المغرب يتخطى منعرج المصادقة في السباق لاحتضان المونديال

لجنة التقييم في الفيفا تنهي مخاوف اقصاء الملف المغربي بمنحه علامة اجمالية قدرها 2.7 من 5، والملف المشترك الاميركي الكندي المكسيكي ينتزع علامة 4.
التصويت الخطوة القادمة والاخيرة
وسائل الاعلام المغربية تعتبر التقييم 'اجتازا لعقبة' في طريق المنافسة على استضافة المونديال
رئيس الفيفا جاني انفانتينو يميل الى تأييد ملف الترشيح الثلاثي المشترك
المغرب يعول على دعم أعضاء الاتحاد الافريقي للعبة اضافة الى دول أوروبية أبرزها فرنسا
المغرب يقترح الاستضافة على 12 ملعبا في 12 مدينة

الرباط - حافظ المغرب على مكانه في السباق نحو استضافة كأس العالم في كرة القدم 2026، مع مصادقة لجنة التقييم التابعة للاتحاد الدولي (فيفا) على ملف ترشيحه المنافس لملف مشترك بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وقال منصف بلخياط، عضو لجنة الترشيح المغربية ووزير الرياضة السابق، الجمعة "تمت المصادقة على الملف المغربي".

أضاف ان لجنة التقييم "أكدت الجمعة قدرة المغرب تقنيا على تنظيم مونديال 2026"، والذي سيكون الأول بمشاركة 48 منتخبا بدلا من 32.

وأكد الاتحاد الدولي المصادقة على الملفين اللذين سيتنافسان على نيل تأييد الدول الأعضاء في الفيفا لدى إجراء التصويت لاختيار البلد المضيف في 13 حزيران/يونيو في موسكو، عشية انطلاق مونديال روسيا 2018.

وقال الفيفا في بيان على موقعه الالكتروني "بعد تقييم معمق لكتب الترشيح وزيارات للدول الأعضاء المعنية، أكدت لجنة التقييم... ان الملفين الآتيين حققا التنقيط المطلوب وسيتم رفعهما الى مجلس الفيفا: الملف المشترك بين الاتحاد الكندي لكرة القدم والاتحاد المكسيكي لكرة القدم واتحاد الولايات المتحدة لكرة القدم، والملف المقدم من الاتحاد المغربي لكرة القدم".

وأفاد مصدر مطلع ان الملف المغربي "نال علامة اجمالية قدرها 2.7 من 5، بينما نال الملف المشترك علامة 4 من 5".

وكانت تقارير صحافية أشارت في الفترة الماضية الى احتمال ان تقوم لجنة التقييم بـ "استبعاد" الملف المغربي قبل عملية التصويت. ويمكن لهذه اللجنة من الناحية النظرية، استبعاد أحد الملفين حتى قبل موعد التصويت في حال وجدت ان الملف لا يتلاءم والمعايير المطلوبة من قبل الفيفا.

وتشارك في عملية اختيار البلد المضيف الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي. ومن أصل 211 عضوا، يحق لـ 207 أعضاء التصويت، هم كل الدول المنضوية ضمن الفيفا باستثناء الدول الأربعة المرشحة. وهي المرة الأولى التي يحق فيها لكل الدول الأعضاء التصويت، بعدما كان الأمر يقتصر الأمر على أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي.

ارتياح في المغرب

 

رئيس لجنة الترشيح المغربي للمونديال مولاي حفيظ العلمي
مولاي حفيظ العلمي: المغرب يتخذ موقعا اليوم في مستوى الأمم العظيمة

وخلفت مصادقة لجنة التقييم التابعة لفيفا على ملف الترشيح المغربي شعورا بالارتياح، بعد ترقب ومخاوف من احتمال الإقصاء قبل الوصول لمرحلة التصويت.

وقال رئيس لجنة الترشيح المغربي مولاي حفيظ العلمي تعلقيا على قرار لجنة التقييم إن "المغرب يتخذ موقعا اليوم في مستوى الأمم العظيمة".

وأضاف "نحن من الأمم القليلة التي تملك القدرة على الترشح وملاءمة المعايير التي يشترطها دفتر تحملات الفيفا".

وقال عضو لحنة الترشيح المغربية منصف بلخياط ان لجنة التقييم "أكدت الجمعة قدرة المغرب تقنيا على تنظيم مونديال 2026"، والذي سيكون الأول بمشاركة 48 منتخبا بدلا من 32.

وشدد على ان كل الفريق التابع للجنة سيعمل "لنيل الفوز في 13 حزيران/يونيو"، في إشارة الى موعد التصويت.

وتفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مع القرار، معربين عن "الفرح والفخر" و"استمرار الأمل"، بينما تحدثت وسائل إعلام محلية عن "اجتاز عقبة" في طريق المنافسة على استضافة المونديال.

