الجزائر مسؤولة عن تعطيل تسوية سياسية لنزاع الصحراء

الحكومة المغربية تؤكد أنه لا حل للنزاع في الصحراء المغربية مع جبهة البوليساريو بدون انخراط فعلي للجزائر الحاضنة للانفصاليين والتي تدفع باستمرار لتعقيد جهود التسوية السياسية.

المغرب يتمسك بإيجاد حل سياسي للنزاع المفتعل
دبلوماسية مغربية هادئة في مواجهة أوهام البوليساريو وخروقاتها
مقاربة المغرب في معالجة قضية الصحراء تبتعد عن التشنج

مراكش - قال المتحدث باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي اليوم الجمعة، إنه "لا حل لنزاع الصحراء بدون انخراط فعلي للجزائر".

وأشار الخلفي في الملتقى الوطني الأول للترافع المدني عن مغربية الصحراء الذي نظمته الوزارة المكلفة بالعلاقة مع البرلمان والمجتمع المدني بمدينة مراكش (وسط)، إلى مسؤولية الجزائر في استمرار النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية.

وتدعم الجزائر الجبهة الانفصالية ودفعت مرارا لنسف أي جهود للتسوية تنهي الصراع في الصحراء المغربية.

وتعتبر قضية الصحراء المغربية بمثابة الجهاز الذي تقاس به درجة حرارة العلاقات بين المغرب والجزائر، إذ لا تعدو أن ترجع العلاقات بينهما إلى حالتها العادية حتى تعاود التوتر.

ومد المغرب يده مرارا إلى الحارة الشرقية ضمن حرصه على وحدة المغرب العربي وتعزيز التعاون بما يخدم مصالح شعبي البلدين، إلا أن الدعم الجزائري للبوليساريو ولأنشطتها التخريبية في المنطقة، حال دون علاقات طبيعية.

وقال الخلفي إنه "لا يمكن تصور حل لنزاع الصحراء (المغربية) بدون انخراط حقيقي وفعلي للجزائر التي لها مسؤولية في استمرار النزاع".

وشدّد الوزير المغربي على أن بلاده "لن تتنازل عن إيجاد حل سياسي للنزاع المفتعل"، معتبرا أن "هناك خطابا جديدا يروج أوهاما زائفة لاستصدار قرارات مناوئة للمغرب في ملف الصحراء وسنواجهه بحزم"، دون أن يقدم المزيد من التوضيحات.

وكثف المغرب من تحركاته الدبلوماسية في الأشهر الماضية مع رصد تحركات عسكرية للبوليساريو في المنطقة المشمولة بنزع السلاح ونجح في تسليط الضوء دوليا على الخروقات التي أقدمت عليها الجبهة الانفصالية بإيعاز جزائري.

وتعكس التحركات المغربية الهادئة رصانة الموقف المغربي وتمسك المغرب بالحل في الأطر الشرعية وضمن مبادئ المواثيق والقوانين الدولية.

ويهدف الملتقى الأول من نوعه الذي استضافته مدينة مراكش ويستمر على مدار ثلاثة أيام، إلى تعزيز قدرات جمعيات المجتمع المدني في مجال الدفاع عن قضية مغربية الصحراء من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة في مجال الإعلام.

ويشارك في الملتقى وزراء ومفكرون وجامعيون وناشطون مدنيون مغاربة.

وفي العام 1975، بدأت قضية الصحراء بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو إلى نزاع مسلح، استمر حتى 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار لم يحترمه الانفصاليون.

ويتمسك المغرب بسيادته على كافة أراضيه بما فيها الأقاليم الصحراوية واقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادته، بينما تطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء على تقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي صحراويين.

ويعاني سكان مخيمات تندوف من ظلم وتهميش في ظل سطوة عصابات البوليساريو التي تحكم قبضتها على شؤون تلك الخيمات والتي قامت مرارا بتحويل هبات ومنح دولية وأموال مخصصة للصحراويين لحسابات قادتها.

ويوظف قادة البوليساريو أموال المساعدات المنهوبة في شراء الولاءات وضرب معارضيهم المؤيدين للمقاربة المغربية لتسوية النزاع سلميا.