العبادي يفشل في تهدئة الاحتجاجات جنوب العراق

التظاهرات تتواصل في العراق احتجاجا على البطالة ونقص الخدمات وأنباء عن مقتل شخصين في ظروف غامضة في ظل عجز الحكومة عن إيجاد حلول للأزمة.

البصرة (العراق) - تتواصل الاحتجاجات في جنوب العراق السبت، بعدما امتدت ليلا من محافظة البصرة الجنوبية إلى محافظات مجاورة حيث قتل شخصان بإطلاق نار لم تتضح ظروفه، بحسب مصدر طبي.

وضع العراق قوات الأمن في حالة تأهب قصوى اليوم السبت مع استمرار احتجاجات على ضعف الخدمات الحكومية والفساد في محافظات بالجنوب.

وأصدر حيدر العبادي، رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، هذا الأمر الليلة الماضية في توجيه عسكري.

وقالت مصادر أمنية إن السلطات أرسلت بالفعل تعزيزات من وحدة مكافحة الإرهاب والفرقة التاسعة من الجيش للمساعدة في حماية الحقول النفطية في محافظة البصرة حيث تجمع متظاهرون لليوم السادس على التوالي.

وجاء أمر العبادي في محاولة للسيطرة على الاحتجاجات المتزايدة والتي امتدت أمس الجمعة من البصرة، حيث أغلق السكان ميناء أم قصر، إلى مدن العمارة والناصرية والنجف.

وتجمع العشرات في تظاهرات متفرقة صباح السبت، بالقرب من حقلي غرب القرنة والمجنون النفطيين في شمال مدينة البصرة، إضافة إلى اعتصام متواصل أمام ميناء أم قصر في جنوب المدينة، وأمام مبنى المحافظة في وسط المدينة.

وتتواصل التظاهرات في البصرة لليوم السابع على التوالي احتجاجا على البطالة ونقص الخدمات. وازدادت توترا بعد مقتل متظاهر الأحد الماضي.

وارتفع عدد قتلى التظاهرات إلى ثلاثة ليل الجمعة السبت، بعدما توفي متظاهران متأثرين بجروحهما "جراء إطلاق نار عشوائي في مدينة العمارة" وسط محافظة ميسان الجنوبية، بحسب ما أفاد المتحدث باسم دائرة صحة المحافظة أحمد الكناني. ولم يعرف مصدر إطلاق النار.

وبحسب وسائل إعلام عراقية، خرجت تظاهرات أمام مقار الأحزاب في ميسان، وأقدم متظاهرون على إضرام النيران في بعضها، منها مقر حزب الدعوة الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

حيدر العبادي
العبادي في مأزق

ودفعت التظاهرات التي أسفرت أيضا عن عشرات الجرحى، بالعبادي للتوجه الجمعة إلى البصرة حيث اجتمع فور وصوله مع قيادة العمليات العسكرية للمحافظة وشيوخ عشائر ومسؤولين محليين.

وبعد عودته من المحافظة الجنوبية، ترأس العبادي اجتماعا طارئا للمجلس الوزاري للأمن الوطني، وفق بيان رسمي السبت.

وأشار البيان إلى أن المجتمعين حذروا من "مجاميع مندسة صغيرة ومنظمة تحاول الاستفادة من التظاهر السلمي للمواطنين للتخريب ومهاجمة مؤسسات الدولة والممتلكات الخاصة"، مؤكدا أن "قواتنا ستتخذ كافة الإجراءات الرادعة بحق هؤلاء".

لكن زيارة العبادي لم تنتج هدوءا، بل امتدت التظاهرات إلى محافظاتي ذي قار والنجف.

واقتحم متظاهرون غاضبون مساء الجمعة مطار النجف الدولي.

احتجاجات العراق
حضور الحلول الأمنية فقط

وأقدم محتجون آخرون على إحراق مكاتب لبعض الأحزاب في المدينة المقدسة، قبل أن يعود الهدوء السبت وسط معاينة الأضرار، وسط المصدر نفسه.

وساد الهدوء في مدينة الناصرية في محافظة ذي قار السبت، بعد ليلة شهدت توترا أسفر عن إصابة متظاهرين وأفراد من قوات الأمن بجروح، بحسب ما أفاد مصدر طبي.

وخرجت تظاهرة خجولة بعد منتصف الليل في منطقة الشعلة في شمال العاصمة بغداد، وسط إجراءات أمنية مشددة. ولا يزال التجمع قائما السبت.

وسرت شائعات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي عن دعوات مجهولة المصدر إلى التظاهر بكثافة في العاصمة السبت، وأشار بعضها إلى أن الوجهة قد تكون المنطقة الخضراء الشديدة التحصين، حيث مقار الوزارات والسفارات.