بوش يريد الفصل بين البنين والبنات في المدارس

واشنطن - من باتريك انيدجار
بوش، الرجل المجرب، يعرف جيدا متاعب الاختلاط

تعتزم ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش التشجيع على العودة الى مبدأ عدم الاختلاط بين البنين والبنات في المدارس العامة، في اطار اصلاح التربية، وهو اجراء يعيد النظر في قانون يعود الى ثلاثين عاما.
وصدر اعلان عن هذا المشروع في 8 ايار/مايو في "السجل الفدرالي"، الصحيفة الرسمية الاميركية، فأثار ردود فعل متضاربة.
واعتبر البعض ان كل ما يفعله البيت الابيض هو مواصلة العمل على تطبيق خطته للاصلاحات المحافظة، في حين رأى البعض الآخر ان الفصل بين الصبية والفتيات سيؤثر ايجابا على مستوى التعليم.
وجاء في الصحيفة الرسمية ان "وزير التربية ينوي اقتراح تعديلات (للتنظيمات المطبقة) تهدف الى توفير هامش مبادرة اوسع للمربين من اجل اقامة صفوف ومدارس غير مختلطة".
وتابعت الصحيفة ان الهدف من هذا الأجراء هو "توفير وسائل جديدة افضل لمساعدة التلاميذ على الانكباب على الدراسة وتحقيق نتائج افضل"، من دون العودة الى "مفاهيم مهجورة" حول الفصل بين الاناث والذكور.
واوضح مسؤول كبير في البيت الابيض ان الرئيس يسعى الى "توفير خيار اوسع للاهل ومنح المدارس العامة مرونة اكبر".
وتابع المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته ان المدارس الابتدائية والثانوية التي تود الفصل بين البنين والبنات ستمنح تمويلا يفوق المدارس التي ستختار الابقاء على النظام المختلط.
واحتج البرفسور بيتر كوزنيك الاختصاصي في تاريخ الحياة الجنسية في الولايات المتحدة قائلا ان "احدا في البيت الابيض لم يقرأ مرة ميشال فوكو"، الفيلسوف الفرنسي الذي كتب "تاريخ الحياة الجنسية 1976-1984" واعتبر ان الفصل بين الذكور والاناث لم يخمد مرة الرغبة الجسدية.
ورأى الباحث الاميركي ان "الفصل بين الجنسين لطالما كان مدمرا". وتابع ان "كل هذا يندرج في اطار الامتناع الجنسي" الذي يحتل مكانة مهمة في برامج التربية الجنسية الممولة من الدولة الفدرالية.
غير ان خبراء آخرين اعتبروا ان المقاربة التي تدعو اليها ادارة بوش ستنعكس ايجابا على التلامذة.
وقال البرفسور اميليو فيانو وهو رجل قانون متخصص في النظام التربوي في الولايات المتحدة ان "العديد من الدراسات التي اجريت بمساهمة طلاب وطالبات اظهرت انه في بعض مراحل نموهم، ينجز الفتيان والفتيات دراستهم بطريقة افضل حين لا يكونوا مختلطين".
واورد على سبيل المثال ان "بعض الفتيات قد يشعرن بميل الى فتيان معينين، ما يحرمهن من تطوير حياتهن الاجتماعية".
وتابع البرفسور "سنجد كذلك فتيانا يفضلون الانفصال عن الفتيات حتى لا يتحتم عليهم الالتزام ببعض اللياقات التي يرونها ضرورية في حضور فتيات".
واكدت "الجمعية الوطنية لتشجيع التعليم العام غير المختلط" اخيرا وجهة النظر هذه فعرضت دراسة اجرتها جامعة ميشيغن في بعض المدارس الكاثوليكية الخاصة المختلطة وغير المختلطة.
واشارت الجمعية الى ان "الفتيان في المدارس غير المختلطة كانوا افضل مستوى في القراءة والكتابة والرياضيات. كما ان الفتيات في المدارس غير المختلطة حققن نتائج افضل من تلميذات المدارس المختلطة في العلوم والقراءة".
وقبل الشروع في تطبيق هذا الاصلاح، دعي المواطنون (بمن فيهم التلاميذ) الى ابداء ارائهم في مهلة تنتهي في 8 تموز/يوليو.