العراق.. الميليشيات تفترس الهوية الوطنية

المحافظات تتظاهر وتنتفض تريد استعادة وطنها المسروق منذ اكثر من خمسة عشر عاماً تطالب لصوص الفساد والأرهاب والتزوير ومجندي الفتنة أن يخرجوا من تحت جلد الوطن والناس أن يخرجوا من روحهم ودمهم وجرحهم ومعاناتهم ورغيف خبزهم ومن ملح دموع الأرامل والأيتام.

بقلم: حسن حاتم المذكور

 سقط بالأمس شهداء في البصرة واخرون في ميسان والقادم في كل مكان، القاتل مليشيات ملوثة شوهت  الهوية التاريخية لشوارع المدن العراقية، وهوياتها الفرعية، افترست الهوية الوطنية، وقسمت العراق الى كيانات مسلحة بأحدث المليشيات، المكون السني، مدرعاً بأرهابيي داعش، المكون الكردي مدرعاً بمليشيات البشمرگة، المكون الشيعي، مدرعاً بمليشيات "حدث ولا حرج"، المواطن العراقي لا يعرف، من الذي انتصر عليه ومر على اضلاع وطنه، لكنه يعرف، ان شوارع محافظاته ملوثة بجرائم مليشيات العملية السياسية.

المحافظات، تتظاهر وتنتفض، تريد استعادة وطنها المسروق منذ اكثر من خمسة عشر عاماً، تطالب لصوص الفساد والأرهاب والتزوير ومجندي الفتنة، ان يخرجوا من تحت جلد الوطن والناس، ان يخرجوا من روحهم ودمهم وجرحهم ومعاناتهم ورغيف خبزهم ومن ملح دموع الأرامل والأيتام، يقولون للقوات الأمنية، اما ان تكونوا ابنائنا واخوتنا وتفرغوا رصاصات التضامن في صدور الفساد والأرهاب والتزوير، واما ان تكونوا، مليشيات عاقة لا تستحقون الأنتماء الينا، ويقولون للحشد الشعبي، اذا اردت ان تكون شعبياً حقاً، فالتحق بصفوفنا وتظاهر وانتفض معنا، واحترم خبز الناس وحليب الأمهات، حتى لا تصبح مليشيات تؤدي خدمة مجانية لحكومة الفساد والتجويع والتبعية.

تحركت القوات الخاصة ومكافحة الأرهاب والرد السريع، ومليشيات وزير داخلية (ذاك الصوب) قاسم الأعرجي، فقط لأن في محافظات الجنوب والوسط، ثمة عراقي يهتف بأسم العدالة والحياة، ويجب اعتقاله وقطع لسانه، غداً وعبر تسوية خاطفة، ستتصالح امريكا وايران، وتصبح اسرائيل قاسمهم المشترك، ثم يتوافقا بغطاء اقليمي وادوات محلية على تقاسم العراق، ثروات وحغرافية ومكونات، ويستبقون للدلالين والوكلاء،  حرية التمذهب وتصفية الحسساب مع الوعي الوطني، لا طريق لكم ـــ يا اهلنا المنتفضون ـــ غير التماسك والثبات على مطاليبكم المشروعة، وحماية سيادة دولتكم وسلامة وطنكم، واصلاح شأنكم، وتحقيق العدالة بينكم، ومثل تلك الأهداف، لا امل في تحقيها برفقة اللصوص ومشعوذي مذاهب الفرقة والتمزق، وانتم يا بنات وابناء الجنوب والوسط، احذروا مكائد شياطين الأحزاب الشيعية، فقلوبهم وضمائرهم، مستنقعات للخديعة والوقيعة والأحتيال.

الطغاة هم الأكثر وحشية وغباء في التاريخ، علمتنا التجربة الدامية لما بعد الأحتلال عام 2003، ان احزاب الأسلام الشيعي، هم النماذج الأسوأ في التبعية والأرتزاق وخذلان المجتمع وبيع الوطن، انهم كيانات نافقة لا تصلح لشيء، قد تستطيع اخماد انتفاضة الشارع العراقي، ويحتالون عبر الأندساس والتشويه على وعي الجماهير، او  يمنعون التجوال ويعتقلون الناس في بيوتهم ويرتكبون المجزرة، لكنهم لا ــ ولن ــ يستطيعوا اخماد جمرة الرفض، انها ومن داخل رمادها، تعد نفسها الى اشتعال قادم، سوف لن يفلتوا منه، وتعلق رقبة الرذيلة في عمامة الفساد والأرهاب والتزوير، وتضيق الأرض العراقية بهم ولم يجدوا حفرة كما توفرت للطغاة، انها الحقيقة العراقية التي يجهلونها وسيواجهونها عاجلاً ، "وغداً لناظره قريب".