بأصوات الناخبين سنعود الى كركوك والمناطق المتنازع عليها

كل شيء في العراق ساكن ولا يتحرك باتجاه الحل او البحث عن طريقة ما للتقارب او الوصول الى حلول تقرب المسافات بين الاطراف، والسبب يردده الجميع بان الوقت الحالي هو وقت انتخابات او (بازار وسوق الوعود والشعارات المكتوبة والمنشورة في كل مكان) رغم ان اغلب هذه المشكلات والازمات تعود الى عشرات السنين وبعضها من تاريخ تأسيس العراق.

مدينة كركوك والمناطق المتنازع عليها والتي تتردد منذ بضعة اسابيع انباء وتصريحات عن عودة البيشمركة اليها او الى بعض المناطق المحيطة بها، بناء على اتفاق مشترك بين الحكومة العراقية والجانب الاميركي وبعض قوات البيشمركة، والذي سرعان ما يتم نفيه او التعليق عليه بالرفض من الجانب العراقي او وزارة البيشمركة في حين يبقى الجانب الاميركي مردداً ذات العبارات والمواقف التي لا تقدم حلاً ولا تبين الموقف الصحيح من غيره.

هذه الضبابية في الموقف والتناقض في التصريحات تزيد حيرة المواطن في هذه المناطق والذي من حقه ان يعيش حياة طبيعية تضمن أمنه وكرامته ورزقه بحيث لا يكون في حالة اضطراب وقلق دائم فيمن سوف يأتي او يسيطر على هذه المنطقة الغنية بالنفط والذي اصبح بلاءً على اهلها الذين لا يعرفون اين يتجهون ومن يؤيدون وكيف لهم ان يصدقوا او يثقوا بمن يعدهم بالامن والامان ومناطقهم تتعرض كل يوم الى التهديدات والاختراقات من هذا وذاك.

ان حال كركوك الذي صارت عليه بعد أحداث 16 تشرين اول 2017 يجب ان لا يتحول الى واقع دائم ومستمر تحت اي مسمى او اسباب، وان على الجميع ان يعودوا الى دستور العراق لعام 2005 والذي رسم طريقاً واضحاً وصريحاً في تقرير وحل كافة الاوضاع والمشكلات في هذه المناطق التي اطلق عليها وصف "متنازع عليها" اي انها مناطق مختلطة لم ولن يتقرر الوضع النهائي لها الا بعد اتباع الخطوات والاجراءات التي نصت عليها المادة 140 بـ "التطبيع، الاحصاء، وتنتهي باستفتاء في كركوك والمناطق الاخرى المتنازع عليها لتحديد ارادة مواطنيها."

عليه فانه من المهم التأكيد على اهمية الانتخابات القادمة التي ستجري في 12مايس/آيار وانه باصوات الناخبين سوف يأخذ كل صاحب حق حقه وسيعود الكرد الى كركوك والمناطق المتنازع عليها، وليس بالاتفاقات الفردية او طلبات الجانب الاميركي الذي لا يهمه الا مصالحه واستمرار التوتر في مناطق الصراع وعدم ايجاد أي حل لأي ازمة او مشكلة تطبيقا لاستراتيجيتهم المعروفة بـ"الفوضى الخلاقة" التي تقوم على اساس نشر وإعمال الفوضى لتعظيم المكاسب الأميركية، وضمان الحاجة اليهم من كل الاطراف بحيث تجعل الجميع ضحايا ورابحين لبعض الوقت في حين تبقى المشكلة الاساسية والازمة من دون حل.

الانتخابات القادمة محطة مهمة في تقرير مصير هذه المناطق التي لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل والتسويف وعلى المرشحين الذين رشحوا انفسهم من اهالي كركوك والمناطق المتنازع عليها ان يكونوا ممثلين حقيقيين لأهلهم قبل ان يكونوا مرشحين وتابعين لأي قائمة او اتجاه وعليهم العمل على تطبيق احكام الدستور بحيث يصنعوا واقعا جديدا يقوم على اساس المواطنة والتعايش والسلام الدائم.