"مخاطر مرتفعة" للمغرب

 

ملاعب المغرب
الملاعب في الملف المغربي تنال علامة 2.3، مقابل 4.1 للملف المشترك

وفي التقرير المختصر الذي نشره الفيفا على موقعه، حددت لجنة التقييم أربعة مجالات عامة لـ "تقييم المخاطر"، هي: مجال المكونات التقنية، مجال الالتزام والقانون، مجال الأمن والطب والأمور المرتبطة بالحدث، ومجال الاستدامة وحقوق الانسان وحماية البيئة. وقسم كل مجال الى فئات فرعية.

وبحسب هذا التقييم، سجلت اللجنة وجود "مخاطر مرتفعة" في الملف المغربي، في فئتي "الملاعب"، و"الاقامة والنقل".

في المقابل، لم تسجل أي "مخاطر مرتفعة" في ملف الترشيح المشترك.

وعلى صعيد المقارنة في التنقيط، نالت الملاعب في الملف المغربي علامة 2.3، مقابل 4.1 للملف المشترك.

وأوردت لجنة التقييم في ملاحظاتها ان "الملف المغربي مقدم بشكل جيد وقوي لجهة الالتزام الحكومي، الا انه يحتاج الى ان يبني بشكل جديد معظم البنى التحتية المرتبطة بالبطولة والبنى التحتية الأوسع. الملف المشترك في المقابل، يتمتع بمستويات واعدة من البنى التحتية القائمة والعملية".

وتفيد التقارير الصحافية ان رئيس الفيفا جاني انفانتينو يميل الى تأييد ملف الترشيح الثلاثي المشترك، المدعوم بقوة أيضا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حين يعول المغرب على دعم أطراف عدة أبرزها أعضاء الاتحاد الافريقي للعبة، اضافة الى دول أوروبية أبرزها فرنسا.

وقدم ممثلون للجنتي الترشيح الأربعاء عرضا إضافيا لملفي الترشيح أمام ممثلين للجنة التقييم في مقر الفيفا في مدينة زوريخ السويسرية.

وسبق لأعضاء لجنة التقييم ان زاروا الدول المرشحة للاستضافة.

وقامت اللجنة بزيارة المغرب في نيسان/أبريل وتفقدت خمس مدن مرشحة للاستضافة. وتلا ذلك زيارة أخرى قام بها خبراء تقنيون.

ويعتزم المغرب الاستضافة على 12 ملعبا (اقترح 14 كمرحلة أولى) في 12 مدينة، منها خمسة ملاعب جاهزة سيتم تجديدها، وبناء ثلاثة أخرى.

وفي تقريرها الجمعة، قالت اللجنة انه من أصل الملاعب الـ 14 "تحتاج تسعة الى عملية بناء كاملة، بينما تحتاج الملاعب الخمسة القائمة الى إعادة بناء و/أو تأهيل".

وكان رئيس لجنة الترشيح المغربية مولاي حفيظ العلمي قد قال في تصريحات سابقة "عملنا مع لجنة التقييم التابعة للفيفا بشكل مسبق لتحضير 'كتاب الترشيح' الذي تطلب جزءا كبيرا من طاقتنا للتوافق مع كل ما يطلبه الفيفا. بعد ذلك، استضفنا وفد اللجنة التي راجعنا معها كل النقاط والأسئلة التي كانت لديها"، مضيفا "كان الأمر مرضيا بالنسبة إليهم".

وتقدم المغرب بترشيحه لاستضافة المونديال للمرة الخامسة، وهو يأمل في ان يكون ثاني بلد افريقي ينظم العرس العالمي بعد جنوب افريقيا 2010.

 

ملاعب "ذات مستوى عال"

وفي ما يتعلق بالملف الثلاثي، فيعول الملف على على 23 مدينة تم اختيارها ضمن لائحة أولية (بما في ذلك 4 مدن كندية و3 مكسيكية)، على ان تتضمن اللائحة النهائية 16 مدينة بملاعب يبلغ معدل طاقتها الاستيعابية 68 الف متفرج "مبنية وعملية".

وقالت اللجنة في تقرير التقييم الجمعة ان "كل الملاعب الـ 23 المقترحة هي مبنية وعملية. نتيجة لذلك، لا يحتاج ملف الترشيح الى بناء أي ملعب بشكل كامل. في تقييمه للملاعب، وجد الفيفا ان ستة ملاعب تحتاج الى أعمال تأهيل خلال السنوات المقبلة".

وأكد التقرير ان "كل الملاعب ستلاقي أو تتخطى المتطلبات الأساسية الدنيا من قبل الفيفا"، مشيرا الى انه "بشكل عام، كان رأي لجنة التقييم ان ملف الترشيح المشترك قدم محفظة من الملاعب القائمة وذات المستوى العالي".

ويحظى الترشيح الثلاثي بدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي حذر الدول التي تعتزم عدم التصويت له، من تداعيات سياسية لذلك.