بعد توظيف أزمتهم سياسيا، اردوغان يتنكر للاجئين السوريين

تركيا تتوقف عن تسجيل اللاجئين السوريين الجدد ممهدة لترحيلهم بالإكراه بعد أن استغل الرئيس التركي معانتهم كورقة مزايدة انتخابية وإنسانية وورقة ابتزاز الشركاء الأوروبيين.

اردوغان وظف ورقة اللاجئين لابتزاز أوروبا
الرئيس التركي ظهر باكيا مع اللاجئين فقط لدعاية انتخابية
تركيا تتوقف عن تسجيل اللاجئين السوريين تمهيدا لترحيلهم قسرا

أنقرة - قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين إن السلطات التركية أوقفت إجراءات تسجيل اللاجئين السوريين الجدد "كليا باستثناء قلة" مما يحرمهم من خدمات ضرورية ويعرضهم لخطر الترحيل.

وتستقبل تركيا نحو 3.5 ملايين لاجئ فروا من الحرب في سوريا ونالت إشادات عالمية لسخائها منذ تفجر النزاع في 2011، لكن وجودهم المستمر يثير توترات اجتماعية متزايدة.

وإضافة إلى ذلك استخدم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ملف اللاجئين في بلاده كورقة مزايدة انتخابية لرفع أسهم شعبيته وأيضا كورقة ابتز بها الشركاء الأوروبيين في إطار اتفاق كبح الهجرة الذي وقعه مع الاتحاد الأوروبي في مارس/اذار 2016 حصل بموجبه على تعهدات أوروبية بنحو 6 مليارات دولار وإعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول إلى بلدان شينغن.

ويبدو أن هذه الورقة استنفدت أهدافها ولم يعد اردوغان بحاجة إليها لذلك توقفت السلطات التركية عن تسجيل اللاجئين الجدد حتى يكون ترحيلهم أمرا هينا بلا تعقيدات سياسية أو إحراج للرئيس التركي الذي تولى في الفترة الأخيرة ولايته الرئاسية الجديدة بصلاحيات تنفيذية واسعة.

ووظف اردوغان أزمة اللاجئين سياسيا حيث ظهر باكيا مع عدد من اللاجئين كما شارك مع زوجته عائلات نازحة في مخيم اللاجئين الإفطار خلال شهر رمضان، في دعاية اشتغلت عليها دوائر حزب العدالة والتنمية لإظهار شخصية مفرطة في الإنسانية في الوقت الذي كان يكيل فيه الاتهامات للنظام السوري بقتل شعبه وتشريده.

الرئيس التركي وزوجته مع أطفال لاجئين سوريين
ورقة الللاجئين حققت أهدافها بالنسبة للرئيس التركي

وقال مسؤول تركي في تعليقه على تقرير المنظمة الدولية "دائما ما رحبنا بالسوريين ولا نزال نرحب بهم" مضيفا أن "الأشخاص الموجودين في تركيا يمكنهم الحصول على جميع الخدمات التي يحتاجون لها".

وقالت هيومن رايتس ووتش إن تعليق إجراءات التسجيل وهي خطوة رئيسية للاجئين الواصلين حديثا "تؤدي إلى عمليات ترحيل غير قانونية وعودة بالإكراه إلى سوريا والحرمان من الرعاية الصحية والتعليم".

ووصفت تعليق إجراءات التسجيل بأنها "آخر مسعى لتركيا لحرمان طالبي لجوء جدد من الحماية" مضيفة أن الحدود التركية مع سوريا هي الآن فعلا "مغلقة".

وأضافت أن تعليق التسجيل يشمل تسع محافظات على الحدود السورية أو قربها، واسطنبول.

ولفتت المنظمة إلى أنه منذ أواخر اغسطس/اب 2015 "يسمح فقط للسوريين المسجلين الذي يحصلون على رخصة سفر خاصة، بالتنقل داخل تركيا".

وقال المدير المساعد في الوكالة لبرنامج اللاجئين جيري سيمبسون إن الاتحاد الأوروبي الحريص على وقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا "يتغاضى عن خطوات تركيا الأخيرة لمنع وثني الأشخاص الفارين من سوريا".

من ناحية أخرى، تقدم تركيا المساعدة في إعادة لاجئين إلى مناطق في شمال سوريا، حيث قام الجيش التركي وفصائل سورية حليفة بطرد المتطرفين الإسلاميين ومقاتلين أكراد منها، في عمليات عسكرية.

وأضاف المسؤول التركي "لا نقوم أبدا بالترحيل إلى سوريا. بعض السوريين يختارون العودة إلى مناطق حررتها تركيا".