احتجاجات البصرة تجتاح حقول النفط

الشرطة العراقية تفرق محتجين تجمعوا عند المدخل الرئيسي لحقل الزبير النفطي الضخم في خضم تصاعد التوترات جنوب البلاد بسبب تدهور الخدمات.

البصرة (العراق) - استخدمت الشرطة العراقية الهراوات وخراطيم المياه لتفريق نحو 250 محتجا تجمعوا عند المدخل الرئيسي لحقل الزبير النفطي الضخم الثلاثاء وسط تصاعد التوتر في مدن بجنوب العراق بسبب تدهور الخدمات العامة. وقال مسؤولون في الحقل، الذي تديره شركة إيني الإيطالية، إن عمليات الإنتاج تسير بشكل طبيعي.

وعبر المحتجون عن غضبهم عند عدة حقول نفطية منذ بدء المظاهرات قبل تسعة أيام.

ويقول مسؤولون محليون إن إنتاج النفط لم يتأثر في أي حقل.

وأنتج العراق، ثاني أكبر منتج للخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بعد السعودية، نحو 4.5 مليون برميل نفط يوميا في يونيو حزيران. وقال مسؤول نفط عراقي في مايو أيار إن إنتاج حقل الزبير بلغ 475 ألف برميل يوميا.

وقال رجل أمن في مكان الاحتجاج "لدينا أوامر بعدم إطلاق النار ولكن لدينا أيضا أوامر بعدم السماح لأي أحد بالتأثير على العمليات في حقول النفط وسوف نتخذ ما يلزم من إجراءات لإبعاد المتظاهرين عن الحقول".

حقل الزبير النفطي
حقول النفط هدف الاحتجاجات

وهاجم محتجون مباني حكومية محلية ومقرات أحزاب سياسية بينما اجتاح مقاتلون شيعة مطارا في مدينة النجف.

ووقعت احتجاجات لنفس الأسباب من قبل. لكن التوتر هذه المرة واسع النطاق وذو حساسية سياسية. ويسعى رئيس الوزراء حيدر العبادي لفترة ولاية ثانية بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت في الـ12 من مايو أيار وشابتها مزاعم بالتلاعب.

وفي اجتماع مع مسؤولي الحكومة بثه التلفزيون الرسمي تعهد العبادي بتخصيص أموال للمياه والكهرباء وخلق فرص عمل في مدينة البصرة النفطية.

ويعاني جنوب العراق ذو الأغلبية الشيعية من الإهمال برغم الثروة النفطية منذ حكم الرئيس السابق صدام حسين ثم خلال فترات حكم الحكومات التي يقودها الشيعة بما في ذلك حكومة العبادي.

احتجاجات العراق
القوة ممكنة المهم لا اختراق لحقول النفط

وقد يؤدي استمرار التوتر في الجنوب إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية. وقال مسؤول نفط عراقي في مايو أيار إن إنتاج حقل الزبير بلغ 475 ألف برميل يوميا.

وقال مسؤول نفط كبير إن العراق صدر 3.566 مليون برميل يوميا في المتوسط من حقوله الجنوبية في يوليو تموز وهي مستويات تؤكد أن الاضطرابات لم تؤثر على شحنات النفط الخام من المنطقة.

ولا يبدو أن هناك أي مؤشرات على عدول المحتجين، الذين يتحملون وطأة الحر الشديد، عن مطالبهم. وعبروا عن غضبهم في البصرة، أكبر مدن الجنوب، والسماوة والعمارة والناصرية والنجف وكربلاء والحلة.

وقال رجل أمن في مكان الاحتجاج "لدينا أوامر بعدم إطلاق النار ولكن لدينا أيضا أوامر بعدم السماح لأي أحد بالتأثير على العمليات في حقول النفط وسوف نتخذ ما يلزم من إجراءات لإبعاد المتظاهرين عن الحقول".

ووقعت احتجاجات لنفس الأسباب من قبل. لكن التوتر هذه المرة واسع النطاق وذو حساسية سياسية.

وتزيد الاضطرابات من الضغط على العبادي الذي يأمل بالاستمرار لولاية ثانية عندما يشكل الساسة العراقيون حكومة ائتلافية جديدة بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 12 مايو أيار وشابتها اتهامات بالتزوير.

ومن المستبعد تحسن الأوضاع بشكل كبير قريبا في البصرة التي أطلق عليها العراقيون في وقت من الأوقات "فينيسيا الشرق الأوسط" نظرا لشبكات القنوات التي تمر عبرها.

ويحتاج العراق لمليارات الدولارات لإعادة البناء بعد ثلاث سنوات من الحرب مع تنظيم الدولة الإسلامية.