انهيار الخدمات الصحية يفاقم معاناة الموصليين

بعد عام على تحرير الموصل من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، المدينة لاتزال تعاني من سوء الخدمات الصحية حيث ينتشر الحطام في محيط المستشفيات وغياب الرعايا والمتابعة الصحية الأساسية.

تراجع عدد المستشفيات في الموصل من 13 إلى أربع فقط
قتال الدولة الإسلامية خلف ثمانية ملايين طن من الحطام

الموصل (العراق) - تقول منظمات إنسانية إنه بعد مرور عام على استعادة القوات العراقية للموصل من تنظيم الدولة الإسلامية فإن نظام الرعاية الصحية بالمدينة ما زال منهارا حيث ينتشر الحطام في محيط المستشفيات كما أن الخدمات الصحية الأساسية غير متوفرة.

وسيطرت الحكومة على الموصل بدعم من تحالف تقوده الولايات المتحدة وقوات كردية قبل نحو عام، ونزح 380 ألف شخص من المدينة الشمالية التي كان يقطنها مليونا شخص قبل وقوعها في قبضة التنظيم المتشدد في يونيو/حزيران 2014.

وقال المجلس النرويجي للاجئين في بيان إن القتال خلف ثمانية ملايين طن من الحطام. والمجلس من بين كثير من المنظمات الدولية التي تساعد إلى جانب حكومات أجنبية في جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.

وأوضح هيمان ناجاراثنام رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في العراق أن نظام الرعاية الصحية في الموصل تعرض لدمار بالغ أثناء الصراع وأن هناك حاجة ماسة لمنشآت طبية جديدة.

وقال "كان في الموصل 13 مستشفى، خرج منها تسعة الآن بسبب تدميرها. من جهة أخرى إذا نظرتم لعدد السكان العائدين للمدينة فهو كبير. ولا تتوفر هناك خدمات ملائمة ولا أسرة كافية في مستشفيات الموصل. كان في ما مضى هناك 3500 سرير بالمستشفيات وأصبحت حاليا ألف سرير فقط".

وأضاف ناجاراثنام "يجب أن تتوفر عشرة مستشفيات لكل عشرة آلاف شخص وفقا للمعايير الإنسانية واليوم لدينا ألف سرير وهذا معناه وجود أربعة أو خمسة أسرة لكل عشرة آلاف شخص. وهذا مؤشر واضح على عدم وجود منشآت كافية أو طاقة سريرية متاحة".

وقالت أطباء بلا حدود في مايو/أيار إنها استقبلت 3557 حالة في غرفة الطوارئ بمستشفاها في غرب الموصل نجم 95 بالمئة منها عن ظروف المعيشية غير الآمنة مثل سقوط أناس من مبان متهدمة أو انهيار حوائط بنايات.

وأوضح ناجاراثنام أن معظم المرضى المصابين يحتاجون لمتابعة ما بعد العمليات الجراحية لاسيما وأن كثيرين منهم أُجريت جراحاتهم على عجل على جبهات المعارك أو قربها لإنقاذ حياتهم ويحتاجون لمتابعة طبية حاليا.

وقال ناجاراثنام إن كثيرا من الناس عولجوا أثناء الصراع وما زالوا في حاجة للمتابعة وفي حاجة لمزيد من العمليات الجراحية أيضا وإنه وفي ظل الوضع الطبي الحالي توجد خطورة في المستقبل القريب.

وقال طفل مصاب يدعى أنس بشار محمد صالح "كنت بالسوق كان عندي بسطة وانضربت هاون فشالوني ورحت على المستشفى، المستشفى الجمهوري وهناك عالجوني، علاجات ماكو هناك. ظليت بالمستشفى عشرة أيام. وعقب ما تحررنا جينا هنا".

وافتتحت أطباء بلا حدود في أبريل/نيسان منشأة للرعاية اللاحقة في مستشفى بشرق الموصل لتقديم خدمات للجرحى من ضحايا العنف أو الصدمة أثناء معركة استعادة المدينة.

وتضم المنشأة، وفقا لبيان للمنظمة، وحدة عمليات متنقلة وجناحا يضم 33 سريرا للاستشفاء بعد العمليات وخدمات الصحة النفسية ووحدة إعادة تأهيل ستتم إدارتها بالشراكة مع منظمة هانديكاب إنترناشيونال.

وتعمل منظمة أطباء بلا حدود في العراق منذ عام 1991 وقدمت خدمات طبية للأشخاص الذين أصيبوا في المعركة ضد الدولة الإسلامية.