الشارقة تستعد لمهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة

اختتام فعاليات ورشة التمثيل المسرحي التي نظمت في إطار البرنامج التدريبي المكثف الذي تقيمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة في حكومة الشارقة.
تمارين الاحماء تساعد الممثل على أن يكون حاضراً جسدياً ونفسياً وذهنياً فوق الخشبة.
كل مجموعة تقدم لمحة أدائية قصيرة وفق منهج تمثيلي محدد

الشارقة ـ اختتمت مساء الاثنين بالمركز الثقافي لمدينة كلباء فعاليات ورشة التمثيل المسرحي التي نظمت في إطار البرنامج التدريبي المكثف الذي تقيمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة في حكومة الشارقة تحت عنوان "دورة عناصر العرض المسرحي" والموجه للراغبين في المشاركة بمهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، ويشمل ورشات تدريبية أخرى في فنيات العرض المسرحي وهي "الإخراج" و"السينوغرافيا" و"الدراماتورجيا"، وقد نظمت تباعاً ابتداءً من مطلع شهر يوليو/تموز الماضي، وأشرف على الأولى الدكتور عبدالله العابر (الكويت) فيما اشرفت دكتورة خلود (الكويت) على الورشة الثانية. أما الورشة الثالثة (الدراماتورجيا) فهي مستمرة على مدار الفترة التحضيرية تحت إشراف يوسف البحري (تونس).  
وبحضور علياء الزعابي، منسقة مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، بدأت وقائع حفل ختام ورشة التمثيل المسرحي التي أشرف عليها الفنان الكويتي عبدالله التركماني وشهدت مشاركة أكثر من (50) متدرباً ومتدربة، بجملة من تمارين الاحماء التي تساعد الممثل على أن يكون حاضراً  جسدياً ونفسياً وذهنياً فوق الخشبة، بحيث ينتبه لموقعه من الرسم الهندسي لمنطقة الأداء ومسافته من العناصر الأخرى فوق الخشبة كالضوء والظل والكتل .. إلخ.   
من بعد، انقسم المتدربون في مجموعات، وقدمت كل مجموعة لمحة أدائية قصيرة وفق منهج تمثيلي محدد، تطبيقاً للحصص التعليمية التي قدمها المشرف لهم خلال فترة الورشة التي استمرت عشرة أيام. وأظهر المتدربون تمثلاً واضحاً للأساليب التمثيلية المتنوعة التي عمدوا إلى تجسيدها كالواقعية والتعبيرية والعبثية، كما بدا ملحوظاً انسجامهم وتناغمهم في تبادل الحوارات والمواقع والأدوار وكذلك حفظهم وتدبرهم للمقاطع الحوارية في مشاهدهم التمثيلية.
وبمناسبة الختام تحدث مشرف الورشة، مشيداً بمهارات المشاركين وقدراتهم التمثيلية، وقال إن الأيام العشرة للورشة رغم قصرها إلا أنها ساعدته على "التعرف عن قرب على مجموعة مبدعة من الممثلين الذين سيثرون المسرح الإماراتي والخليجي في المستقبل القريب.. وآتمنى أن أكون أسهمت بقدر ولو ضئيل في دعم امكاناتهم بما قدمته خلال الورشة من خبرات ومعارف، نظرية وعملية"، وتوجه بالشكر إلى إدارة المسرح "لأنها اتاحت لي هذه الفرصة للمشاركة في بناء وتأهيل هذا الجيل المسرحي الواعد".
بدورها، شكرت علياء الزعابي مشرف الورشة وقدمت له شهادة تقديرية، كما قدمت شهادات المشاركة للمتدربين.
واستهل مساء الثلاثاء 7 اغسطس/آب، تحت إشراف الدراماتورج التونسي يوسف البحري برنامج البروفات الخاص بالمخرجين الراغبين في المشاركة في الدورة السابعة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة وبلغ عددهم نحو عشرين مخرجاً ومخرجة، وذلك في مسارح كلباء وخورفكان والشارقة.    
وتأسس مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة سنة 2012، بهدف اكتشاف وصقل وإبراز الطاقات المسرحية الواعدة، وهي ما يلي دورة عناصر العرض المسرحي.
ويشجع المهرجان - الموجه للهواة من مختلف الأعمار - المشاركين في عروضه، على اختبار قدراتهم وإظهار مهاراتهم الإبداعية، عبر مقاربة ومعاينة التراث المسرحي العالمي، والاشتغال على النصوص القصيرة والنظريات والتيارات والمفاهيم والتجارب المسرحية، الرائدة والراسخة.
كما يهيئ المهرجان، الذي تنطلق فعاليات دورته السابعة في السادس والعشرين من الشهر المقبل، لصنّاع عروضه، فرصة مثالية لتطوير وتعزيز معارفهم وتصوراتهم حول مجمل قضايا المشهد المسرحي العربي الراهن، إذ يتيح لهم فرصة الالتقاء والتواصل والحوار مع نخبة من الفنانين والباحثين والأكاديميين المسرحيين، تدعوهم إدارة المهرجان من مختلف الأقطار العربية، لمشاهدة العروض وإثراء الندوات والنقاشات برؤاهم وأفكارهم وملاحظاتهم المتنوعة والقيمة.
وإلى جانب العروض والندوات النقدية، يحتضن المهرجان في كل دورةٍ منه، ندوة فكرية تُعنى بجماليات الممارسة المسرحية وتقنياتها، إضافة إلى "ملتقى البحث المسرحي" الذي يستضيف مجموعة من المتخرجين حديثاً في كليات الدراسات العليا المختصة في المسرح (حملة الدكتوراه والماجستير)، كما يكرم أحد المسرحيين المحليين المؤثرين، ويضيء على مسارات تجربته عبر حلقة نقاشية، ويصدر كتاباً حول مسيرته المسرحية.