكرته، وهذا للأسف ما حصل لما يقارب 50 ألف مسيحي سوري عاشوا بسلام وحب مع مكونات مجتمعهم السوري.

وأضاف: أن هذا الفيلم بداية لاستعادة الحقائق كما حصلت دون تحيز، وليس كما روج لها، بهدف تنوير الرأي العام بحقيقة المأساة السورية.

وتم تجميع الفيلم بالكامل باستخدام مقاطع فيديو صورها أشخاص على الأرض في ذلك الوقت ومقابلات مع شهود على الأحداث التي دفعت العديد من المسيحيين إلى التوجه صوب حدود تركيا.

والفيلم الوثائقي فكرة الدكتور محمد كمال الجفا، والنص لمحمود عبدالكريم، والإخراج ليزن أنزور، والإشراف العام للمخرج والمنتج السينمائي نجدة إسماعيل أنزور.

وسبق أن عُرض الفيلم في هولندا والصين، ويعمل طاقمه حاليا على عرضه في بلجيكا وألمانيا وكندا.

ولفت نجدة إسماعيل أنزور "أصبح كل مواطن تقريبا مراسلا بفضل التلفونات.. الوقائع تغيرت كثيرا".

وحول ما إذا كان الهاتف المحمول سهّل عملية تداول الأخبار أم عقدها أوضح أنزور أنه "سهل علينا الأمر، لكن في الآن ذاته ضاعف مسؤوليتنا لتصدي إلى الأخبار الزائفة، فنحن نشتغل على الأخبار الحقيقية، إذا هذا الأسلوب استمر مع وقائع حقيقية يعطي قيمة مضافة".

وكشف محمد كمال الجفا مؤلف فيلم الصليب المكسور "أنا لا أعتمد في التحليل الميداني والعسكري على معلومة إلا إذا كان بيدي وثيقة دقيقة سواء صوتية أو مصورة، لكي أكون مسؤول وبدقة عما يقدم للإعلام.. حتى في ما يخص التحليلات السياسية والعسكرية أعتمد على الأخبار من الداخل ولا أستقي معلومات من وسائل التواصل الاجتماعي".

وتابع "فكرة الفيلم مستوحاة من متابعتنا وتوثيقنا لسلوك وأداء التنظيمات الإرهابية المسلحة خلال الحرب على سوريا، ولفت نظري الأثمان الغالية والباهظة التي دفعها المسيحيون جراء عمليات القتل والتهجير، ما يكشف مخطط مشغلي تلك المجموعات، وهو اقتلاع المكون المسيحي من وطنه سوريا".

ويرى نيكولا أنتيبيا النائب البطريركي العام للروم الملكيين الكاثوليك أن "من لم يعايش هذه المشاكل والحروب، فإنه يجهلها، من جهتي يمكنني القول إنني مررت بهذه المعاناة وما أقوله دقيق مئة بالمئة.. لا يجب أن نغطي عيوننا".